ترجمة عبرية /يديعوت ايهود باراك : فلننظر الى الواقع الايراني في بياض العيون ..!!
اذا ما هوجمت اهداف ايرانية ليست نووية فاننا امام خطر حقيقي لتوسيع الصدام مع ايران وتدهوره الى مواجهة مع حزب الله
ترجمة عبرية
الكاتب :
إيهود باراك :
إيهود باراك (بالعبرية: אהוד ברק) (12 فبراير 1942 -)، سياسي إسرائيلي وكان عاشر رئيس وزراء لإسرائيل ووزير الدفاع من 1999 إلى 2001 ثم تولى مرة أخرى وزارة الدفاع من 2007 حتى 2013.
رأس إيهود باراك حزب العمل الإسرائيلي من 2009 وحتى 2013.
عمل كوزير للداخلية عام 1995 ووزيراً للخارجية بين الأعوام 1995 إلى 1996. وفي عام 1996، حصل باراك على مقعد في الكنيست الإسرائيلي حيث شارك في اللجان الخارجية والدّفاعية. وفي نفس العام، تمكّن باراك من رئاسة حزب العمل الإسرائيلي.
في 17 مايو 1999 تمكّن باراك من الفوز برئاسة الوزارة الإسرائيلية وقد أتمّ فترة رئاسته لغاية 7 مارس 2001
المعارك والحروب التي شارك فيها حرب 1967، وحرب الاستنزاف، وحرب أكتوبر، وحرب لبنان 1982
أهم الأحداث التي تخللت فترة باراك لرئاسة الوزارة وتميّز بعضها بالجدل:
قاد (عملية فردان) وهي عملية عسكرية قامت بها القوات الخاصة التابعة للجيش الإسرائلي مساء 10 أبريل 1973 ضد أهداف وشخصيات فلسطينية في قلب بيروت حيث أُغتيل فيها أبو يوسف النجار وكمال ناصر وكمال عدوان، حيث تسللت الوحدة إلى بيروت مرتدية فساتين نسائية
شارك في قتل المناضلة العربية الفلسطينية دلال المغربي
الانسحاب من جنوب لبنان.
اختطاف 3 عناصر من الجيش الإسرائيلي على يد حزب الله.
انطلاق انتفاضة الأقصى.
المقال
طهران على مسافة شهر من الحصول على اليورانيوم المخصص لقنبلة واحدة – وبالتالي مشكوك أن يكون هناك ما يمكن الحديث فيه. الاحتمال الاكبر هو أن ايران اجتازت نقطة اللاعودة في اتجاه دولة الحافة النووية. وادارة بايدن باتت تعد الرأي العام بالتسليم بذلك. الفشل الذريع هو فشل نتنياهو – ترامب “.
نشرت “النيويورك تايمز” مؤخرا مقالا هاما قضى بان ايران، هكذا حسب تقويم “المعهد الدولي للعلم والامن”، قلصت الى شهر فقط زمن الانطلاق لتحقيق كمية اليورانيوم المخصب التي تكفي لقنبلة نووية واحدة.
الاتفاق في 2015، الذي كان بعيدا عن ان يكون كاملا، الزم ايران بان تخلي من اراضيها معظم اليورانيوم المخصب وان تبتعد الى الوراء عن “زمن الانطلاق” لسنة تقريبا. اما اليوم فتصل المسافة الى 30 يوما فقط.
في اختبار النتيجة، هذا افلاس للسياسة النووية التي قادها نتنياهو وترامب تجاه ايران، خروج الولايات المتحدة من الاتفاق لم يؤدِ الى تراجع ايراني تحت العقوبات بل سمح لطهران بان تحطم تواصل ونوعية الرقابة وان تقصر بشكل دراماتيكي وخطير “زمن الانطلاق”.
وبينما يندفع الايرانيون بسرعة الى هدفهم لا يزالون يدعون بان في نيتهم الوصول الى اتفاق، بشروط محسنة. ولكنهم هم الذين عرقلوا على مدى نصف السنة الاخيرة المفاوضات على استئناف الاتفاق، اوقفوا عمليا الرقابة وبدأوا بالتخصيب الى مستوى عسكري امام الواقع الجديد الناشيء، مشكوك ان يكون هناك حقا ما يمكن البحث فيه.
اذا تحقق اتفاق، وهذه “اذا” كبيرة، فانه لا يزال يمكنه أن يفرض اضطرارات معينة على ايران ويمنحها صورة من لم تركل بعد المطلب الدولي الا تصبح دولة نووية. غير أنه في نظرة اقرب تظهر صورة اكثر اقلاقا بكثير. باحتمالية عالية نجد أن الجياد فرت منذ الان من الاسطبل. لقد اجتازت ايران اغلب الظن نقطة اللاعودة باتجاه كونها “دولة حافة” نووية.
الادعاءات المضادة والحقيقة
في محاولة للتهدئة، يطلق الادعاء بان حيازة مادة مشعلة لقنبلة واحدة ليس بعد قنبلة، ولهذا فان القلق مبالغ فيه. موضوعيا هذا صحيح، ولكنه يفوق الامر الاساس.,الحقيقة هي أن تخصيب اليورانيوم الى مستويات ليس لها اي استخدام غير عسكري هو اعلان نوايا واضح بان الهدف هو سلاح نووي.
وهاكم ادعاء آخر: حتى لو كانت هناك مادة مخصبة فانه لا يزال يبقى وجوب معالجتها لتصبح معدنا وهناك حاجة لبناء سلاح. اما الحقيقة فهي أن الايرانيين ينشغلون بالموضوعين منذ زمن بعيد و هذا عمل سهل نسبيا على الاخفاء ويصعب كشفه.
ان التخصيب في المستويات المتدنية هو جهد صناعي واسع النطاق يتم في مواقع تحت ارضية ضخمة ومن الصعب جدا اخفاؤها. اما القفز الى التخصيب اللازم للسلاح النووي، فهو اقصر بكثير ومع اجهزة طرد مركزي متطورة يمكن تنفيذه في زمن قصير، في موقع صغير نسبيا سيكون من الصعب العثور عليه.
هذه بالضبط هي الاسباب التي لاجلها عُرف “زمن الانطلاق” كالمؤشر الاساس لنوايا الايرانيين وقدرتهم على اكمال المشروع دون امكانية حقيقية لوقفهم. كيف نعرف ان هذا ممكن؟ لان هذا بالضبط ما فعلته كوريا الشمالية، رغم المعارضة الامريكية الشديدة.
ادعاء آخر هو ان كل نية ايران هي ان تصبح “دولة حافة” نووية – وتتوقف هناك. هذا ادعاء مع قيمة محدود جدا بالنسبة لنا، نحن الاسرائيليين. اما الحقيقة فهي أنه من ناحية قدرة الوصول الى السلاح النووي، لا فرق بين “دولة حافة” و “دولة نووية”. “دولة الحافة” يمكنها ان تحوز سلاح نووي، ويحتمل حتى غير قليل منه ايضا باستثناء انها لا تحوزها “موحدة” وجاهزة للاستخدام الفوري، بل منفردة بحيث أن تحولها الى “سلاح” يتطلب زمنا، بضع ساعات، او بضعة ايام، اسابيع أو اشهر، كيفما ترغب الحكومة.
اسرائيل هي الاخرى تصنف احيانا في الاكاديميا كـ “دولة حافة”، على خلفية اعلانات قادتها بان “اسرائيل لن تكون الاولى لادخال سلاح نووي الى الشرق الاوسط”.
“دولة الحافة” هي بالاجمال اداة دبلوماسية، في ايدي القيادة السياسية لتشويش الوضع المعلن لها وزيادة المرونة وحرية العمل السياسي. هذه ليست نصف مواساة بالنسبة للتقدم الايراني الى النووي.
يحتمل بالتأكيد ان تفضل ايران التوقف في هذه المرحلة والا تنفذ تجربة نووية او تعلن رسميا عن دخولها الى النادي النووي. هذا لا يزال انجاز تاريخي هائل للنظام الايراني.
شوكة بايدن
الولايات المتحدة بقيادة الرئيس بايدن توجد في ذروة فك ارتباط عن الشرق الاوسط كي تركز على الصين التي تعد التحدي المركزي لمكانة الولايات المتحدة. ايران هي “شوكة مزعجة”. في الطريق لهذه الخطوة. فالتزام بايدن تجاه اسرائيل حقيقي وشخصي، وليس فقط سياسي. هذا هو احد الاسباب التي تجعل ايران مع ذلك هامة للادارة.
ولكن بيننا وبين الولايات المتحدة توجد فجوة بنيوية في فهم التهديد من ايران. فالولايات المتحدة بالفعل لا تريد أن ترى ايران نووية ولكن هذا ليس المصلحة الحيوية المتصدرة لديها، وهي كفيلة بان تسلم بايران كـ “دولة حافة”. بالنسبة لنا هذا تحد قريب واكثر تهديدا، ولا سيما في المدى البعيد.
ما نشر في “نيويورك تايمز” الصحيفة الاهم في الولايات المتحدة هو بتقديري طريقة ادارة بايدن لان تبدأ باعداد الرأي العام في امريكا وفي اسرائيل لهبوط قاس على ارض الواقع.
عندما يقول الرئيس: “ لن يكون لإبران سلاح نووي”، فهذا ليس واضحا اذا كان يقصد ان الولايات المتحدة لن تسلم بايران كـ “دولة حافة”.,عندما يقول الرئيس “اذا لم ينجح هذا بالدبلوماسية فسنتوجه الى وسائل اخرى”، فانه لا يقول: “سنستخدم القوة العسكرية كي نحبط لسنوات طويلة البرنامج النووي الايراني”.
وهنا يطرح السؤال، الم نكن نتوقع بان تكون لدينا بالفعل خطط بديلة، نظرا للعناد الايراني لـ “الانطلاق” – سيوقفوها بعمل عسكري موضعي، يؤجل الجهد النووي الايراني لعدد كبير من السنوات؟
عمليات كهذه يجب اعدادها لسنوات مسبقا، لتطوير وسائل وطرق عمل تتتابع وتتجدد حسب التطورات في ايران، بما في ذلك تعميق التحصين والاخفاء للمنشآت وتوزيعها.
بقدر ما يبدو هذا غير معقول، اقول بمسؤولية: ليس واضحا ان للولايات المتحدة اليوم خطط عمل عسكرية قادرة على أن تؤجل انضاج القدرة النووية لايران بعدد كبير من السنين. ليس واضحا ايضا اذا كانت توجد لاسرائيل “خطط جارور” قابلة للتنفيذ، تؤجل القدرة النووية الايرانية لسنوات قليلة.
هذا هو الفشل الذريع للثنائي ترامب – نتنياهو. فقد صعدا الى مسار مواجهة مع خصم ذكي بينما كانا يتسليان بالاوهام، دون ان يعدا “خطة ب”. ولا سيما حين يكون مجرد الخروج من الاتفاق جعل الخطة البديلة اكثر فأكثر تعقيدا على التنفيذ من سنة الى سنة.
من غير المستبعد ان تكون الولايات المتحدة، القوة العظمى، تتردد اليوم في مسألة ترددنا فيها قبل عقد، مشكلة “مجال الحصانة”. اي: ما هي المرحلة التي حتى الاعمال الاكثر اتساعا التي يمكن لك ان تفكر بها، لا يمكنها بعد اليوم أن تحقق التأجيل المطلوب، بسبب تعمق التحصين، التوزيع، كمية المادة النووية ومستوى التخصيب الذي تحقق. لا توجد كلمات بوصف حجم القصور اذا كان هذا بالفعل هو الوضع.
في حالة رئيس الوزراء في حينه, نتنياهو، فان القصور اخطر بكثير، لان تدخله السياسي الفظ في 2015 في سيادة الرئيس الامريكي أوباما في بيته قد يكون ساعده كاعلان ولاء للحزب الجمهور ولاحقا لترامب. ولكنه حرم اسرائيل من فرصة قد لا تتكرر للوصول الى تنسيق عميق في موضوع “الخطط البديلة” لحالة انطلاق ايراني، للعمل للحصول على وسائل تسمح لاسرائيل بعمل مستقل في حالة تتفق فيها الحكومتان على الحاجة للعمل ولكن الولايات المتحدة محيدة بل الزيادة بشكل كبير للمساعدة المالية للامن ومنظومة الانتاج المشتركة لصواريخ اعتراض القبة الحديدية قبيل مواجهة محتملة مع حزب الله. هذا قصور تاريخي لا بد سيبحث لاحقا.
ان الوقاحة التي لا تصدق لرئيس الوزراء السابق, نتنياهو، الذي ينشغل منذ اليوم في القاء الذنب عن الوضع الاشكالي الذي تسبب به هو الى عتبة بديله الذي جاء لتوه، تجسد بالفعل حالو موت لديه على الاقل، كما موت الخجل الرسمي على حد سواء.
ولكن قد يسأل سائل: نحن نسمع المرة تلو الاخرى من المسؤولين هنا وفي الولايات المتحدة باننا “جاهزون لكل سيناريو اذا ما تطلب الامر منا مهاجمة ايران – سنهاجم ايران. فنيا، هذا صحيح. اذا أمرت الحكومة الاسرائيلية بان يهاجم ميناء هاما، منشأة نفط او متى موقع نووي معين في ايران، فانها ستهاجمه بل وستلحق به ضررا معينا او كبيرا.
ولكن الجواب, اذا كان الهدف المهاجم بهجوم علني لسلاح الجو يعود للمنظومة النووية الايرانية ولكن عملية الهجوم لن تحبط البرنامج النووي بل تؤجله لعدة سنوات، فان ضررها قد يكون اكبر من نفعها.
سواء كانت العملية اسرائيلية أم امريكية، فان الرد الايراني سيكون على ما يبدو ازالة كل الحواجز والركض بكل القوة نحو بناء القدرة النووية. سيكون لهم المبرر, بان هجوما كهذا يستوجب منهم الحصول على سلاح نووي “لاغراض الردع والدفاع عن النفس”.
لماذا لم يفعل العراقيون او السوريون هذا عندما دمرنا لهم مفاعلا نوويا؟ لان التدمير بالفعل ابعدهم لسنوات عن القدرة النووية، وحام فوقهم خطر هجوم آخر. عندما لا تكون لديك خطة لتحقيق تأجيل كهذا، فكر مرتين قبل أن تعمل.
اذا ما هوجمت اهداف ايرانية ليست نووية فاننا امام خطر حقيقي لتوسيع الصدام مع ايران وتدهوره الى مواجهة مع حزب الله ايضا. وهنا يوجد لاسرائيل اكثر من سبب واحد لتفضيل تأجيل مثل هذه المواجهة طالما كان الامر تحت سيطرتنا.
اذن هل ضاع أملنا؟ لا. فاسرائيل كانت ولا تزال في كل مدى منظور للعيان القوة الاقوى في نصف قطر 1.500 كيلو متر حول القدس. اقوى من كل خصم او جمع من الجيران. ينبغي أن نعقل فنحافظ على العلاقة الخاصة مع الادارة الامريكية، الحزبين ويهود الولايات المتحدة، الذين معا سيوفرون لاسرائيل شبكة امان في الامم المتحدة، مساعدة مالية لضمان التفوق النوعي للجيش الاسرائيلي وسند مستقر في اوقات الازمة.
يجب وقف التحريض وكراهية الاخوة، وقف تخويف مواطني الدولة التي يعتقد كل العالم بانها قوة عظمى نووية منذ اكثر من 50 سنة. ان نكف عن البحث عن “عمالقة” او “حيوانات مفترسة” من الخارج و “خونة” من الداخل وان نفهم باننا كنا كفلاء الواحد للاخر بالفعل.
اذا ما تمكنا من الثقة بانفسنا وبطريقنا، ان نجدد في داخلنا التضامن واحساس شراكة المصير مما كان مصدر قوتنا في اقسى الامتحانات، فالسنة التالية ستأتي علينا بالخير وكذا السنوات القادمة ستجلب لنا وتخرج منا الخير. وهو موجود هناك. نعم ستكون ارادة .
يديعوت أحرونوت