كتب الأستاذ حليم خاتون:
لم تنتظر قيادة حزب الله كلمة السيد نصرالله مساء اليوم السبت، كي تخبر الصهاينة بالنار، أن هناك سقفا لا يمكن السماح بتجاوزه...
محاولات أعداء الأمة لا تقتصر فقط على بضعة غارات قام بها أو يقوم بها طيران الصهاينة في جنوب لبنان أو في غزة...
هذا ليس سوى رأس جبل الجليد... هذا فقط ما تراه العين المجردة...
منذ أكثر من ألف عام، يوم خرج بعض قساوسة أوروبا يدعون لحرب صليبية "تحرر" الشرق والأراضي المقدسة من أهلها...
منذ تلك الأيام، وموجات تتار أوروبا لا تتوقف عن اقتحام كل مجالات كينونة هذا الشرق...
موجات الحملات الصليبية ليست بالضرورة فقط حملات ريتشارد الإنكليزي، أو نابليون الفرنسي، أو بوش الأميركي...
مع كل موجة كانوا يزرعون وجودا مَسِخا، جسما غريبا، سرطانات هنا وهناك...
إذا كان الكيان في أرض فلسطين أكثر نتائج هذه الحملات ظهورا في أعين شعوب هذه المنطقة، إلى جانب القواعد العسكرية المنتشرة في معظم بلاد الشرق، فإن الحملات قد زرعت سرطانات أخرى غير ظاهرة بشكل مباشر... سرطانات لم تعد تخجل أن تخرج على الملأ لتعلن عن وجودها الحقير في قلب الأمة...
لم يعد محمد بن سلمان، أو أبناء زايد أو برهان السودان أو محمد السادس... لم يعد كل هؤلاء يخجلون من وجودهم السرطاني على صدر هذه الأمة واحيانا في قلبها...
لم يعد هؤلاء يشكلون وحدهم تلك السرطانات الخبيثة المنتشرة في جسد الأمة...
معهم مجموعات من الحقارات العشائرية أو الطائفية أو غيرها مما ظهر ومما لا زال متخفيا...
عندما يخرج بعض الأغبياء الموتورين، ليعترضوا عودة مقاوم حمل دمه على كفه دفاعا عن شرف الامة...
عندما يعترض بعض السفهاء طريق عودة علي الى حضن عائلته ورفاقه وضيعته...
عندما يقطع بعض السفهاء الطريق على راجمة صواريخ كانت تدك شرف مغتصبي الأرض والعرض...
عندما تخرج بعض الألسن لتتبرأ من الشرف الذي مثله علي، والذي تمثله كل يوم، مقاومة لم تُخطئ البوصلة المتجهة دوما وأبدا، صوب بيت المقدس...
عندما يوجه بعض السفلة الرصاص إلى صدر حامل راية حسينية في خلدة، ثم يتمعنون في قتل من يسير في تشييعه، باسم عشائر تدّعي عروبة صارت يتيمة في بلاد الأعراب، وبعض الاعراب أشد كفرا على المؤمنين...
عندما يخرج عبد متزعم صعلوك ليعلن العداء لإيران في كل دقيقة ويحرض ضد شرفاء الأمة قربة لأسياده من المستعمرين وأتباعهم...
عندها، وعندها فقط... نعرف أن حملات الصليبية المعاصرة قد نجحت في نشر الكثير الكثير من الأورام التي يجب استئصالها...
من سقط في خلدة، دفاعا عن راية الحسين بن علي....
من سقط في سوريا دفاعا عن قلب العروبة النابض من رجس أردوغان وأوباما وساركوزي ومشايخ وأمراء وملوك السوء...
من جاهد في العراق ولا زال يجاهد لتحرير حضارة ما بين النهرين من عبدة الصنم الأخضر...
كل هؤلاء كانوا يوم امس، ذلك الجسد النحيل المسمى علي...
علي الذي حملته الأكتاف معلنة أن الجسد النحيل ليس سوى عملاق من عمالقة حزب الله...