كتب الأستاذ حليم خاتون:
بدأت السفارات في بلاد الاغتراب بتوزيع منشور على الإنترنت، من أجل التسجيل للمشاركة في الانتخابات القادمة...
للوهلة الأولى، يجد المرء نفسه في وضعية القرف القصوى من كل الاوضاع ومن العملية الانتخابية، وحتى من البلد نفسه...
يبدأ صراع داخل الرأس بين أفكار التمرد على كل شيء، كنتيجة حتمية لهذا القرف، وبين افكار وجوب الوقوف مع المقاومة الصامدة اليوم والتي تعتبر حصن القضايا الوطنية الكبرى الأخير في هذا الزمن العربي الرديء..
كثيرون لم يشاركوا في الانتخابات السابقة بسبب اليقين ان الحزب لن يذهب في حربه على الفساد والفاسدين إلى المناطق المحظورة التي لا بد من الذهاب إليها إذا أردنا لهذا الوطن التطهر من الرجس العالق على ثوب هذه الوطن وثوب هذه المقاومة على حد سواء..
في لحظة، يتراءى للمرء صورة العملاء من مختلف الاطياف، ومن خلفهم كل تلك الأنظمة الإقليمية الرجعية والدول الاستعمارية، والجميع يفرك اليدين فرحا بسبب تقلص التأييد للمقاومة إذا نحن عزفنا عن انتخاب هذه المقاومة...
يحاول المرء جادا الموازنة بين غضبه على سياسة الحزب الداخلية، وبين فرح أولاد القحبة من لبنانيين وعرب وامبرياليين، فيجد نفسه مضطرا، ورجله على رأسه، وجزمة عتيقة في فمه، لانتخاب حزب الله حصراََ، وربما حتى ليس كل لائحة الحزب، التي فيها من الأصنام الصامتة أو ابواق السلطان الجائر ما يكفي للكفر بكل هذه التركيبة...
انتخاب على نصف حق، يراد منه قتل نصف باطل...
الشعب يريد فعلا تغيير النظام.
يبدو أن الحزب لم يع بعد هذه الحقيقة...
إذا كان ما قدمه نواب الحزب في السنوات الاخيرة، هو كل ما يستطيعون تقديمه... فما قدموه هو أقل بكثير مما ينتظره منهم الشعب، وهو قطعا أقل بكثير من المفروض تقديمه...
صحيح أن حزب الله لم يقم بنفسه بإسقاط خطة حكومة حسان دياب لتحديد الخسائر وكيفية إطفائها... لكن الحزب لم يفعل شيئا لدعم هذه الخطة أو على الأقل وضع خطة أخرى إذا كان لديه خطة اخرى اصلاََ...
لن نعود إلى اسطوانة ترشيد الدعم والدولار الطالبي التي دعمها الحزب وهو مغمض العينين فذهبت إلى جيوب المافيا والتجار...
وإذا كانت المنار شدت همتها مؤخرا ضد منصات رياض سلامة، فأين كان صوتها قبلاََ؟
هل يكفي مجرد الصوت ام يجب التحريض حتى الوصول إلى مستويات أعلى من النضال...
ما هو موقفها من عدم توقيع الرئيس عون للمراسيم الجديدة بالنسبة للترسيم البحري مع فلسطين المحتلة؟
المصيبة إذا كان المبرر الذي أورده الأستاذ ناصر قنديل هو رأي الحزب!!
يقول الأستاذ ناصر أن الرئيس يجب أن لا يوقع حتى لا يبدو تنازله أثناء التفاوض، تنازلاََ عن حقوق وطنية!!
هل يعقل هذا؟
إما أن هذه حدودنا وإما لا...
منذ متى يفاوض أحد على حدود واضحة؟
هل هو فايروس محمود عباس؟
اين المنار من هذا الجدل؟
أم أنه يحق للشاعر ما لا يحق لغيره؟
المنار جهاز من أجهزة المقاومة، كما نواب الحزب... هم أيضاً من أجهزة المقاومة...
هؤلاء عليهم احترام عقول الناس، وليس التقيد بتعليمات لا تجيب على تساؤلات الشارع...
ثم بصراحة، يجب على كل مسؤول في المقاومة أن يكون مسؤولا بالفعل، وليس مجرد ببغاء لما يقوله السيد... السيد على الراس والعين، لكن الأحداث تتطلب اتخاذ المواقف كل يوم وليس انتظار كلمة السيد في المناسبات...
الديناميكية في حزب المقاومة لن تؤدي بالضرورة إلى انقسامات...
الحزب يحتاج إلى هذه الحيوية كي يخرج من بوتقة اللافعل...
وُجهت انتقادات كثيرة إلى الدكتور علي فياض بسبب ما يجري في لجنة المال والموازنة...
إنه صمت القبور...
وكأنه ليس على الدكتور الخروج والإجابة...
أذا كان موافقاً على ما تفعله اللجنة، فعلى أي أساس؟
وإذا كان معارضاً، فإلى ماذا أدت هذه المعارضة ولماذا لم نستطع وضع حدّ لسيطرة حزب المصرف على هذه اللجنة؟
خرج علينا السيد حسن فضل الله بملف أودعه في أيدي قضاء هو أكثر فسادا من الفاسدين، أو على الأقل، هو يحمل المظلة التي تحميهم...
ماذا بعد؟
هل صارت مهمة النائب فضل الله، القيام بما يقوم به رياض قبيسي على تلفزيون طحنون بن زايد، على حد قول الإعلامي بيار ابي صعب...
مجرد طرح مسألة وكفى المؤمنين شر القتال...
ماذا بعد، اجل، ماذا بعد؟
في زمن الأزمات لا تعود مهمة النائب فقط تشريعية... بل تصبح نضالية تنقل صوت الشارع إلى البرلمان لترجع بالجواب الشافي، وألا طز بالكرسي النيابي وكل الكراسي أمام إضاعة الحقائق والحقوق في ما يخص أمور الناس وأمور البلد...
المنار، ونواب الحزب، ضبابيون إلى حدّ قاتل للروح النضالية...
ما يحدث في البلد ليس بسيطاََ.
ما يحدث يستدعي أكثر من مجرد بروباغندا دعائية...
البلد يغلي، المنطقة تغلي، ويجب انتظار السيد حسن كي يخرج ليقول واحيانا يقول، واحيانا أخرى لا يقول، فيما الباقون صامتون كما مومياء الفراعنة...
واجبنا نحن دعم المقاومة، ولو غصبا عن غضبنا...
لكن ماذا عن واجب الحزب تجاه جمهور المقاومة... والحديث لا يجري عن مازوت أو بنزين أو دواء...
الحديث يجري عن كيفية بناء دولة...
طالب الحزب يوما بمؤتمر تأسيسي.
غضب باسيل، والجميل وجعجع والبطرك...
تراجع الحزب!!!
شو يعني؟ وإذا غضبوا؟
ماذا يشكل أي واحد منهم أو حتى كلهم مجتمعين أمام ما يريده الشعب، وما تقتضيه مصلحة إعادة بناء الدولة؟
إما أن حزب الله حزب يريد مصلحة الناس أو أنه حزب يريد مراعاة خواطر من لا يتوافق مع خواطر الأمة...
واجب حزب الله أن يجد وجوها جديدة صِدامية، لأن المرحلة هي مرحلة صِدام...
الشهداء لا يسقطون كي نراعي خاطر فلان أو علان...
نريد في البرلمان القادم عقولا اقتصادية تحلل، وتقاتل من أجل ما تريد وليس مجرد الخروج على المنار كما يفعل رياض قبيسي...
الأملاك البحرية، الأملاك العامة المصادرة من قبل الازلام، المؤسسات العامة المستباحة،
عقم وزارة الطاقة، موبقات المصرف المركزي... ومئات القضايا...
الناس تعرف كل هذا...
الناس لا تحتاج إلى تحريض...
الناس تحتاج الى من يقودها إلى الخطوة التالية...
النائب الذي لا يستطيع أن يصل إلى حلول في البرلمان، عليه أن ينزل إلى الشارع...
قصص السلم الأهلي لم تعد تعني شيئا... ولا تخيف أحدا...
الشيعي والسني والماروني والدرزي وضراب الطبل... الكل يريد صدقا في النضال...
قد ينزل جماعة السعودية...
فلينزلوا... سوف يرفع كم "شلعوط" شعار ١٥٥٩، سوف يكون في مقابلهم آلاف سوف ترفع شعار إسقاط الفساد وإسقاط اميركا، حامية الفساد...
إلى متى الانزواء في البيوت؟
منذ ١٧ تشرين والناس تدعوكم لفتح خطوط على كل قوى الثورة الفعلية...
كل يومين تجتمعون مع عون أو أمل أو الاشتراكي أو تلتقون مع المستقبل... ولم تجدوا وقتا قليلاً لحزب الشعب مثلا...
"من شو بيشكي" عمر واكيم؟
هو يفهم أكثر من كل الذين تلتقون بهم من مطربي السلاطين...
هذه المرة نريد وعدا صادقاً لمكافحة الفاسدين ووضع حد لسلطة حزب المصارف...
إذا كنتم قدها وعندكم في الصفوف من يستطيع الصراخ في قلب البرلمان الفاسد، تفضلوا،
وألا، دعوا من يستطيع قيادة الناس إلى خير الأمة هم يصلوا وابقوا انتم خارجها...
يا اخي صارحوا حلفاءكم بوجوب رد المال المنهوب والمهرب إلى الخارج وعن وجوب الاقلاع عن الفساد..
إذا فعلوا ذلك، شعبنا طيب " وبيسامح"...
وإذا لا،
ابعدوا على جنب وبلا تغطية لهؤلاء الفاسدين..
لقد آن الأوان لقيام دولة القانون
آن الأوان لقيام الدولة المدنية...
آن الأوان لطرد ذباب اميركا والسعودية من لبنان...