كتب الأستاذ حليم خاتون:
الحدة في موقف السيد نصرالله من القاضي بيطار تحمل بالتأكيد أكثر من معنى...
من الأكيد أن لدى حزب الله من الإثباتات ما يكفي لإدانة القاضي بكل ما ذكره السيد حسن لأن السيد ليس من أولئك الذين يطلقون مواقف محددة وحاسمة دون الاستناد إلى معلومات مؤكدة...
ثم إن وجود جبهة من شاشات طحنون بن زايد ومطبوعات محمد بن سلمان تطبل للقاضي بيطار رغم ضعف الموقف القانوني في الكثير مما يفعله، وفي الكثير مما يجب أن يفعله، ولا يفعله... كل هذا يؤدي إلى الحكم على هذا القاضي بأنه ليس فقط مسيساََ، بل خاضع بالمطلق لجوقة الراعي جعجع في الزجل الرديء...
إذا كان لدى جريدة الأخبار ما يكفي لإدانة القاضي وفق ما صرح به الاستاذ ابراهيم الأمين في مقابلة مع الإعلامي جاد غصن، فمن المؤكد أن كل التفاصيل موجودة أيضاً عند حزب الله...
يميل المحللون الذين علقوا على كلام السيد أن الأميركيين يستعملون القاضي بيطار من أجل قلب المعادلات في الانتخابات اللبنانية القادمة...
يستبعد الاستاذ حسام مطر مثلا، أن تريد أميركا اندلاع حرب أهلية في لبنان، لأنها لا تزال تملك الكثير من النفوذ في هذا البلد...
وفقاً للأستاذ مطر، يقتصر هدف الأميركيين على انتزاع الأكثرية النيابية في الانتخابات القادمة من حزب الله وحلفائه حصراً...
هل موقف الأميركيين يحرص فعلا على عدم الوصول الى حرب أهلية في لبنان والاكتفاء بانتزاع الأغلبية البرلمانية...؟
ماذا عن مصالح اسرائيل؟
ماذا عن اغتيال الحريري؟
ماذا عن الرقص حول جثة لقمان سليم، الذي كاد يتحول الى قميص عثمان جديد؟
هل تعطي اميركا أو اسرائيل أية أهمية لحياة عملائها أو اتباعها في لبنان أو غير لبنان؟
التاريخ أثبت وفي أكثر من مناسبة أن إسرائيل قادرة على دفع الأميركيين دوما لاتخاذ مواقف حادة حتى لو أدى هذا الأمر إلى صعوبات بوجه الولايات المتحدة الأمريكية...
هل نشوب حرب أهلية في لبنان مصلحة إسرائيلية؟
بالتأكيد... ومن يقول العكس لا يعرف العقيدة الصهيونية ولم يتابع تاريخ الصراع منذ أن وطأت اقدام أوائل المستوطنين ارض فلسطين، ولم يتابع دويلة سعد حداد ولا دويلة انطوان لحد، ولم يسمعوا بما فعلته وتفعله إسرائيل في سوريا...
هذا ما حاول الصهاينة والأميركيون الوصول إليه في أكثر من موقف منذ ما بعد التحرير في أيار سنة ٢٠٠٠...
هل دفعت اميركا وإسرائيل القاضي بيطار إلى مواقف استهداف حزب الله، وكلنا يعرف مدى قوة نفوذ الأميركيين في الدولة اللبنانية بفروعها الثلاث، لا سيما، وخصوصا السلطة القضائية التابعة والمُنبَطِحة تماما أما طلبات السيد الأميركي الابيض...
هذا احتمال وارد جداََ...
القاضي بيطار لا يتحرك وحيدا...
من يتابع البطرك الماروني أو سفهاء حزب القوات من جعجع إلى شارل جبور إلى مي شدياق، يشعر بوجود خطاب واحد واضح يهدف إلى دفع الوضع اللبناني إلى أوضاع حدود انفجار الصراع الأهلي...
حتى من قلب حزب التيار العوني، تخرج تصريحات لا تختلف كثيرا عما يثيره حزب القوات...
ناجي حايك وزياد أسود ليسا الوحيدين اللذين يدفعان باتجاه تأزيم العلاقة مع حزب الله...
حتى آلان عون، يكاد يدفع الأمور باتجاه تعميق الخلاف الموجود فعلا بين التيار والحزب...
حتى أن مقالات صفراء كثيرة تخرج على مواقع التواصل الاجتماعي، تحمل هويات مذهبية أحيانا مارونية، وأحياناً أخرى شيعية تعمل على خلق هوة بين الطائفتين المارونية والشيعية في مهمة ليست على الإطلاق صعبة بفضل وجود أجواء ملائمة في بكركي وفي محيط الرئيس عون...
إذا كان الهدف مما يفعله القاضي بيطار هو الوصول إلى الفتنة والصراع الاهلي، فإن اسرع الطرق للوصول هذا الصراع، سوف تكون بالتأكيد القيام باغتيال القاضي بيطار نفسه وتلفيق تهمة هذا الاستهداف على حزب الله...
من الأكيد أن طارق بيطار يعرف أن كل ما يفعله هو بهلوانيات من دون موسيقى تصويرية ملائمة...
لكن الخطر عليه لا يأتي من الجهة المقابلة التي يحاول توريطها بقدر ما يأتي هذا الخطر من أولئك الذين يركن إليهم ويقوم بخدمتهم ولن يعرف الحقيقة إلا حين يشعر بالخنجر الذي سوف يطعنه في الظهر...