كتب الإستاذ حليم خاتون:
على كل الشاشات، الدنيا قايمة.
الكل يطالب بشراء الوقود على سعر ال٣٩٠٠...
وكأن الدعم على هذا السعر سوف يوفر متطلبات السوق...
مافيا الإعلام تتراوح ما بين الغباء من جهة، وبيع الغباء للناس... من جهة أخرى...
الاغبياء في هذا الإعلام، وهم قلّة قليلة جدا، تصدًق الأكاذيب التي تطلقها...
الأكثرية في هذا الإعلام التابع إما للسلطة أو للمافيات على اختلافها، أو في أحسن الأحوال إعلام مغلوب على أمره... هذه الأكثرية تعرف أن كل ما تقوله هو كذب في كذب... بروبغاندا..
حتى لو تم تسعير الوقود والدواء على فروقات لا تزيد على ٥٠٠ ليرة أقل من السوق الفعلية... لن تتوافر هذه المواد في السوق، للعامة... والسبب هو أن كل الفروقات يجب أن تذهب إلى جيوب اللصوص الذين لا زالوا في موقع السلطة الفعلية في كل لبنان...
هؤلاء اللصوص هم من كل الأحزاب والحركات والتيارات دون استثناء، بما في ذلك "الأحزاب النظيفة!!!".
لا والله، لا مبالغة في هذا الاتهام.
هذا هو التفسير الوحيد للصمت المطبق الذي يسيطر على كل الحركة السياسية لهؤلاء "النظيفين جدا!!"
لا يمكن التصديق أن رجلا نظيفا عنده اخلاق سامية يقبل التغطية على كل ما يجري... لأن ما يجري هو فعلا تغطية على كل الحياة المافياوية المتحكمة في كل شؤون هذا الوطن الذبيح...
يخرج وزير الصحة ليقص علينا اقاصيص من ألف ليلة وليلة عن تحويلات بعشرين وثلاثين مليون دولار... و ... و .. لتأمين الدواء المفقود...
عفوا معاليك...
هناك حالة من اثنتين:
إما انك لا تعرف ماذا يجري.. وفي هذه الحالة تكون في أحسن وصف يليق بك، بسيط إلى درجة الترحم على دويك... وإذا كنت لا تعرف من هو دويك، أسأل اهلك، يقولون لك...
أو أنك تعرف وهنا الطامة الكبرى...
المنار تتحدث عن الحاكم بأمر الله في مصرف لبنان، وعن الحكومة العاجزة... تخبرنا المنار بما يعرفه حتى الطفل الرضيع فينا..
المنار العاجزة هي نفسها، تتهم الحكومة العاجزة، بالعجز...
من يتهم من؟
كلكم عاجز... وكلكم مسؤول...
ولزيادة هذه الكوميديا السوداء، تجتمع قوى أمنية هي اساسا تابعة للمافيات الحزبية... لإيجاد حلول!؟
الامن الداخلي بشكل عام تابع لآل الحريري وشركائهم من المافيا السنية...
الجيش بشكل عام تابع للمافيات المسيحية، مع بعض الاختراق في موقع او اثنين للمافيا الدرزية...
أما المافيا الشيعية، فهي موجودة بالتراضي في مواقع هنا، ومواقع هناك...
تجتمع هذه الأجهزة لفعل ماذا تحديدا!؟!؟
جيش شعب مقاومة...
ثلاثية لم يعد لها معنى...
هل تعرفون لماذا؟
لأن الجيش والمقاومة ساكتان على قرط الشعب...
عندما طلب سركيس نعوم من الجيش والمقاومة استلام السلطة، لم يستجب أحد لهذا الطلب...
سركيس نعوم من جماعة النظام الحر ويكتب في جريدة الدفاع عن النظام الحر... ولأنه يعرف أن الحل لا يمكن أن يكون إلا بوجود قوة فعلية على الأرض تحكم بيد من حديد، طلب ما طلب...
اليوم ومع كل ما يحصل... الشعب يطلب من الجيش والمقاومة أخذ السلطة...
لمن لا يعرف ماذا حدث في ذلك السابع من أيار... يومها تحركت المقاومة ( وتغدت) القوى المناهضة لها، والتابعة لاميركا والسعودية قبل أن يتعشوها هم..
يومها كان المخطط اسقاط المقاومة في الشارع...
تحركت المقاومة لأن قيادتها يومها، رأت الأمور ضمن المنظر العام للشرق الأوسط، فجعلت من ذلك اليوم، يوما مجيدا بكل ما في الكلمة من معنى...
وايضا لمن لا يعرف ماذا جرى في ذلك اليوم...
في ذلك،اليوم، هرب كل الجواسيس العرب والغربيين من كامل الأوكار المنتشرة في بيروت عن طريق مرفأ جونية إلى القاعدة البريطانية في قبرص بعد أن أخبروا قياداتهم ان الحزب أنهى خلال ٢٤ ساعة كل ما قاموا ببنائه لمدة سنوات...
المقاومة التي أرادت تجنب الوقوع في نزاعات أهلية، قامت بتسليم كل ما وقع في ايديها الى الجيش اللبناني...
تقول المقاومة أنها لا تتدخل لتجنب الوقوع في نزاعات أهلية...
حسنا، لقد قدم لكم الاستاذ سركيس نعوم حلا يقوم على نزول الجيش والمقاومة لدعم الشعب اللبناني...
ما بالكم... وكأنكم في عالم آخر...
ما تفعلونه، هو ترك الساحة تفلت من اليد التي يمكن أن تصون الوطن...
ما تفعلونه هو التمهيد لمشكل كبير يقع بين الجيش والمقاومة أذا تطورت الأمور أكثر نحو
الأسوأ الذي يزيد كل يوم...
ما تفعلونه هو تسهيل الطريق لمن يريد وقوع حرب أهلية...
أحيانا، لا بد من ضرب اطراف أهلية ممن يُسمون في لبنان زورا، شركاء في الوطن...
رياض سلامة ليس شريكا في الوطن...
فؤاد السنيورة، وسمير جعجع وسامي الجميل ومروان حماده وشارل جبور ليسوا شركاء في الوطن...
هؤلاء وكلاء اميركا والسعودية وحتى إسرائيل...
أسألوا من كان سنة ٢٠٠٦ في اجتماع كونداليزا مع هؤلاء...
ماذا كانت طلباتهم؟
يقول زياد الرحباني في مسرحيته، أن البلد الذي لا يكون في تاريخه دم، يأكله القلق والضياع...
صحيح أن كل امانينا أن تكون الدماء المسفوكة ليحيا لبنان دماء الصهاينة والغربيين وعرب الذل في الخليج والمغرب والسودان وغيرهم... لكن ماذا في الإمكان فعله أكثر مما فعلته المقاومة حتى اليوم من صبر وصبر وصبر حتى كادت البصيرة يخفى الضوء فيها...
نحن نقترب كل يوم أكثر...
إذا كان لا بد من الحرب الأهلية...
فلتكن هذه الحرب الأهلية...
الذنب ليس ذنبنا أن عدد الخونة في لبنان السائرين في المخطط الأميركي كبير جدا...
في لبنان رقاب قد اينعت، وحان وقت قطافها... ما فعلته المقاومة في سوريا كان نصرة الوطنيين في حرب أهلية لهزيمة المشروع الأميركي الخليجي الصهيوني...
كما لم تخف المقاومة من الحرب الأهلية في سوريا والعراق واليمن، يجب أن لا تخاف منها في لبنان...
ولمن يصر على وضع الرأس في الرمل... عبد ربو منصور هادي في اليمن لا يختلف عن الكلاب المذكورة أسماؤهم أعلاه...
الحرب الأهلية تكون أحيانا شر لا بد منه... لإعادة بناء الاوطان على أسس راسخة...