المخاوف من ثأر "طالبان" تتصاعد رغم تطميناتها ومسؤول في الحركة يتعهد بالتحقيق في ارتكاب أعمال انتقامية وبايدن لا يضمن "النتيجة النهائية" لعمليات الإجلاء من كابول
أفغانستان
تتصاعد المخاوف حيال عدم تنفيذ حركة "طالبان" وعودها بالتسامح مع معارضيها، في حين تتواصل عمليات الإجلاء من مطار كابول، التي وصفها الرئيس الأميركي جو بايدن بواحدة "من الأصعب في التاريخ"، قائلاً إنه لا يستطيع ضمان "النتيجة النهائية" لها.
وكشفت وثيقة سرية للأمم المتحدة أن الحركة كثفت ملاحقة الأفغان الذين عملوا مع القوات الأجنبية في بلدهم. وجاء في التقرير الذي وضعته مجموعة خبراء بتقييم المخاطر لحساب الأمم المتحدة، أن "طالبان" وضعت "لوائح ذات أولوية" للأفراد الذين تريد توقيفهم، على الرغم من وعودها بعدم الانتقام. والأكثر عرضة للخطر، هم الذين شغلوا مناصب مسؤولية في صفوف القوات المسلحة الأفغانية والشرطة والاستخبارات، وفق التقرير.
وأفادت وسائل إعلام بأن عناصر الحركة ينفذون مداهمات للمنازل بحثاً عن معارضيها.
في المقابل، أكد مسؤول في الحركة أن "طالبان" ستكون مسؤولة عن أفعالها وستحقق في تقارير عن ارتكاب أعضائها أعمالاً انتقامية وفظائع.
في غضون ذلك، وصل الرجل الثاني في حركة "طالبان"، الملا عبد الغني برادر، إلى كابول السبت لإجراء محادثات مع قياديين في الحركة وسياسيين آخرين حول تشكيل حكومة جديدة في أفغانستان، وفق ما أفاد قيادي كبير في "طالبان" وكالة الصحافة الفرنسية.
ومن البيت الأبيض، قال الرئيس الأميركي، إن عملية الإجلاء من أفغانستان "خطيرة وتنطوي على أخطار بالنسبة إلى قواتنا المسلحة"، متعهداً في الوقت نفسه باللجوء "إلى كل الوسائل الممكنة".
واستؤنفت، الجمعة، عمليات إجلاء المدنيين من مطار كابول، بعد ما توقفت لساعات عدة جراء عدم قدرة القاعدة الأميركية في قطر على استيعاب مزيد من الأشخاص، بحسب ما أعلنت وزارة الدفاع الأميركية.
ويستمر آلاف الأشخاص في التهافت على المطار منذ أن سيطر عناصر "طالبان" على العاصمة، وهم عالقون بين حواجز تفتيش تابعة للحركة وأسلاك شائكة نصبها الجيش الأميركي في المطار الذي يشكل المخرج الوحيد لآلاف المدنيين الأفغان الراغبين باستقلال طائرة للفرار. ويوجد كثير من الأفغان بجوار السفارات سعياً إلى الحصول على إذن بالإجلاء.
وبدأت تظهر بعض المؤشرات المتفرقة إلى تشكل مقاومة ضد "طالبان". ففي أسد آباد في شرق البلاد وفي مناطق مختلفة من كابول، تحدى متظاهرون الحركة، الخميس، رافعين العلم الوطني في الذكرى 102 لاستقلال أفغانستان.


