فيما يشهد لبنان أزمة محروقات شلّت مختلف القطاعات الحيوية والأساسية فيه، وصفها البنك الدولي الأزمة في لبنان بأنها الأسوأ على المستوى العالمي منذ قرن ونصف قرن، وباتت معها احتياطيات المصرف المركزي بالعملات الأجنبية بالكاد تكفي الحد الأدنى من الاحتياطي الإلزامي الذي يسمح بالتغطية القانونية لأموال المودعين في المصارف الخاصة.
وفي الوقت الذي عجز لبنان على مستوى الرئاسة والحكومة في إيجاد حل للأزمات التي تواجه اللبنانين كان الحل عند الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله الذي وعد ووفى باستقدام المازوت إلى لبنان من إيران وحل مأساة ومعاناة الشعب اللبناني...وهو ماترجم أمس على أرض الواقع حيث دخلت الصهاريج السورية.. المحملة بالوقود الإيراني من سورية إلى لبنان لتكسر حصارا فرضته الولايات المتحدة على لبنان وتسبب الحرج للإدارة الأمريكية.
هذا الأمر لم يعجب الكثيرين ممن لا يزالون يفضلون أنفسهم واهوائهم السياسية على مصلحة لبنان.
رئيس الحكومة اللبنانية نجيب ميقاتي ،وفي أول تعليق له على إدخال النفط الايراني إلى لبنان قال ميقاتي: "أنا حزين على انتهاك سيادة لبنان ولكن ليس لدي خوف من عقوبات علينا لأنّ العملية تمت في معزل عن الحكومة اللبنانية".
وعن قدرة الحكومة على انجاز ما هو مطلوب، قال ميقاتي في حديث لـ”CNN”: “المسألة مسألة وقت، وللأسف تواجه لبنان تحديات طارئة كثيرة منها الازمة المالية والاقتصادية وتداعيات انفجار مرفأ بيروت وجائحة كورونا”.
وأضاف: “وضع لبنان الحالي يشبه مريضا في حالة سيئة جدا وينتظر الدخول الى طوارئ المستشفى، وبعدها ينقل الى غرفة العمليات لإجراء الجراحة إذا لزم الامر، ثم الى العناية الفائقة وبعدها يخضع لفترة من النقاهة قبل التعافي النهائي. ويؤسفني القول ان بلدنا لا يزال في مرحلة الانتظار امام طوارئ المستشفى”.
وتابع: “الحكومة لا يمكنها تحقيق مرحلة الشفاء والتعافي في ثمانية أشهر، وهو عمر حكومتنا دستوريا باعتبار ان الحكومة تقدم استقالتها بعد الانتخابات البرلمانية التي تصر حكومتنا على اجرائها في موعدها”.
ولفت ميقاتي الى انّ “الملفات الداهمة امام حكومتنا هي تحسين وضع الطاقة والكهرباء ومعالجة ازمة المحروقات وتأمين الدواء”.
وأكد أنه “لا انقلابات في لبنان، ولكن التغيير يبدأ بمرحلة انتقالية من خلال الانتخابات البرلمانية التي تتيح للشعب اختيار ممثليه في الحكم”.
وعن ملف الدعم، أوضح ميقاتي أنّ “لم يعد لدينا اموال لاستكمال الدعم، وهذا الامر يجب ان يتوقف لان 26 في المئة من اموال الدعم العام الفائت وصلت الى اللبنانيين والباقي ذهب الى جيوب التجار والمحتكرين والمهربين. سنكتفي في الفترة المقبلة بدعم الادوية خصوصا للأمراض المستعصية. من هنا نطالب المجتمع الدولي بالإسراع في مساعدتنا لوقف النزف قبل فوات الاوان”.
وعن مشاركة “حزب الله” في الحكومة، أشار الى انه “رجل عملي والحكومة جامعة لمعظم الاطياف اللبنانية، ولا يمكننا ان نقوم بأي اصلاحات والتفاوض مع صندوق النقد الدولي من دون موافقة ودعم الجميع. حزب الله يمثل شريحة من اللبنانيين في مجلس النواب”.
وعن إدخال “حزب الله” النفط الايراني إلى لبنان، قال ميقاتي: “أنا حزين على انتهاك سيادة لبنان ولكن ليس لدي خوف من عقوبات علينا لأنّ العملية تمت في معزل عن الحكومة اللبنانية”.



