كيف تم استخدام الدين خدمةً للصهاينة والأمريكيين في بلادنا\ المهندس مدحت ابو الرب
أخبار وتقارير
كيف تم استخدام الدين خدمةً للصهاينة والأمريكيين في بلادنا\ المهندس مدحت ابو الرب
مدحت ابو الرب
31 آب 2019 , 12:42 م

 

قد يبدو العنوان خارج زمانه بعد أن انقشع الغبار  وانكشفت الحقائق ، ولكن ما دفعني للكتابة بهذا الموضوع هو ان هناك قسم كبير من الناس لا زال يصر على انه صراع ديني اما لعدم مواكبة الأحداث او لعدم متابعة النتائج او بسبب عدم القدرة عن التراجع عن مواقف كانت أثارها مدمرة.

حتى نوضح الصورة لنعد لتقرير بيكر - هاميلتون وهو تقرير لكبار الساسة الأمريكيين عن السياسة الخارجية الأمريكية  وعادة تقارير مثل هذه ترسم سياسات أمريكا لعقود قادمة للمنطقة والعالم.
ينصح التقرير بخروج القوات الأمريكية من العراق لعدم قدرة أمريكا على تحمل ما حصل لها من استنزاف في الأرواح والأموال. كما نصح بعدم ارسال الجيش الأمريكي للمنطقة لأسباب ساشرحها في مقال لاحق  لكي يبقى هذا المقال رشيقا .

هذا العجز لدى الأصيل في تثبيت رجليه في المنطقة أدى الى  الطلب من الوكيل وهو الكيان الصهيوني لشن حرب ٢٠٠٦ ضد حزب الله وفشل الوكيل في تحقيق أهداف الحرب وكانت النتيجة نصرا مظفراً تم من خلاله انقلاب مفاهيم شعزبنا العربي من الياس والخنوع, للثقة المطلقة بتحقيق النصر وبأن هذا العدو يمكن هزيمته وليس كما كان يشيع القادة العرب ومنهم السادات بقوله ... عايزيني احارب أمريكا؟ ..... وأثبتت الحرب ان هذا الكيان اوهن من بيت العنكبوت كما قال السيد حسن نصر الله في بنت جبيل.

نتيجة هذا الفشل الذي مس الكيان الصهيوني في سمعته وظيفته في المنطقة كان لا بد من البحث عن بديل وكان هذا البديل مجربا في أفغانستان....وهو الوكيل الثاني ...
جماعات من الشباب المسلم وغالبا العربي تم اقناعها باسم الدين ان الحرب على سوريا هي حرب طائفية وتم التجييش لها بالفكر الوهابي والاخواني ... والا كيف ستقنع مسلما بقتل أخيه المسلم إلا إذا غسلت دماغه بأفكار تكفيرية اقصائية تحت اسم الإسلام والمذهب, ساعد في ذلك إعلامهم الاصفر الذي زور الحقائق وكذب وفبرك على مدار الساعة, كان كل هذا مقدمة للهجوم على سوريا العروبة .

تحت هذا الفكر المجرم وتحت شعار معاداة ايران  تم تدمير  معظم بلداننا العربية فقد دمر الحجر وقتل البشر وقتل المسلم أخاه وابن عمه وقريبه وجاره.
فلو اخذنا اليمن كمثال حيث الحوثي فيها, لم يكن الحوثي بيوم حليفاً لإيران بل هم الأقرب مذهبياً لاهل السنة, لكن رغبة السعودية والإمارات في نهب ثرواته وتركيع شعبه والسيطرة على قراره ومقدراته جعلها تشن عليه حربا ظالمة بشتى أنواع الأسلحة قادت الحوثيين للبحث عن حليف وجدته في ايران .
لم نسمع ان السعودية قتلت ايرانيا واحدا ولكن تحت شعار محاربة ايران ومعاداة الشيعة دمرت بلدانا عن بكرة ابيها وقتلت شعوبها ومنهم شعبنا اليمني العظيم المعروف بمواقفه الوطنية ودعمه الكامل للقضية الفلسطينية رغم ظروفه السيئة.

من أجل ممارسة كل هذا الاجرام  والظلم الذي لا يقبله عقل ولا دين كان لا بد من البحث عن غطاء وجدوه في الدين الوهابي التكفيري وتم برمجة عقول شبابنا وارسالهم إلى حتفهم ومن يعود سالما يتم اعتقاله وسجنه وتعذيبه .

 سلاحهم الوحيد لتحقيق هدفهم, هم الطائفيون والمذهبيون من ابناء جلدتنا الذين يجيشون المشاعر ويسعرون العواطف اما بالإعلام او بوسائل التواصل الاجتماعي أو الخطابة .  
فهل سنكون نحن دوماً وقوداً لهذه الفتن, التي يقول القاتل فيها الله واكبر  ويقول القتيل فيها اشهد ان لا اله إلا الله وأن محمدا رسول الله..... ام سنتقي الله في شعوبنا وبلداننا. 

المصدر: وكالات+إضاءات