كتب الأستاذ حسن خليل:
لقد سرقتم وطني وشعبي ودولتي ، فتم نهبي من حلمي الذي بنيته لكي أقضي ما تبقى من عمري حيث تواجدت جذوري .
أيها المجرمون
لمن يقول إنّ ملف الكهرباء هو الأساس , والكارثة في سلسلة الرواتب والأجور ، والمصيبة في الجمارك ، والفضيحة في التوظيفات ، وآخر بدعة أنه لا دولة بدون بنك مركزي والليرة ستنهار , لكم نقول : معكم حق وأحسنتم . برافو لكم. فقد زوّرتم الفيول والرز والهواء والأدوية والبحر والنهر بالسرطانات .
أنتم حشوتم الموظفين على مدى ٣٠ سنة لتسخروهم في خدمتكم ، بدءاً من أعلى قاض ، نعم أعلاهم ، إلى أدنى حاجب .
أنتم المجالس التحاصصية والمتعهدون فيها .
أنتم الريجي والكازينو والضمان والكهرباء والمياه والفيول والمولدات وإقامة الفنادق التي تطوف منها المجارير على الشاطئ العام الذي هو ملك الناس .
أنتم من بنيتم القصور بوقاحة على الأملاك العامة في الواجهة البحرية من شمال لبنان إلى جنوبه .
أنتم من صادرتم الآثار وأراضي الآثار .
أنتم المولدات .
أنتم شركات توزيع الكابلات التلفزيونية .
أنتم مستثمرو مواقف السيارات .
أنتم مستوردو الفيول وتوزيعه .
أنتم مالكو مصانع الأسمنت وسرطان الأسبستوس .
أنتم الكسارات والمرامل ورخصها ورخص لوحات السيارات .
أنتم وزارة الأشغال وتراخيصها وزفتها ومطارها .
أنتم ناهبو المالية ومغاراتها وعقاراتها ومشاعاتها والتهرب من ضرائبها .
أنتم المرفأ وزواريبه وماليته .
أنتم سارقو أوجيرو والخليوي والكابلات الضوئية .
أنتم الهيئة العليا للإغاثة وتنفيعاتها .
أنتم موازنة رئاسة الحكومة والنواب الغامضة بمليار و ٤٠٠ مليون دولار .
أنتم من جعلتم لكل نائب ووزير مرافق يحمل شنط المدام بتفاهته وتفاهتها .
أنتم مذلو المساكين .
أنتم من رأيتكم بأم العين في "مؤتمر الدوحة" تتجولون تائهين في لوبي فندق الشيراتون تبحثون عن أحد ليتحدث معكم ولم يعبركم أحد ، بيننا كنتم تبحثون عن دشداشة بيضاء لتشتموا منها المال (كما كنتم في الطائف) , ثم لتعودوا إلى بيروت في طائرة واحدة لتنفشوا ريشكم فورا من على درج الطائرة , وتأتي سياراتكم الداكنة الزجاج والرباعية الدفع وينزل منها زلمكم المسلحون لفتح الباب وكأنكم قادة حرب ، بينما منظركم هو منظر المافيات في فيلم "العراب" .
أنتم مهينو الوظيفة ومذلو الموظفين مهما علا شأنهم .
أنتم كاسرو الخواطر وقاهرو النفوس .
أنتم زارعو المذهبية المزيفة ومستغلو العصبيات الجاهلة .
أنتم مروجو المخدرات تحمون زراعتها .
كفرتمونا وكرهتمونا ب..الأديان وسخرتم البطاركة والمفتيين والأئمة ورؤوساء الطوائف لحمايتكم والدفاع عنكم .
لا وجود لأمثالكم في أي بلد في العالم كله .
والله إنكم أنتم مصيبة المصائب ، وكارثة الكوارث ، ولعنة كل اللعنات التي حلت علينا منذ أن عرفناكم .
أنتم من لم تخجلوا حين لوثتم الإرث الذي ورثتموه عائلياً أو بالتسلط حزبيا ، من آبائكم أو من أسلافكم السابقين الصالحين .
للأسف , ينفد حبر القلم قبل أن تنفد كلمات وصفكم ونعتكم .
لماذا اغتصبتم لبناننا هكذا وهو كل ما لدينا ?
مرة أخرى : استسمحوا واستغفروا , فلعل الناس ترحمكم وترحم أولادكم من بعدكم حتى لا يتعرضوا لما تعرضت له عائلة القيصر ، إلا اذا كانت أنانيتكم قد جعلتكم لا تكترثون لهم .
مرة أخرى : أعيدوا الأموال وارحلوا من دون رجعة ...



