كتب  د.عصام شعيتو:  تاريخنا يكتبه غيرنا بالمقلوب
أخبار وتقارير
كتب  د.عصام شعيتو: تاريخنا يكتبه غيرنا بالمقلوب
د. عصام شعيتو
2 آب 2021 , 20:20 م
كتب  د.عصام شعيتو:   كم من أبطالنا الذين حاربوا المحتلّين، لم يذكروا في تاريخنا، حتى لا يؤسس على جهادهم ضدّ المحتلّ،  ويبقى هذا التاريخ طيّ الكتمان، في وثائق سفارات الدول الاستعمارية، لا نعلمه

كتب  د.عصام شعيتو:

 

كم من أبطالنا الذين حاربوا المحتلّين، لم يذكروا في تاريخنا، حتى لا يؤسس على جهادهم ضدّ المحتلّ، 
ويبقى هذا التاريخ طيّ الكتمان، في وثائق سفارات الدول الاستعمارية، لا نعلمه نحن ولا أبناؤنا إلّا إذا قُيّض لأحدنا نبش وثائق السفارات.
فبين وثائق السفارة البريطانية، وثيقة تحكي، قصّة أحد أبطالنا(حمدان)في العراق مع ملكة بريطانيا.
 

الحكاية تقول: إنّ فارساً يُدعى(حمدان) كان قد قتل الكثير من جيش الِاحتلال الإنگليزي، بعد احتلال بريطانيا العراق، واستولى على مخازن أسلحة وذخائر، وكان يهاجم قطارات التموين الإنگليزية.

كان مع حمدان  عشرة فرسان من أتباعه غلاظٌ شِدادٌ شجعان، وقد عَجَزَ الإنگليز عن قتلهم أوالقبض عليهم رغم مكرهم وكثرة مكائدِهم. 
أرسل الإنگليز عملاءهم للاتصال ب (حمدان) مرات عديدة، لكنّهم فشلوا، وأخيراً أرسلوا رسالةً إلى ڤِكتوريا،ملكة بريطانيا آنذاك يشرحون بها واقع حمدان  واتباعه، وصعوبة مواجهتهم، فيما حمدان أوقع بهم خسائر كبيرة .
وجاءهم الرّدّمن الملكة أن يتم الاتصال بحمدان، ويعطوه الهدايا التي بعثتها له الملكة، من الأموال والألبسة والذهب والفضة، مع فرس فازت بآخر سباق في بريطانيا،وأن يركب حمدان جواده،وينطلق إلى حيث يتعب الجواد ويتوقف لتصبح جميع هذه الأراضي ملكاً له، وتحت إمرته، هي ومن عليها من البشر .

وبعد اتصالات وذهاب واياب، وافق حمدان  ان يلتقي وفد الملكة بعد أن أحكم حماية مكان الاجتماع، ونشر  اتباعة ونصب خيمة كبيرة وسط إحدى المزارع، في منطقة المهناوية بالديوانية.

حضر وفد الملكة فكتوريا،مع شخصيات عراقية أيضاًومعهم هداياالملكةالبريطانية، وطرح الوفد فكرة الملكة، ففاجأ حمدان الجميع، وركب جواده ومعه رئيس الوفد الانگليزي الذي يحسن العربية، فانطلقا معاً وسط المزارع، وبعد لحظات أوقف حمدان  الجواد،وترجل، ثم دنا من أُذُن الجواد وراح يهمس بها، ثم يضع أُذنه قرب فم الجواد ويهز رأسه كمن يسمع حديثاً، فساله رئيس الوفد  الإنكيزي:

هل إنّ جيادكم تتكلم؟ فرد حمدان: نعم إنّها تتكلم.
-وماذا قلت لجوادك؟وماذا قال لك؟ 

قال حمدان:
لقد طرحت على جوادي فكرة الملكة، فأجابني:

ياحمدان، إنّ أرض العراق هي أرضكم، فكيف تقبل بجزءٍ منها يمنحه لك الأجنبيّ، وتسمح لهذاالأجنبيّ أن ييسيطر على الباقي؟!!

فانزعج رئيس الوفد، وعادسريعاًمع هداياه وكتب الى الملكة:

ياجلالة الملكة، لقد أهاننا حمدان إذ يقول لنا:إنّ حيواناتنالاتتقبل فكرة الملكة، فكيف نحن البشر نتقبلها؟
فأمرت بالِامساك به وإعدامه، لكنهم عَجَزوا.

وعاش حمدان إلى بداية سبعينات القرن الماضي، فيما لم يذكره أحد من كتّاب التاريخ العراقيّ، لكنه مذكور في الوثائق البريطانية !!

هكذا يعامل أبطالنا، لا يُوَثَّق تاريخهم، بينما نجدالعملاء والخونة  في أعلى المناصب والكراسي، وهم يطعنون  الأمة في ظهرها،و يؤرّخ لهم، ويُمجّدون، ويُقال عنهم أبطال المرحلة.
متى يستفيق العرب، أعني مثقّفيهم وكتّابهم، ليقلبوا هذا التاريخ المزيّف الذي يكتبه عنهم أعداؤهم، أعداء الأمّة والإسلام، ويأخذوا دورهم الوسطيّ بين أمم العالم، ويكونوا فاعلين، لا مفعولاً به؟!!
...............

المصدر: مموقع إضاءات الإخباري