مركز أبحاث الأمن القوميّ الإسرائيليّ: على صناع القرار في تل أبيب إلزام دول الخليج وفي مُقدّمتها السعوديّة على التصالح مع الرئيس الأسد...لهذا السبب
أخبار وتقارير
مركز أبحاث الأمن القوميّ الإسرائيليّ: على صناع القرار في تل أبيب إلزام دول الخليج وفي مُقدّمتها السعوديّة على التصالح مع الرئيس الأسد...لهذا السبب
8 تموز 2021 , 13:35 م
تناولت دراسةٌ جديدةٌ صادِرةٌ عن مركز دراسات الأمن القوميّ، التابِع لجامعة تل أبيب في كيان الاحتلال الإسرائيليّ، تناولت تحسّن العلاقات بين عددٍ من دول الخليج وبين سوريّة، لافتةً إلى أنّ دولاً عربيّةً و

تناولت دراسةٌ جديدةٌ صادِرةٌ عن مركز دراسات الأمن القوميّ، التابِع لجامعة تل أبيب في كيان الاحتلال الإسرائيليّ، تناولت تحسّن العلاقات بين عددٍ من دول الخليج وبين سوريّة، لافتةً إلى أنّ دولاً عربيّةً وفي مُقدِّمتها المملكة السعوديّة ترددت حتى الآن في تطبيع علاقاتها مع نظام الأسد، مع تحسن علاقاتها مع النظام بشرط إحراز تقدم في الحل السياسي في البلاد بناءً على قرار مجلس الأمن 2254.

وأكّدت الدراسة أنّ تسخين العلاقة المحتملة بين نظام الأسد والمملكة العربية السعودية يحمل عددًا من التداعيات على إسرائيل.

ومضت قائلةً:”على مرّ السنين، تمت مناقشة إمكانية قيام الدول السنية بالاقتراب من سوريّة كوسيلة لإضعاف قبضة إيران على البلاد. بما أنّ إيران تشكل تهديدًا مشتركًا لإسرائيل والدول السنية، فقد كانت أيضًا في خلفية التطبيع بين إسرائيل وبعضها، والذي بدا أيضًا بالنسبة لإسرائيل بمثابة فرصة لدق إسفين بين سوريّة وإيران، وذلك في سياق اعترافٍ عربيٍّ محتملٍ بحكم الأسد ومساعدات اقتصادية لسوريّة مقابل تقليص الوجود الإيرانيّ، وربّما حتى طرد إيرام من سوريّة.

وشدّدّت الدراسة الإستراتيجيّة الإسرائيليّة على أنّ الهدف الأكثر تواضعًا الذي قد يتجسّد في إطار العلاقات الجديدة التي أقامتها إسرائيل مع الإمارات العربية المتحدة (وربما لاحقًا أيضًا مع المملكة العربية السعودية) هو إنشاء جسر لنقل الرسائل إلى النظام السوريّ، على حدّ تعبيرها.

ومع ذلك، استدركت الدراسة قائلةً، “فإنّ إلقاء نظرةٍ فاحصةٍ على الديناميكيات الإقليمية يشير إلى تعقيد الوضع. إلى جانب التقارير عن المواجهات الإيرانيّة-السعوديّة، هناك أيضًا تقارير متزايدة عن ذوبان الجليد في العلاقات بين إيران والمملكة العربية السعودية. لذا يبدو أنّ السعودية تُشكِّل مخاطر في مواجهة مجموعة متنوعة من الساحات، بما في ذلك من خلال الاتصالات مع إيران، أكثر من لعبة محصلتها صفر (من الخليج وسوريّة ضد إيران)، وذلك في ضوء المصلحة الأمريكيّة في تقليص وجودها العسكري في المنطقة والتوصل إلى تفاهم مع إيران على أنه إذا تحقق ذلك فإنّ موازين القوى الإقليمية ستتغيَّر على حساب دول الخليج”.

وأضافت دراسة معهد أبحاث الأمن القوميّ الإسرائيليّ إنّه “إذا كان هذا هو اتجاه الإستراتيجية السعودية، فإنّ له تداعيات كبيرة على إسرائيل. قد يعرّض النهج الخليجي الإيراني جهود إسرائيل لتشكيل جبهة إقليمية ومعزولة مع إيران للخطر. في حين أن إيران ودول الخليج قد تروج لاتفاقات وتسويات بينهما، فإنّ التهديد الإيراني ضد إسرائيل سيبقى كما هو وسيزداد بعد ذلك. كما يحتمل أنّ إيران سمحت بفتح باب للسعودية في سوريّة لتعميق قبضتها هناك، على أساس استثمارات سعودية تمنع سوريّة من الانهيار وتسيرها على طريق إعادة الإعمار”.

وخلُصت الدراسة الإسرائيليّة إلى القول إنّه “في الوقت الحالي، لا يزال الحوار بين السعودية وسوريّة في مراحله الأولى. يجب التأكيد على أنّه ليس من الواضح كيف تنظر إيران إلى دفء العلاقات بين الدول العربية وسوريّة، وما إذا كانت لديها أي مصلحة في الاقتراب منها، ومدى استعداد السعوديين للاستثمارات السياسيّة والاقتصادية في سوريّة”.

“على أيّة حالٍ، يجِب على إسرائيل أنْ تستغلّ أجواء التطبيع بينها وبين دول المنطقة وتتخذ إجراءات استباقية ضدّ دول الخليج من أجل تعزيز جبهة متماسكة معها تتحدى التخريب الإيراني. هذا، في نفس الوقت مع الاستمرار في توضيح قوتها العسكرية التدميرية في سوريّة (من بين أمور أخرى من خلال استمرار المعركة بين المعارِك) من أجل عدم البقاء خارج اللعبة في حال حدوث تغيير إشكالي لها في البنية الإقليميّة”، كما قالت الدراسة الإستراتيجيّة الإسرائيليّة.

 

المصدر: رأي اليوم/ زهير اندرواس

المصدر: موقع اضاءات الاخباري