كتب الأستاذ علي زغيب:
هنالك قولٌ مقدس يقول (تفاءلوا بل الخير تجدوه ) ويقول رسول الرحمة والكلمة الطيبة محمد صلى الله عليه وآله ( بشروا ولا تنفروا ، يسروا ولا تعسروا) بعيدا عن السياسة ومناهج العيش ورغد الإقتصاد وفيزياء الحياة هنالك علم التفاؤل وإحسان الظن بالله هو من المسلمات الواقعية في حياتنا وضمن نطاق مجتمعنا فإن للتفاؤل طريقا واسعا نحو النجاح والتألق في شتى الميادين وهنالك من الناس من يتقوقع على نفسه ويمتطي ركب الطيرة والحيرة والشؤم ودائما ما تجده خالي الوفاض من نظير التفاؤل والحيوية والنفس المطمئنة والمحسنة الظن بالله وكلها ثقة بربها أولا وثانيا بنفسها لأن الثقة بالنفس تعزز حب الحياة وحب الإستمرارية والتفتح وماذا يجني إن كان في جبل شاهق يربو ويعيش بمال وسلطة وشخصانية عظيمة ولا يمتلك الفأل الحسن ودائما ما تراه بأم العين وبصيصها ملتف على ما هو عليه ودائما ما تكون الحياة سوداوية بنظره أكان من ناحية العيش ( إنما رزقكم على الله ) وإما من ناحية فقد عزيز أو حبيب وإما لوضع هو والناس فيه فذلك لا يدفعنا للشامتة به ولكن أليس فيكم من يريد أن يتقي نار جهنم ولو بشق تمرة وهنا يأتي دور من يحيطون به لأجل تفكيك ما يلتزمه من ظلمة أيام وحياة فبكلمة طيبة نكفكفح دموعا ونبلسم جراح فللكلمة أثر فإن كنت ممن يجيد فن الأسلوب والتعامل مع الناس أكانوا غرباء أم أقرباء بلغة التفاؤل والكلام الطيب فكسب القلوب أولى من كسب النفوس لأن إذ لم تكن ممن يبتغي إزالت حزن أحد ونشله مما هو فيه ولم يكن بإستطاعتك فهمه فلا تزيدها عليه فكونوا دعاة للناس بغير ألسنتكم فالكلمة الطيبة صدقة وكما أنها مثلها كمثل الشجرة المباركة والطيبة التي أصلها ثابت وفرعها في السماء فكونوا من المستبشرين والمتفائلين خيرا بالله أولا وبالناس ثانيا وكونوا متحدين متعاونين في سبيل إسعاد الآخرين ولو بذرة كلمة ومساعدين للأشخاص بكلامكم الجميل والطيب قبل عملكم لهم فطيب الحديث يغير طعم العلقم من مر إلى حلو ونقي فهنيئا للذي يحرص على أن لا يظلم أحدا وأن لا يغتب أو لا ينمم على أحد و يكون سندا حقيقيا للجميع في الصعب قبل اللين لنطرد التشاؤم من حياتنا ونمحوه من ذاكرتنا وأن ننزه أنفسنا عن كل شر وريبة وذو شخصية ربت على حب الله فسقاها الله بالإيمان والهداية وحب الخير للجميع قبل أنفسنا لأن سعادة الناس لن تنقص من سعادتنا وفرحمهم لن يزيدنا إلا بهجة ورهجة فالجود بل الأخلاق وبقليل مما نملك أحسن وأجمل من عدمه .. العبد الذليل إلى الله أخوكم في الله علي زغيب