كتب الأستاذ حليم خاتون:
طرفان يصطدمان حتى الموت في مجلس الوزراء...
يقال إن الصوت علا بين وزير العدل ووزراء حركة أمل...
وصل التهديد إلى درجة "فلتسقط الحكومة، للقرد"...
القضاء مستعد لتفجير البلد بأوامر أميركية صريحة...
ليس المهم معرفة من فجر المرفأ؛ المهم العمل على إعادة بناء جدران الفوارق الطائفية...
باخرة المازوت حشرت جماعة اميركا في الزاوية في اختراق حواجز الطوائف... لم يبق أمامهم سوى إعادة تشييد هذه الجدران حتى لو وصل الأمر إلى حرب أهلية جديدة...
القاضي طارق بيطار الذي لبس كلسون سوبرمان الأحمر، تخطى كل المعوقات وضرب على الطاولة باسم العدل...
فعل حق، يراد به باطل...
في الجانب الآخر، لم يعد أحد يتحدث عن الخوف من الفتنة...
سوف يتم الرد على القاضي، ومن يقف وراء القاضي بكل ما يمكن تصوره اوعدم تصوره...
ما قام به القاضي أمس، وما خفي بين كلمات الوزير علي حسن خليل في مقابلة الميادين...
يعني أن هناك قابلية للذهاب إلى ما كان الجميع يحذر من الذهاب أليه يوم كان الشعب يطالب بمحاسبة الفاسدين الكبار...
القضاء الذي لم يتجرأ على ولو خطوة رمزية ضد المصارف وضد المصرف المركزي...
القضاء الذي لم يتجرأ على إصدار ولو مساءلة واحدة بسيطة في حق اي كومبارس من جماعة الفساد وسرقة المال العام وعرقلة الكابيتال كونترول وتهريب الأموال إلى الخارج...
القضاء الذي كاد ينقسم مع القاضية عون في تناحر بين أجنحة الفساد في السلطتين التنفيذية والتشريعية...
هذا القضاء خلع قناع العدل أمس، وحمل علماََ أميركياََ، وقرر أن النيل من المقاومة الذي لم يكن ممكنا عبر ملف الفساد، ممكن جداََ، عبر تفجير المرفأ...
تفجير المرفأ الذي كان أول من تواجد على مسرح جريمته لمسح ما يلزم، وتلفيق ما يلزم، هم المارينز الأميركي، والمظليون الفرنسيون...
صح النوم...
حتى دمية اميركا حميد كرزاي صرح بأن الأفغان كانوا يفاجأون بالمروحيات (الأميركية) ترمي السلاح ليلا في مناطق سيطرة داعش...
حتى وزير خارجية تركيا الأطلسية أدان قيام اميركا بنقل داعش إلى أفغانستان...
حتى أكثر الناس بساطة وغباءََ يعرف أن تفجير مسجد قندوز هو عملية أميركية بلباس داعشي لإشعال فتنة سُنًية شيعية في أفغانستان...
إذا كان القاضي بيطار ومن يقف خلفه في السلطة الثالثة وفي ما يسمى بالمجتمع المدني، وفي بعض دوائر الرئيس ميشال عون لا يعرفون إلى أين تتجه بهم الأشرعة الاميركية، فهذه مصيبة
أما إذا كانوا يعرفون ويسيرون في هذا الاتجاه بملء إرادتهم للوصول إلى الفيدرالية كما يبدو من كثير من التصرفات والتصريحات العونية، فالمصيبة أعظم
الطرفان اللذان يتواجهان في قضية المرفأ، هما جزء من النظام اللبناني...
الطرفان اللذان يتواجهان في قضية المرفأ، هما جزء مهم من السلطة الحاكمة في لبنان...
الطرفان اللذان يتواجهان في قضية المرفأ، مستعدان للذهاب إلى أقصى حدً في هذه المواجهة، حتى لو كان في ذلك انهيار الهيكل على رؤوس الجميع...
الجزء البسيط الذي يحاول تهدئة اللعبة، هو جزء من الفساد بالتأكيد، لكنه يحاول إنقاذ بنيان النظام...
في مسألة مواجهة الفساد والفاسدين، كان الجميع حريصا على عدم الضرب على الطاولة خوفا من الفتنة وسقوط البنيان...
جاءت اميركا ودفعت بهذا الاتجاه، والكل يسير عن رشد أو عن غير رشد...
أميركا اغتالت أحد اتباعها في لبنان رفيق الحريري ولعبت بالبلد كما تريد من اجل إغراق المقاومة... وفشلت...
يبدو أن اميركا قد فجرت المرفأ من أجل نفس الهدف، وهي اليوم تلعب بالبلد كما تريد ودائما أكثر من نصف البلد في جيبها، وأكثر من نصف السلطات والأجهزة الأمنية أيضاً، في جيبها...
الفساد كان صناعة أميركية لم تتم مواجهته، فانتقلت اميركا اليوم الى الخطوة التالية...
لمن لا يزال يعتقد أن بالإمكان السير على البيض وعدم كسره،
هناك طريقان لا ثالث لهما:
١- إما المواجهة.
٢- وإما المواجهة.
وكان الله في عون من لا عون له...