عاد أنجم تشودري إلى الظهور من جديد بعد سيطرة حركة طالبان على العاصمة الأفغانية كابل.
وأنجم هو رجل دين تعرفه الجماعات الجهادية جيداً، فهو مصدر إلهام لجيل من المقاتلين الجهاديين، وسبق سجنه لمدة 5 سنوات في عام 2016 على خلفية دعمه تنظيم داعش.
بعد فترة من منعه التحدث لوسائل الإعلام بعد إطلاق سراحه من السجن، عادى أنجم ليدلي بتصريحات من محل إقامته في شرق لندن بعد رفع أمر المنع عنه الشهر الماضي، حيث دعا "خطيب الكراهية" حسب وصف وسائل الإعلام الإنجليزية له حكومة طالبان بإلغاء كل آثار الثقافة الغربية في أفغانستان، وحظر الأنشطة "غير المجدية" مثل الموسيقى والدراما، ومنع اختلاط الرجال بالنساء.
وقال إنه يجب تطبيق عقوبات صارمة من الشريعة الإسلامية للمخالفين بما في ذلك قطع أيدي اللصوص ورجم الزناة، وتنفيذ عقوبة الإعدام على المرتد، وجلد من يشرب الخمر (بعد محاكمة وأدلة) كأمور يجب أن تنفذ بلا تردد.
وواصل حديثه بأنه يتعين على أي شخص غير مسلم في أفغانستان أن يدفع ضريبة تعرف باسم "الجزية"، لضمان حصوله على الحماية. وحث الرجل طالبان على تغيير اسم أفغانستان إلى الدولة الإسلامية وهو نفس الاسم الذي أطلقه تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) على أراضيه بمجرد إعلانه الخلافة.
ودعا أيضاً إلى إلى إغلاق سفارات أفغانستان في الخارج - حتى في الدول الإسلامية - وطرد الأمم المتحدة من كابول.
من هو أنجم تشوادري؟
تشودري هو ملهم أكثر الإرهابيين البريطانيين شهرة، بما في ذلك خورام بات، زعيم هجمات جسر لندن، والرجال الذين قتلوا فوسلير لي ريجبي في وولويتش في عام 2013.
تم حظره من موقع تويتر بعد 5 أيام فقط من انضمامه إلى شبكة التواصل الاجتماعي في يوليو بسبب خطابات الكراهية التي تصدر عنه.
وكان تشودري الذي ينحدر من ايلفورد شرقي العاصمة لندن قد سجن لخمس سنوات ونصف بعد إدانته بحشد الدعم لتنظيم داعش في عام 2016. لكنه أفرج عنه بشروط سجن بلمارش عام 2018.
وكان تشودري يتزعم جماعة "المهاجرون" في بريطانيا، والتي تم حظرها حيث كانت تتبنى تفسيرات متطرفة للدين الإسلامي الحنيف.
ولد تشودري في بريطانيا عام 1967 وهو من أصل باكستاني. وحسب بي بي سي بدأ دراسة الطب، ثم اتجه إلى القانون وتخرج كمحام وانتهى به المطاف للعمل في القضايا المدنية وقضايا حقوق الإنسان مثل التمييز العرقي.
كان قبل تدينه يتناول المشروبات الكحولية، لكنه اتجه إلى التدين، بعد معرفته بالداعية السوري المولد عمر بكري محمد الذي أسس جماعة "المهاجرون" في بريطانيا، إلا أن بكري فر من بريطانيا هارباً بعد تفجيرات لندن الشهيرة في 2005، ليخلفه في الجماعة ويصبح المتحدث باسم الجماعة.
وتقول بي بي سي إن تشودري لم يرتكب أي جريمة مخالفة للقانون البريطاني حتى يونيو 2014 بعد ظهور تنظيم داعش، حينها حشد الدعم والتأييد للتنظيم. وقال في تغريدة عبر تويتر: "أسأل الله أن يوفق الخليفة".
جاء حديث تشودري في الوقت الذي يقال فيه إن فرق الموت التابعة لطالبان تسحب الناس من منازلهم وتقوم بإعدامهم أثناء تصعيدها للبحث عن أي شخص ساعد الولايات المتحدة والمملكة المتحدة.
ولا يزال الآلاف يتجمعون حول مطار كابول بينما يحاول يائسون إخراج الرحلات الجوية من أفغانستان بعد أن استولت طالبان على البلاد.
لقيت أربع نساء على الأقل حتفهن، السبت الماضي، فيما وصف بأنه "أسوأ يوم حتى الآن" في العاصمة الأفغانية.
وتُظهر اللقطات المروعة حشودًا من الناس محطمين جنبًا إلى جنب، بينما يتجمعون حول نقاط التفتيش التي يحرسها الجنود.
كما يمكن سماع صرخات وإطلاق أعيرة نارية فوق رؤوسهم - لكن يبدو أن الأشخاص اليائسين محاصرون في الانهيار، غير قادرين على التحرك إلى ما هو أبعد من أن يصطدم بهم الأشخاص المجاورون لهم.
وتظهر مقاطع فيديو أخرى جنودًا يتكئون على حواجز وهم ينتشلون الأطفال من أيدي آبائهم لأنهم وجدوا أنفسهم غير قادرين على الحركة.
ووصف مراسل شبكة سكاي نيوز ستيوارت رامزي "المشاهد المروعة تماما" و"الفوضى المطلقة" في المطار حيث شاهد الناس "يسحقون حتى الموت".
وتدخل القوات البريطانية في سباق مع الزمن لإجلاء ما يصل إلى 6000 بريطاني وسكان محليين من أفغانستان التي مزقتها الحرب، بينما تحث المملكة المتحدة الرئيس جو بايدن على تأخير انسحاب القوات الأمريكية من مطار كابل.
يحاول المظليون البريطانيون إدارة الفوضى في المطار وسط مخاوف من احتمال انهيار مهمة الإجلاء في غضون أيام.
وقال وزير الدفاع البريطاني بين والاس "لن تتمكن أي دولة من إخراج الجميع" من أفغانستان حيث توقع تزايد الحشود في مطار كابل إذ يتسابق "الناس اليائسون" للهروب من طالبان.



