كتب الأستاذ حليم خاتون:
من أطلق الصواريخ على الأراضي الفلسطينية المحتلة، هو واحد من عدة احتمالات، يجب دراستها جيدا لتحديد ماهية الأوضاع في المرحلة القريبة المقبلة:
هل هو محاولة تحرش صهيونية بالإيعاز إلى بعض العملاء بضرب بعض "الفتّيش" الذي لم يؤذي نملة في الكيان؛ يعقب ذلك غارات إسرائيلية في ردّ غير متوازن تظهر بموجبه حكومة بينيت وكأنها أقوى من نتنياهو الذي كان يقف طويلا على رجل ونصف أمام تهديدات حزب الله، بينما بينيت يردّ دون أي اهتمام بقدرات المقاومة...؟
أم هو حماس بعض الشباب، سواء كانوا فلسطينيين، لبنانيين أو حتى عربا يريدون تفجير الأوضاع ليقينهم أن كفة القوة تميل لصالح المحور في حال اندلاع الحرب...؟
الاحتمال الأول وارد بالتأكيد إذا ما تابعنا الأوضاع في لبنان وحراجة موقف المقاومة التي تتعرض لأكثر من هجوم ومن أكثر من جهة داخلية وخارجية، في نفس الوقت الذي يظهر فيه حزب الله عاجزا عن لجم حلفائه عن الاستمرار في اللعب بالنار الطائفية، والإقلاع عن أساليب الفساد المتخلفة والتي باتت كل الأطراف تمارسها دون أي وازع...
صحيح أن ردة فعل حزب الله على لسان النائب السيد حسن فضل الله عقب ما حدث في خلدة، كانت أكثر حدة وبمثابة إنذار لخصوم الداخل،
إلا أن دخول ما يسمى بالعشائر من جهة وما حاولت القوات اللبنانية والكتائب وبعض الNGOs القيام به أمس بمناسبة مرور سنة على المرفأ من جهة أخرى... يضاف إلى ذلك ما يمكن تسميته مؤامرة قضائية تحاكي عزل القضاء البرازيلي رئيسة البرازيل بعد سجن الرئيس السابق لولا دي سيلفا...
كل ذلك يضطر المرء إلى عدم النظر ببراءة الى كل ما يحصل.
الاميركيون انسحبوا من أفغانستان بعد أن تأكدوا أن حربا أهلية سوف تنشب هناك تؤذي أكثر ما تؤذي، الإيرانيين والروس والصينيين... أما باكستان، فسوف تكون ضحية النيران الصديقة كما حلفاء اميركا في لبنان...
سواء كان هدف اسرئيل من هذا اختبار ردة فعل الحزب أو التحرش به، الأمر سيان... يبدو أن حزب الله قرر أن معادلاته السابقة لا زالت قائمة مع انها في واقع الحال ليست كذلك...
يبدو أن اسرئيل، بردًها غير المتوازن، خلقت معادلة جديدة علينا انتظار كلام السيد نصرالله مساء السبت، لمعرفة موقف الحزب فعلا من الواقع المستجد...
هذا لا يعني أن إسرائيل صارت أكثر قوة، أو أنها قادرة على هزيمة الحزب... لكن هذا يعني أن إسرائيل تقول لحزب الله... إن خصومه في الداخل هم قوة فائضة إلى جانبها لو مهما حاول الحزب تحييدهم...
في هذه الحالة، على المرء ربما شكر إسرائيل لأنها تذكًر حزب الله، وتُذكًرنا أن مهادنة عملاء الداخل لم ولا ولن تجدي نفعا... وأنه عاجلا أم آجلا، لا بد من التعامل معهم، إذا لم يكن بالقوة، فعلى الأقل بشق صفوفهم وبلبلة أوضاعهم والإيقاع بين بعضهم البعض، وهذا أمر ليس على الإطلاق صعبا في بيئة تخلف وعصبية وجهل وفقر...
ماذا إذا كانت الصواريخ تلك تحمل بصمات وطنية يقوم بها بعض المتحمسين من بقايا فصائل المقاومة الفلسطينية...؟
هل هي محاولة تفجير الوضع نصرة لبيت المقدس الذي يعاني اليوم أوضاعا ألعن مما كان يعانيه في السابق؟
هل هي محاولة لتفجير جبهة جنوب لبنان، لعلمهم أن الحرب عندها لا بد أن تنتشر إلى كامل شمال فلسطين وصولا حتى الجولان السوري، وإن غزة سوف تستطيع حينها الدخول في هذه الحرب لفرض المعادلات التي سهت في المرة الأخيرة عن فرضها..؟
هذا بالتأكيد ممكن...
وهو أفضل ردّ على الستاتيكو القائم الآن على كافة الجبهات والذي لا يستفيد منه أحد بقدر استفادة الصهاينة الذين يعملون ليل نهار على إدخال اميركا وبريطانيا إلى حلبة الشرق الأوسط، بفضل سيطرة اللوبي الصهيوني على دوائر القرار في هذين البلدين...
إذا كان الأمر كذلك، ربما نصيحة صغيرة لهؤلاء المناضلين...
عليكم إقامة علاقات مع حزب الله دون الذوبان في مواقفه على مستوى الداخل اللبناني...
يجب عليكم أن تكونوا ذراعا للحزب في الداخل عبر ضرب الدواعش وأمثالهم الموجودين داخل المخيمات الفلسطينية، وداخل بيئة مخيمات النزوح السوري...
انتم مهمون جدا لضرب أتباع عرب التطبيع ايضا، سواء كانوا عشائر أو تيارات حزبية عميلة...
عليكم ببساطة أن تكونوا حزام الأمان لحزب الله عندما تحين الساعة... والساعة قد اقتربت...
عندما تتلقى السلطة اللبنانية الأوامر من السفارة الأميركية في سبيل قتل اللبنانيين جوعا، ومرضا، وحرمانا...
عندما تصل العبودية في هذه السلطة بكل اطرافها، إلى درجة رفض القمح أو الطحين أو البنزين أو المازوت أو الدواء إلا بإذن اميركا وإسرائيل...
عندما يتآمر الداخل لحجر الوطن وحبسه في يد جلاديه...
لا يبقى امام الاحرار سوى تفجير كل الساحات وفي وجه كل المتآمرين.... ليمت الأميركي في العراق وسوريا... ليسقط الفرنسي في سوريا والعراق... ليُقتل الأميركي والفرنسي والبريطاني في اليمن... لينتهي استقرار الخليج طالما هو يخون الأمة ويصر أن يكون عبد المأمور...
الحياة وقفة عز...
نكون او لا نكون، وسوف نكون..