فجرت شبكة “بلومبيرغ Bloomberg” مفاجأة خطيرة بكشفها عن تعرض وزارة خارجية 6 دول من بينها العراق والأردن، لعملية قرصنة واختراق نتج عنها سرقة بيانات حساسة.
وفي هذا السياق ذكرت الشبكة الأمريكية أن بيانات وزارات الخارجية في كل من العراق وتركيا وعمان ومصر والأردن والبحرين تعرضت للقرصنة بين عامي 2017 و2020.
هذا ونقلت “بلومبيرغ Bloomberg” عن مؤسسة “ريسكيوريتي RESECURITY” للأمن السيبراني، أن هذه القرصنة شملت كذلك بيانات لـ8 شركات للطاقة.
ويبدو أن بعض الرسائل والوثائق المخترقة كانت تضمّ معلومات حساسة، من بينها برقيات دبلوماسية، وفق الوكالة.
كما نقلت “بلومبيرغ” عن مسؤولين عراقيين تأكيدهم أن حكومة بلادهم كانت هدفا لهجمات إلكترونية، ولكنها لم تكن مضرّة وفق تعبيرهم، في حين لم يعلّق المسؤولون بالدول الأخرى.
ويتزامن هذا مع فضيحة برنامج التجسس الإسرائيلي “بيغاسوس” الذي استخدمته حكومات عربية، منها الإمارات والسعودية في التجسس على المعارضين واستهدافهم.
ويشار إلى أن باحثين اكتشفوا برنامج بيغاسوس أول مرة في آب 2016 بعد محاولة فاشلة لتنصيبه على هاتف آيفون للناشط في حقوق الإنسان في الإمارات العربية أحمد منصور، من خلال رابط مشبوه في رسالة نصية، حيث كشف التحقيق تفاصيل عن البرنامج وإمكانياته، والثغرات الأمنية التي يستغلها.
ويعتبر “بيغاسوس” من أخطر برامج التجسس “وأكثرها تعقيدا”، وهو يستهدف بشكل خاص الأجهزة الذكية التي تعمل بنظام التشغيل “آي أو إس” (iOS) لشركة آبل، لكن توجد منه نسخة لأجهزة أندرويد تختلف بعض الشيء عن نسخة “آي أو إس”.
وكان تحقيق -أجرته 17 مؤسسة إعلامية ونُشرت نتائجه الأحد الماضي- كشف عن أن برنامج “بيغاسوس” للتجسس -الذي تنتجه شركة “إن إس أو” الإسرائيلية- استخدم لاختراق هواتف صحفيين ومسؤولين وناشطين بأنحاء متفرقة من العالم.
ويستند التحقيق -الذي أجرته 17 وسيلة إعلامية دولية، بينها صحف “لوموند” (Le Monde) الفرنسية، و”زود دويتشه تسايتونغ” (Süddeutsche Zeitung) الألمانية، و”الغارديان” (The Guardian) البريطانية و”واشنطن بوست” (The Washington Post) الأميركية- إلى قائمة حصلت عليها منظمتا “فوربيدن ستوريز” (Forbidden Stories) والعفو الدولية.
وتضم القائمة أرقام ما لا يقل عن 180 صحفيا و600 سياسي و85 ناشطا حقوقيا و65 رجل أعمال، وفق التحليل الذي أجرته المجموعة، وقد تأكد اختراق أو محاولة اختراق برنامج تجسس المجموعة الإسرائيلية 37 هاتفا.
والشهر الماضي تصدر وسم بعنوان “الإمارات بيت الجاسوسية” قائمة الوسوم الأكثر تداولا بتويتر لأربعة أيام على التوالي، في أعقاب فضيحة الإمارات والسعودية واستخدامهما تكنولوجيا إسرائيلية سيبرانية لاستهداف المعارضين والتجسس عليهم.
وعبر الوسم سلط النشطاء الضوء على فضائح النظام الإماراتي مع شركة nso الإسرائيلية وبرنامج “بيغاسوس” للتجسس، الذي استخدمه ولي عهد أبوظبي محمد بن زايد حاكم الإمارات الفعلي، لاستهداف معارضيه.
هذا ويبدو أن ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، لم يسلم هو الآخر من برنامج التجسس الإسرائيلي “بيغاسوس” الذي استخدمه لاستهداف معارضيه في الداخل والخارج، حيث كشفت تقارير عن استخدام الإمارات للبرنامج ضده والتجسس عليه.
وفي هذا السياق فجرت صحيفة “الأخبار” اللبنانية مفاجأة، وقالت في تقرير لها أثار جدلا واسعا أمس إن ولي عهد أبوظبي، محمد بن زايد أمر بالتنصت على محمد بن سلمان.
ومنح محمد بن زايد نفسه ـ وفق التقرير ـ حق التنصت على من يصنفهم حلفاء أو خصوماً أو منافسين، بينهم خصمه الأول، والذي يقول إنه حليفه الأول، ولي العهد السعودي.
وزعم التقرير أن ولي عهد أبوظبي أمر فرق التنصت عنده باختراق كل الهواتف والحواسيب التي تقوده إلى عالم ابن سلمان الخاص.
وأشار عليه معاونوه بأنه في حال كان هناك من يراقب هاتف ابن سلمان الشخصي للتثبت من عدم تعرضه للتعقب أو التنصت، فإن الأمر لا يسري على المقربين منه.
ووفق الصحيفة اللبنانية فقد انتهى الأمر بقرار بمراقبة هواتف وحواسيب هؤلاء المقربين والعمل على اختراقها والوصول من خلالها إلى ما يريده ابن سلمان أو يطرحه أو يخطط له.
ومن بين من جرى التنصت عليهم ياسر الرميان، المستشار الأول لولي العهد السعودي في عالم الاستثمارات المالية.
ووفر الاختراق الحصول على معلومات وفيرة لـ محمد بن زايد عن ما يفعله ابن سلمان في هذا العالم.
كما اطلعت “الأخبار” على وثيقة أمن ملفات “الإمارات-ليكس”، التي تحوي محاضر لمحادثات تمت بواسطة تطبيق “واتساب” بين ابن سلمان والرميان، مؤكدة أنها ستنشر مقاطع لها.
وهي جزء من سجلات مكالمات بين الرجلين أجريت بين 12 أغسطس 2015 و23 يناير 2016، وشملت ملفات إدارية ومالية مختلفة.