كتب الأستاذ حليم خاتون: الساكت عن الحق، شيطان أخرس.
أخبار وتقارير
كتب الأستاذ حليم خاتون: الساكت عن الحق، شيطان أخرس.
حليم خاتون
4 تموز 2021 , 20:45 م
كتب الأستاذ حليم خاتون: ا جريدة نداء الوطن القواتية، تنتقد الديكتاتورية داخل الطائفة الشيعية في مقال يظن القارئ لوهلة أن الكاتبة تريد أن تضع اصبعها على جرح الديمقراطية العميق في كل المجتمعات اللبنا

كتب الأستاذ حليم خاتون: ا

جريدة نداء الوطن القواتية، تنتقد الديكتاتورية داخل الطائفة الشيعية في مقال يظن القارئ لوهلة أن الكاتبة تريد أن تضع اصبعها على جرح الديمقراطية العميق في كل المجتمعات اللبنانية، التي لا زالت تعيش الحالة القبلية ما قبل الإقطاع وتكوّن الشعوب...

لوهلة، يظن القارئ أن السيدة نوال نصر بدأت بالطائفة الشيعية وتريد الوصول بعدها إلى بقية الطوائف التي ترزح تحت هيمنة الإقطاع الدرزي، والإقطاع السياسي السني، واتحاد الإقطاع السياسي الماروني مع الإقطاع الديني فيه.
 منذ البداية يتبين للقارئ، أن هدف السيدة نصر هو فقط النيل من حزب الله...

بصبر، وغصبا عن ارادتي، أكملت المقال حتى الأخير، علّني اجد نقدا موضوعيا يجب توجيهه إلى كل الشعوب اللبنانية، المتحكًمين بإرادتها وبإرادة هذا الوطن الذبيح....

 بكل أسف، لم اجد سوى حقدا على حزب الله لا يستند على اي أسس علمية في أبسط دراسة ممكن إجرائها للواقع الاجتماعي والسياسي والاقتصادي داخل المجتمع الشيعي...

السيدة نصر تدافع من جهة عن الشيخ صبحي الطفيلي، وترفض من جهة أخرى إقامة جمهورية إسلامية في لبنان...

تدافع عن الشيخ الطفيلي، ولا تريد أن تعترف أن الحزب في أيام هذا الشيخ كان غارقا في التزمت والإنعزالية والتعصب وان حزب الله لم يتحرر إلى حد كبير من هذه الصفات الملعونة إلا بعد نزع الأمانة العامة من بين أيدي الطفيلي وإيداعها منذ ذلك اليوم في ايد أكثر انفتاحا وتفتحا فكريا وقبول بالآخر، سواء داخل الطائفة أو خارجها...

أما بالنسبة للسيد علي الامين؛ وبغض النظر عن اختلافاته الفقهية مع قيادة حزب الله؛ نحن الجماهير الوطنية الرافضة للصهيونية، نريد أن نعرف الحقيقة...

هل اجتمع فعلا بالصهاينة؟

لماذا كان يزور المنامة بعد المجزرة الديموقراطية التي نفذها ذلك الملك القزم، قاتل الاحرار والأطفال... وهذا بالمناسبة ليس رأي شخصي، بل هي تقارير جمعيات حقوق الإنسان الغربية وعدة نواب في مجلس العموم البريطاني الذين تقدموا بأكثر من مشروع لإدانة نظام الفتنة والقتل واصطدموا بحكومات بريطانية تبيع حقوق الإنسان إكراما لمال ابن سلمان ومصالح الصهيونية العالمية...

أما بالنسبة إلى غيرهم من المشايخ... لا اريد الغوص لاني لا اعرفهم وإن كنت سمعت بأحدهم ممن لا أذكر اسمه يهرب إلى الخارج بعد أن ينفي حق الفلسطينيين بالقدس، معتمدا على اساطير صهيونية عن معبد ما، وشعب ما، اختاره إله ما، وطلب منه استعبادنا نحن الاغيار، وأنه خلقنا على هيئة بشر فقط لنكون مقبولين لبني صهيون...

نأتي إلى لقمان سليم، وإلى صلاة السيد ابراهيم شمس الدين أمام قبره...

خلف كل ذلك، الاختباء وراء عباية الشيخ محمد مهدي شمس الدين...

اولا، بالنسبة إلى لقمان هذا، لم يكن أكثر من ٩٩٪ من الشيعة يعرفونه... هو مجرد نكرة...

 الوحيدون الذين كانوا يعرفونه، هم من توقف عن تمويله بعدما عرفوا ان كل هذا المال الذي كانوا ينثرونه للنيل من حزب الله، كان يذهب لشخص لقمان نفسه، ولصالح مصالحه الشخصية، وأنه كان يحمل بوقا، غير قادر على اختراق جدران الوطنية والقومية والدين، في بيئة تقدس هذا المثلث الذهبي...

 ربما لذلك، قاموا بقتله وعمل تلك الهمروجة مع سفراء حلفاء الصهاينة واتباعها في لبنان...

لقد خدمهم لقمان الميت، أضعاف أضعاف ما خدمهم لقمان الحي، والكلفة كانت مدفوعة سلفا له ولعائلته، وللأبواق الأخرى...

أما عن السيد ابراهيم شمس الدين، فيكفي القول إنه مثله مثل آلاف المتعلمين الشيعة الذين يعانون أكثر منه بآلاف المرات لأنهم ليسوا ابناء الشيخ شمس الدين، ولم يراع خواطرهم، لا أمس ولا اليوم، من بيديه أمور الطائفة...

يقال أن السيد ابراهيم شمس الدين علماني، وهذا شيء يجمعنا...

يقال إنه يؤيد إقامة نظام دولة مدنية في لبنان، وهذا ايضا يجمعنا....

قد يكون لديه صفات أخرى جيدة، قد تجمعنا لإقامة دولة قانون وعدالة اجتماعية في لبنان...

وقد يكون هناك أمور اخرى، لا يمكن أن تجمعنا...

 الصلاة على لقمان، بالتأكيد لن تجمعنا... فنحن ضد كل ما يمثله هذا الرجل العميل، الذي لم يستطع ابتلاع نهاية عصر أبيه الشمعوني، قاتل معروف سعد وصاحب مشروع بروتيين، وسرقة ثروات بحر لبنان لاحتكارات كميل شمعون، وبضعة اجانب جلبهم معه، وتسبب باندلاع الحرب الأهلية...
 على الاقل، كانت شركة بروتيين، هي السبب المباشر ما قبل بوسطة عين الرمانة...

مشكلة أناس كالسيد شمس الدين، هي أن والده فرضه عن طريق حركة أمل وزيرا في يوم من الايام... لم يفعل شيئا مميزا، وكان كل همه مزاحمة الرئيس بري، في صراع لا يهمنا ولا يهم المثقفين في شئ... سواء الذين خارج الطائفة أو الذين لم يتحرروا بعد من القيد الطائفي...

صحيح أن الكثير من مواقف حزب الله ليست على مزاج الكثيرين من سكان الضاحية والجنوب والبقاع... وانا من الذين ينتقدون الحزب كل يوم، وأرسل نقدي إلى مواقع التواصل الاجتماعي المؤيدة للحزب...

كل ما فعله أنصار الحزب هو الرد على نقدي بالنقد... بل إنه لم يحذف ولو جملة واحدة مما أنشره...

لذلك الحديث عن ديكتاتورية حزب السلاح، كما يحب جماعة الصهيونية والإمبريالية الصراخ، هو محض افتراءات...

لو كنا ايام الشيخ الطفيلي، وحده الله، يعلم ماذا كان سوف يكون مصيرنا أو مصير كل من ينتقد الحزب ويعيش بكل حرية في مجتمعه...

 القول إن فكر حزب الله يهيمن على هذا المجتمع شيء، والقول إن حزب الله يفرض هذا الفكر شيء آخر...

نعم، فكر حزب الله يهيمن على هذا المجتمع بفضل عنصر هيمنة الفكر الديني عند الشيعة وعند غير الشيعة، وايضا بفضل انتصارات الحزب الذي جعل من لبنان، لأول مرة منذ أن كان لبنان، بلدا منيعا أمام القوى الأجنبية وتحديدا أمام عدو لبنان الوجودي، الكيان الغاصب لفلسطين...

قد نلتقي مع الكاتبة في انتقاد الحزب في أمور عديدة مع فرق واحد:

انتقاد الوطنيين والقوميين وأنصار دولة القانون والعدالة الاجتماعية ينطلق دوما من يسار حزب الله...
نقدنا هو نقد يحاول شد حزب الله صوب مزيد من الالتزام بمصالح الفقراء والمسحوقين، حيث لا يمكننا المزايدة على مواقفه الوطنية والقومية وهو من هو في الحلف الذي هزم إسرائيل والتكفيريين وحلف الاطلسي وكل عملائه...

أما انتقاد معظم كتاب جريدة نداء الوطن لحزب الله... هذا ينطلق دوما ليس فقط من اليمين، وأقصى اليمين، بل حتى من مواقع عميلة لا تختلف عن مواقع الكيان وداعميه الدوليين والإقليميين والمحليين...

كلمة أخيرة، للسيدة نصر... 

إذا كان لبنان هو همّك فعلا، فبعض الموضوعية والصدق ضروري جدا وإن كان غير كاف، لوجوب ارتباط هذا مع دراسة كاملة لكل الطوائف وتعرية الهيئات الحزبية والدينية التي تعمل على تقسيم هذا الوطن الصغير، الذي لديه امل واحد فقط... إذا أردنا بقائه...

دولة مدنية بالكامل حيث يتساوى كل المواطنين في الواجبات والحقوق بغض النظر عن أية فروقات في العرق والدين والجنس والفكر...
              

المصدر: مموقع إضاءات الإخباري