لماذا تراجع دور اليسار الفلسطيني وخصوصا تاج اليسار واقصد الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين ولماذا تقدمت التيارات الدينية .في منعطفات كتيرة كانت منظمة التحرير الفلسطينية بجميع فصائلها كلها في كفة وكانت الجبهة الشعبية لوحدها في الكفة الاخرى , فماذا حدث ليتراجع دورها .
.دعونا نبعد قليلا عن الفذلكات السياسية واختراع المبررات الواهية , صحيح ان للمتغيرات التى مر بها العالم وخصوصا انهيار الاتحاد السوفيتي اثرها الذي ترك بصمته على العالم اجمع , ولكن العامل الذاتي هو الاهم فماذا عن العامل الذاتي ..
للاسف غرقنا في يوتوبيا الحرص على الوحدة الوطنية واصبح حديث الوحدة الوطنية الشماعة التى نعلق عليها ازمتنا الذاتية, فمن اهم الاخطاء والتى يجب ان نتوقف عندها وبمصداقية كان تقزيم الجسم العسكري الخارجي ( الساحة الخارجية ) تحت مبرر التوجه للداخل , اذ كان يجب الحفاظ على الجسم العسكري الخارجي في اطار معادلة التوازن بين الداخل والخارج , وبما يجعل من الخارج نقطة الارتكاز للداخل , ثانيا كان يجب الاستمرار بالعمل العسكري اليومي وان لا تصبح العمليات العسكرية شبه موسمية.
هل يستطيع احد ان يقول لنا متى كانت اخر عملية عسكرية بالمعنى العسكري وليس الفردي؟ , ان شعبنا يريد مقاومة وثورة حتى التحرير ولا يريد احزاب في هذه المرحلة , مرحلة التحرر الوطني , فمرحلة التحول الى احزاب هي مرحلة بناء الدولة وبيننا وبين الدولة مسافة قد تطول وقد تقصر وعلينا بالثورة والمقاومة ان نجعلها اقرب ما يمكن .
هل تعتقدون ان التيارات الدينية كان يمكن لها ان تنتشر وتمتد جماهيريا لو لم تمارس العمل العسكري في الوقت الذي توقفت فيه فصائل اليسار او هي شبه توقفت عن العمل العسكري الفدائي , اين كانت حماس مثلا في الوقت الذي كانت به الثورة الفلسطينية في عز قوتها , وهل كان لها هذا الامتداد الذي تملكه اليوم , مع ان حتى شعبية حماس اخدت في التراجع منذ ان ارتمت في الحضن القطري والتركي واخدت تبحت عن هدنة هنا واخرى هناك واصبحت شنطة العمادي هي المعيار ,
اذا كنا نريد ان نعود لنكون كما كنا رقما صعبا وتيارا مؤثرا فعلينا ان نعود لنهج وشعار القائد الفذ الشهيد وديع حداد ونهج الحكيم وابو على مصطفى , ولا يكفي ان نقول اننا على النهج سائرون ما لم يقترن القول بالفعل, عندما نشعل الارض تحت اقدام الاحتلال عندها وبكل تاكيد , عندها سنرى الجماهير لا تسير خلفنا فقط بل وستسير امامنا



