كتب الأستاذ حليم خاتون:
نفتالي بينيت يريد إثبات أنه اقوى من نتنياهو، وأكثر تصميما.
من هم هؤلاء العرب؟
هو يعرف العرب من أمثال الإخونجي، منصور عباس، او المُستعطي، محمود عباس... وفي أحوال مشابهة... أبناء سعود، وأبناء وزايد...
هو يعرف ويرفض أن يعرف بوجود عرب آخرين من أمثال عماد مغنية، أو يحي عياش..
ليلة أمس، قامت الطائرات بإطلاق الصواريخ من فوق جنوب لبنان، ومن فوق بيروت، (على ذمة france24 بالعربي)، لأن النشرة الفرنسية فجرا، لم تنقل هذا الخبر حتى...
أمس أيضاً، قامت شرطة الكيان بالاعتداء الوحشي على أحد المعتقلين الفلسطينيين في يافا، وقامت بتعذيبه حتى الموت...
أمس أيضاً، قامت قوات الاحتلال باعتقال مجموعة من طلاب جامعة بير زيت لأنهم كانوا في واجب تعزية بشهيد...
هذه ليست مقتطفات من الصحف أو تعليقات من نشرات الأخبار...
هذه مجرد عينة من الحياة اليومية التي يعيشها المواطن العربي في فلسطين وفي بلاد محور المقاومة على اعتبار أن مواطني بقية العالم العربي، إما نائمين أو نسوا أن هناك بلدا عربيا مغتصبا...
اسمه فلسطين...
نسوا أن الكيان الإستعماري الذي اغتصب هذا الوطن ويذل أهله كل يوم، وكل ساعة...
يتعاون مع الأميركيين والأتراك وغيرهم من شاربي بول البعير في خراب أحوال "خير أمة أخرجت على الناس"...
يقول المثل العربي، خذوا الحكمة من أفواه المجانين...
تقول حكمة مجانين فلسطين وبلاد الشام وما بين الرافدين أن الخروج من هذا الذل لا يكون إلا بتحطيم كل الاصنام بغض النظر عن اسمائها، وألقابها، حتى لو أدى الأمر إلى سقوط كل الهيكل، ولو على رؤوس الجميع...
هناك يوميات أخرى، كتبها "مغامرون من بلدي"...
يوميات كُتبت بأحرف من دمِِ شريف طاهر... دم سقط من بعض "مجانين" بلدي...
في ذلك اليوم، بعد غزو لبنان سنة ٨٢، قرر بعض "المغامرين" من هذه الأمة ارتكاب فعلِِ مجنون...
نظروا حولهم، فرأوا منظمة التحرير الفلسطينية قد استسلمت، حتى لو لم ترفع الرايات البيض...
رأوا الحركة الوطنية اللبنانية تحتمي خلف الإقطاع السني والشيعي والدرزي...
قيل لهم أنه زمن اميركا... والعبيد...
قيل لهم أن العين لا تقاوم المخرز...
طُلب منهم الاستسلام لنفس مصير الهنود الحمر...
لكنهم، آمنوا أن دمهم قادر على كسر كل السيوف المُشهَرة في وجوههم...
بضع عشرات من "المغامرين" قرروا أن باستطاعتهم تغيير التاريخ... فقاموا بتغييره...
قاد أولهم شاحنة ودخل إلى معسكر الشيطان الأكبر، وحصد المئات ممن جاء لفرض الذل على هذه الأمة...
بعدها بدقائق، كان "مغامر" آخر يدخل مركز مظليي "الأم الحنون"، ويُري الاشرار بئس المصير إن هم ركبوا رؤوسهم ولم يعودوا من حيث أتوا...
كان لا بد من كسر آثار كامب ديفيد...
شكل كامب ديفيد البداية الفعلية لعصر انكسار الامة وهزائمها...
لكن بضعة "مغامرين" بدأوا كتابة تاريخ آخر...
في كل يوم كانوا يكتبون صفحة، كانت تَصفَرّ ورقة وتذبل ثم تقع في المزبلة...
كان سبقهم في رحلة الجنون هذه، "مغامرون" آخرون...
سمير القنطار، دلال المغربي، والكثيرون من ابطال القيادة العامة، والشعبية ممن أجبروا العالم على الاعتراف بأن هناك شعب فلسطيني حتى لو لم تسمع به غولدا مائير...
قائمة "مجانين" الأمة فيها الدكتور وديع حداد، وفيها ليلى خالد وسهى بشارة وعروس الاستشهاديين، سناء محيدلي..
لقد خطّ هؤلاء ورفاقهم من "مجانين" الأمة أوراقاً لمجلدات من العزة والكرامة...
لم يبق الكثير...
هي بضعة أوراق صفراء ذابلة،
لم تعد تحتاج أكثر من زفير ثائر أو جندي، يعصى الأوامر ويطلق صاروخا على تل أبيب، في كل مرة يجرؤ زعماء الكيان على فعلِِ شائن...
...واقتصرت الاضرار على الماديات...
...وتم إسقاط معظم الصواريخ قبل أن تبلغ أهدافها...
هي كلمات نرفض أن تخطّها يد في قاموس حياتنا بعد اليوم...
إسرائيل الخائفة من بضعة عشرات الآلاف من الصواريخ في غزة، أو غيرها مما في لبنان، يجب أن تعرف أن دمشق ليست مرتعا لطيرانها...
لا نريد سماع أعذار عن عدم ردً الصاع صاعين...
ما هو أسوأ ما يمكن أن يحصل أكثر مما حصل...
مزيد من الدمار...؟
مزيد من الشهداء...؟
عذاب ساعة، ولا عذاب دهر...
على الأقل، مع كل ضربة نتلقاها، سوف تزيد اعداد الملتحقين بالجهاد والنضال...
ومع كل ضربة يتلقونها، سوف تزيد اعداد الفئران الهاربة والعائدة إلى البلاد التي أتت منها..
فقط الاغبياء لا يرون أننا نعيش كافة أنواع الحروب من اليوم الأول وحتى اليوم الأخير...
منذ الغزو الصليبي، والمنطقة تعيش الحروب التي ظاهرها ديني، وكل ما فيها نهب بنهب..
فقط الاغبياء لا يرون انهم يحاولون قتلنا بكل السلاح المتاح في أيديهم وأيدي عملائهم...
طيران، مدفعية، دولار، حصار، عقوبات، تركيع...
اللائحة طويلة...
مشكلتنا أننا لا نقوم لإجبارهم على دفع الأثمان الموجبة...
كما كان يفعل "المغامرون" و"المجانين" الذين سبقونا...
ليقل جعجع أو الجميل، أو ريفي أو علوش أو غيرهم من صبية المستعمر ما يريدون قوله.
أما نحن، فكلماتنا، يجب أن تكون رصاصا، وعبوات...
ملعون هو الجائع إن جلس في بيته وتذمّر بدل أن يخرج على الحكام شاهرا سيفه...
ملعون هو الذي يقف أمام صيدلية، يتذمّر، بدل أن يقتحم قصور اللصوص التي نهبت البلد...
ملعون، هو من يقطع الطرق على الفقراء أمثاله بدل ان يقتحم المصارف وينصب المشانق لمن أفلس البلد...
تقول المنار أن بلاءنا، كل بلائنا،
صناعة أميركية...
هذا صحيح...
قولوا لنا من هو مرشح الحزب لرئاسة حكومة السرقات المقبلة..؟
عفوا... إنسجموا مع مبادئكم ولو مرة...
كفوا عن مراعاة الهريان العام...
يقول بعضكم انكم تريدون فعلا الدولة المدنية وان من يرفضها هم حلفاءكم المسيحيين، يعني عون...
إذا كان هذا صحيحا، اخرجوا على الناس ببرنامج واضح... وقولوا للناس ما يجب عمله بدل ردعهم عن الثورة...
كل ذي عقل ورؤيا يعرف أن الطائف مات...
ماذا حضّرتم للمؤتمر التأسيسي؟
الاميركيون والفرنسيون
والبريطانيون وكل الطبقة الحاكمة سوف تسعى إلى نظام طائفي على شاكلة دولة برايمر في العراق...
هل سوف تذهبون إلى طائف جديد معدّل على القياس الذي يناسب الطائفيين والغرب؟
ثم تعودون الى البكاء من جديد، خوفا من الفتنة...
كفى بلاهة...
أين البصر والبصيرة؟
أزيلوا هذه الغشاوة عن أعينكم وأعين الناس...
من يريد التحرير على الأسس الصحيحة، عليه أن تكون كل أساساته صحيحة...
كما لم يهادن ابن ابي طالب الفاسدين وعزلهم رغم علمه بالفتنة التي سوف يواجهونه بها، عليكم الوقوف على المبدأ الصحيح حتى لو رفض هذا المبدأ الحق كل العالم، وليس فقط حلفاؤكم...
الطائف من ورائكم، والمؤتمر التأسيسي من أمامكم...
الطائفية من ورائكم، والدولة المدنية، الدولة القوية العادلة، دولة القانون، من أمامكم...