كتب الأستاذ علي زغيب :
نعيش في هذا الزمن وفي هذه الحياة في مجتمع قليل من الناس ومن الأفراد عالمين متمسكين مستميكين يتأبطون كتاب الله ويقراؤنه ويفهمون آيته ويتعظون منه وسلة قليلة ممن يعود إلى القرآن ليس بهدف الضجر ولكن لكي يسترشدون بل القرآن ويعملون حسب تعاليمه فهذه أمة في أوج علومها وكل علومها ومسارات حياتها من عند الله عز وجل والله مسدد حياتها ومنظم أساليب عيشها ورزقها منه إنه هو الرزاق ودائم الفضل على البرية كما ندعو في أكثر من دعاء وأكثر من تعقيب فلذلك إنقسم هذا المجتمع ومجتمعنا بين أمة عالمة فقيهة بل القرآن وأمة جاهلة بل السور ومغشا عليها وكل ذاك من صنع أنفسنا وشر ذاك بخير ذا هذا التفريق بين الإثنين يدفعنا إلى أن الأمة التي تعلمت وتفقهت بعلوم القرآن أي ليس ذلك فقط من تفهم معناه وفسر آياته وسوره ولكن أضف إلى ذلك من يقرأ بتدبر وبتمعن وبقلب واهج وصدر منشرح وكما تقول الآية الكريمة من كتاب القرآن المقدس( ورتل القرآن ترتيلا) صدق الله العلي العظيم
ذلك يستدلنا ويدلنا على أن القرآن ربيع القلوب ونور الدروب وبصيرة الإيمان وعين الجوارح وهدى في حياة الظلام وسرداب الخطايا ومؤنس الوحشات، لا يسعنا إلا إلى تعبئة أمتنا وتوعيتها على أن تصبح أمة ملتصقتا بشكل ثابت الجذور على مدى الأيام والسنين متمسكة بقرآن الله وعترة أوليائه ونبيه صلى الله عليه وآله والأمة الجاهلة التي تكون منغمسة بحب الدنيا والبعد عن القرآن ولا تعتمده إلا في المناسبات وأقلها في أوقات فراغها من براثين أعمالها ومن كيد نفوسها وهذا الغيث القليل لا يبلل أرضا يابسة بعكس شلال صافي النية والقلب نابع من روح العقل والتفكر بالله عز وجل ومساعدة الناس وأن نضع نصب أعيننا الصفات الخلقية والأخلاق اللامنتهية من المحبة وصلة الرحم والكلام الطيب والنفس العفيفة والجسم السليم من رواسب هذه الدنيا الدنيئة وحسن التعامل مع إخوتنا من أبناء مجتمعنا ذلك حتما يمنحنا إياه القرآن في المقدمة وذلك لأنه هدى ونور في زمن قل فيه الضمير وإنحسرت الطيبة وغلب على أيامنا الغل ولهو الحديث وتجارة الغيبة والنميمة والكلام الذي مهما أضحكنا سيبيكينا في يوم ما لأنه كان مزاحا وكما يأتي في كتاب الأدب الكبير لإبن المقفع قوله لا تخلط بين الهذل والجد وأن إمنح لصديقك وغريبك دمك ومالك فذاك يرفعنا ويجعلنا نترفه عن الجهل والضلالة ويخرجنا من الظلمات إلى النور ولذلك نصبح أمة عالمة معلمة ومجاهدة في آن معا لأن الإنسان لا ينفعه من الدنيا إلا الخلق القويم والكلم الطيب والشخصية النقية والعلم النافع والدين المرصع بقرآن وصلاة وعمل خير وأمر بمعروف ونهي عن منكر لأن في مبدأ الحياة وتفسيرها هناك قول بما معناه يقول عش وأنت بالله متمسكا وإلى الله راحلا ومحبا للناس شاكرا للنعمة أو مت وأنت مسترشدا بل اللغو والخرافات والأهاذيج أدعو الله لكم في كل يوم من أيامكم أبناء مجتمعي أن يمن الله عليكم بالعلم النافع والرزق الطيب والعمل المقبول آمين يارب العالمين ( يا يهأا الناس لا تصيبوا قوما بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين )
العبد الفقير إلى الله أخوكم علي زغيب



