بقلم: محمد سعد عبد اللطيف \ مصر '
في مشهد جنائزي وعلي أصوات الموسيقي الجنائزية كان توقيع التطبيع مع دول خليجية .والوداع الأخير "لقدس الأقداس"
.كان الوداع الأخير لإعلان وفاة العرب من البيت الأسود يوم الثلاثاء الأسود الموافق/ 16/9/2020م من العام الماضي. ولكن تأتي الصدفة يوم وفاة بطل ضد النطبيع بطل من أبطال الظل الذي حير اجهزة الإستخبارات الأمريكية والإسرائيلية بتصفية عملاء" الموساد "ها هي أمريكا تتصيد الدول العربية واحدة تلوى الأخرى، تصنع خريطة جديدة لشرق أوسط جديد، يلائم توجهاتها و مقاس أقدامها و يحقق رغباتها فمتى نستيقظ من موتنا هذا، بعد هزيمتها وإنسحابها تحت جنح الليل الي مطار كابول لم يرحم هروبها ولكن تم تفجير المطار وسقوط قتلا لهم لتبحث عن ملاذا آمنا لها في الشرق الأوسط بجوار عميلها الإسرائيلي في الاردن ، أما آن لنا أن نستيقظ من ذاك الخنوع و الإنبطاح وللأسف كان ذكري وفاة البطل المصري( محمود نور الدين) في محبسة في القاهرة عام 1998 في /16 من سبتمبر الذي رفض التطبيع والوجود الإسرائيلي علي أرض الكنانة .ليقود تنظيم" ثورة مصر "ضد التطبيع وضد الوجود الدبلوماسي علي أرض المحروسة وللأسف تأتي ذكري وفاتة يوم توقيع إتفاقية السلام بين كلا من؛ (إسرائيل والإمارات والبحرين ). لقد بحثت في كل كتب التاريخ عن المعارك والحروب بينهم .رغم أنهم دول حديثة ومصطنعة .. وللأسف الصحافة الأمريكية تطلق عليها سلام الشجعان . وقبل يوم من الذكري التاسعة عشر من أحداث 11من سبتمبر 2001م من العام الماضي تصدر قاضية أمريكية قرار إتهام 《ل 24 》مسؤول سعودي من لائحة الإتهام علي علمهم السابق بتنظيم القاعدة وضلوعهم بالتمويل بعد اعترافات المتهم (زكريا موسوي ) بضلوع افراد من المملكة السعودية في تمويل الجماعات التي نفذت هجوم 11 من سبتمبر .وتضم قائمة الإتهام 《 الأمير بندر بن سلطان السفير السابق في أمريكا ورئيس جهاز الإستخبارات》 السعودي " وأحمد القحطاني " وغيرهم ، حسب" قانون جاستا "الذي صدر عام 2016 م التي حاولت السعودية والإمارات بالضغط علي أعضاء الكونجرس بعدم الموافقة علي القانون . قانون جاستا بديلا عن الرصاص والحفاظ علي كراسي الحكم وورقة ضغط وابتزاز . لدفع تعويضات لحوالي/ 3000/ أسرة من ضحايا برجي التجارة العالمي. فتور في العلاقات الأمريكية السعودية في نهاية حكم " الرئيس باراك أوباما ". بسبب موقف أمريكا من الحرب في سوريا . ثم قضية الصحافي جمال خاشقجي لقد استطاع "ترامب "في الحصول علي 460 مليار مقابل عدم ملاحقة الأمير "محمد بن سلمان ولي العهد" من إتهامة في مقتل خاشقجي والأن أمريكا تقوم بعملية الأبتزاز والتعويض بسبب خسارتها من تداعيات احداث سبتمبر .وفيروس كورونا .بالتطلع الي الصندوق السيادي وهو حوالي (400 مليار ) دولار .والضغط عليها بالتطبيع مع أسرائيل لقد استطاعت أمريكا أن تصنع من ( الجبري) ورقة ضغط وصندوق أسود بما لدية من أسرار داخل الأسرة المالكة وقضية الصحافي خاشقجي
العلاقات الأمريكية السعودية ليست علي مايرام من ملفات كثيرة ومنها الوضع في (اليمن ) وفشل منظومة القبة الحديدية امام هجمات الحوثيين علي ابار النفط السعودي
لتتوقف قليلا هل صحيح ان القانون يهدف لضرب السعودية والحجز على أصولها البنكية، بهدف أداء تعويضات مالية لأسر الضحايا، باعتقادي أن من يصور لهذا فهو واهم، فلن تعمد أمريكا لزلزلة العلاقات المتوترة أصلا مع الحليف السعودي والخليج عامة مقابل حفنة من الدولارات لإرضاء عائلات الضحايا.المهم وصول إسرائيل الي الخليج وتكون رجل الشرطي لها ضد إيران وتكون علي مقربة من المنشأت النووية علي الخليج لقد نجح نتنياهو من تحقيق حلم إسرائيل الكبري من البحر الي البحر وفي أعلان القدس عاصمة وفي اعلان إسرائيل دولة يهودية وفي إعلان قانون الضم . وأستطاع اللعب مع إدارة ترامب في ظل الوضع في الشرق الأوسط والحروب الأهلية
القضاء الأمريكي اعتمد على شهادة زكريا موسوي لاتهام السعودية كدولة بالتمويل جماعات متهمة بأحداث برجي التجارة العالمي ولن تنفع شهادة زكريا موسوي المحكوم علية بالمؤبد أمام غياب أدلة دامغة تؤكد الادعاءات وإلا ستظل مجرد ادعاءات تتداول وسط حالات الابتزاز الأمريكي لكل دول الخليج .
قانون جاستا ورقة تفاوض تسعى أمريكا من ورائها جر حليفها من تحت عباءته، وليست مستعدة لخسارة حليفها السعوديةكما يعتقد بعض الأراء السياسية .
في اعتقادي أن قانون جاستا ما هو سوى ورقة تفاوض تسعى أمريكا من ورائها جر حليفها من تحت عباءته، ولست أظن أمريكا مستعدة لخسارة حليفها السعودية وهي التي خسرت حليفها تركي فأمريكا تعلم يقينا أن أي خطوة خاطئة في المستقبل قد تجعلها تخسر المنطقة ككل لفائدة الدب الروسي.لقد أرتكب الغرب جرائم بحق المسلمين في الحروب الصليبية ومحاكم التفتيش في حق المسلمين بعد سقوط الأندلس أمريكا داعم الإرهاب الحديث
أما عن المنظمات الإرهابية في العالم الغربي فلا يمكن عدها؛ ومن أشهرها جماعة الدرب المضيء البيروفية، و(بادر-ماينهوف) الألمانية، ومنظمة (الألوية الحمراء) الإيطالية، والجيش الجمهوري الأيرلندي، والجيش الأحمر الياباني، ومنظمة (إيتا) الباسكية، التي عُدَّت من أشهر المنظمات الإرهابية في تاريخ القرن العشرين من منظور غربي.
أمريكا تتصيد الدول العربية واحدة تلوى الأخرى، تصنع خريطة جديدة لشرق أوسط جديد، يلائم توجهاتها و مقاس أقدامها
كما أن الولايات المتحدة الأمريكية هي معقل مئات من أخطر العصابات الإرهابية في العالم مثل جماعة كوكوكس كلان التي تخصصت في قتل السود وغيرها. وإذا كان اليهود هم أول من أسس منظمة إرهابية في التاريخ فقد كونوا بعد ذلك عددًا من أشهر المنظمات الإرهابية في العالم مثل عصابات الهاغاناه وأغجون وشتيرن وهاشوميرو النوطريم (وهي الشرطة اليهودية الإضافية) وكتيبة (لافيه) من أخطر الأذرع القذرة التي تستخدمها (إسرائيل) في أعمال تصفية واغتيال واعتقال الفلسطينيين..
كيف ننسى جرائم أمريكا في اليابان وفيتنام.و بحق المسلمين بالعراق وأفغانستان و سوريا. وإساءة أمريكا للأسرى سجن أبو غريب، سجن غوانتنامو، ثم الدعم الأمريكي للقاعدة أمس و داعش اليوم.
الغريب في أمر الجاستا أنها قانون يسعى لمحاسبة داعمي و مصادر تمويل الإرهاب حسب قولهم طبعا، لكن متى إعترفت أمريكا بالقوانين، متى إهتز لها جفن وهي تقتل الشعب الافغاني و العراقي و السوري و الليبي و الصومال..متى استطاعت الخروج بقرار أممي ضد دولة ما، فكل حروبها بلطجة، فما وجدنا بن لادن ولا القاعدة و ما حاكما صدام حكما عادلا ولا وجدنا ترسانته النووية و الباليستية. فهل احتاجت أمريكا للجاستا لفرض الأمر الواقع لشرق أوسط جديد .بعد جائحة كورونا ...
محمد سعد عبد اللطيف
كاتب مصري وباحث في الجغرافيا السياسية