كتب الأستاذ حليم خاتون:
هذه الجملة تسمعها كثيرا من بعض الأميركيين البسطاء الذين لا يعرفون ماذا فعَلت حكوماتهم، وماذا تفعل الآن...
لا يعرفون هول الجرائم المرتكبة بحق الشعوب التي تكره اميركا والتي ترفع شعارات من مثل الموت لأميركا...
كثير من المجموعات البشرية يردد هذه العبارة...
أحيانا يكونون مظلومين فعلا كما حال الأفارقة والسود الذين لحق بهم ظلم تاريخي رهيب...
وأحيانا أخرى يكونون ظالمين كما هو حال الصهاينة الذين يعتبرون أنفسهم فوق المساءلة بمرسوم إلهي توراتي لا نعرف أصله من فصله...
سألت نفسي أمس هذا السؤال وانا استمع الى نانسي السبع وهي تحاور جنبلاطياََ على شاشة الجديد...
صرخت نانسي مستهجنة، حيث تبين "لها" أنه لا وجود حتى لقناصين في جريمة عين الرمانة...
افهم أن لا توافق نانسي على سياسة حزب الله، ولها ملء الحق أن تعبر عن قناعاتها كما تشاء... لكن بمنطق... وليس انطلاقاً من عاطفة الكراهية...
قليل من المنطق، يحيي قلب الإنسان...
سركيس نعوم إعلامي لا يتفق مع حزب الله في الكثير من الامور، لكنه يحاول قدر الإمكان، وغالبا ما ينجح في البقاء ضمن المنطق...
لكن أن تقول لنا السيدة نانسي أن المحجبة مريم فرحات فارقت الحياة بصعقِِ كهربائي مثلاً...
هنا يتساءل المرء عن مدى إنسانية هذه السيدة واحترامها للآخر الذي يختلف عنها... أو حتى عن احترامها لعقول الناس والمشاهدين...
حتى لو كانت نانسي شيعية، وهذا غير مهم، لا يحق لها تزييف الوقائع وبث السموم ضد محور المقاومة وهو ما يبدو أنه أصبح سياسة منهجية لشاشة الجديد، بعد التجديد...
أما زميلتها ليال سعد، فقد تفوقت على منطق نانسي السبع بأشواط...
بخفة "سطلنة" موصوفة، تساءلت السيدة أو الآنسة ليال عن هوية القناصين، في تبنِِ واضح لموقف القوات اللبنانية الذي يدعي أن قناصاََ من حزب الله هو من أطلق النار وتم بعدها تهريبه من المنطقة في سيارة "مفيمة"!!!.. على ذمة القوات طبعاً...
هم رأوا القناص ورأوا السيارة ال fumée...
منطق ليال سعد ومنطق القوات يضع احتمالاََ غير بريء أن حزب الله أطلق النار على نفسه وقتل أنصاره...
ولأن العزف المنفرد لا يجلب دوما مستمعين كثراََ، (تذوق الموسيقى المنفردة ليس له شعبية دائما)؛
ولأن السيدة ليال يهمها كثرة عدد المشاهدين استضافت السيد منير الربيع الذي كان سابقا يحاكي أهل المنطق في محاولة حبك ما يرويه بروابط قد لا تكون مرئية، لكنها تعطي تحاليله شيئا من الصدقية والترابط...
حوالي ساعة كاملة، نطنط فيها السيد منير بين التحليل الفرويدي حيناََ، وبين معزوفات مملة لطالما رددها الآذاريون ولم تعد تنطلي على كل من عنده عقل ومنطق...
سقطتان مقصودتان، مررها منير الربيع، بشيء من الخفة والكثير من الخبث، ولؤم الجارة (الحاقدة التي يملاء قلبها الاسود حسد لا يقل سوادََ)...
في المرة الأولى، حين حاول التلميح إلى أن الشيعية السياسية لجأت الى الاغتيالات...
وفي المرة الثانية حين المح بالفعل إلى أن حزب الله يخفي أمرا ما في المرفأ...
اين اللؤم في ذلك، واين الخبث؟
حين يطرح المرء أمرا... يرمي كلمة... ثم ينتقل فورا إلى قصة أخرى رافضا أي محاولة لمناقشة ما تم رميه وكأن لدى هذا المرء معلومات غير مكتملة ولا يريد الغوص فيها أكثر، لهذا السبب...
يكون هذا المرء كاذباً لئيما خبيثاََ كارها للآخر وكارهاََ للصدق والحقيقة مع ادعاء العفة والنظافة وهو بريء من الاثنتين..
رمى منير الربيع خلال ساعة من التحليل الذي استعمل فيها قوانين المنطق من أجل طعج الوقائع على الأرض؛ رمي كذبتين
الاولى في الإغتيال والثانية في الإنفجار...
نسي منير الربيع أن أصدقاءه الأميركيين والفرنسيين الذين يعرفون بالضبط ماذا حدث في المرفأ... لو كان لديهم ولو ممسك واحد على حزب الله لكانوا أقاموا الدنيا ولم يقعدوها...
أما بالنسبة للاغتيال...
هناك جواب واحد واضح...
من العار على رفيق الحريري أن تغتاله مقاومة...
المقاومات في التاريخ، لا تغتال إلا العملاء...
الذي يقول إن المقاومة اغتالت رفيق الحريري، هو يذم الحريري بالفعل، ويضعه في موضع العملاء...
هذا ما فعلته عائلة الحريري البيولوجية وعائلته السياسية حين ذهبت مع الأميركيين والسعوديين إلى ذلك البعد...
باعوا سمعة رفيق الحريري من أجل المال السعودي والخليجي والشركات التي ضاعت في النهاية حين غضب بن سلمان...
أما ١٤ آذار فقد باعت هذا الرجل وسمعته من أجل سلطة ما لبثوا أن فقدوها...
في جريمة الطيونة الكل ينتظر تحقيق الجيش... رغم أن الشفافية يجب أن تكون المعيار وليس على نسق طارق البيطار...
الكلام عن نصب كمين استفز بعض المتظاهرين وألقى عليهم الحجارة وجعلهم يدخلون في ذلك الزاروب، قد يكون صحيحا...
حتى لو كان المتظاهرون على خطأ، لا يملك اي كان الحق في إطلاق النار عليهم...
لقد تناول السيد نصرالله كل هذه الأمور بالحسبان وأدان كل الأطراف، المستفِزة والمستفَزة...
هكذا يكون الرجال...
أدان السيد الذي لا يريد منير الربيع الاعتراف به؛ أدان حتى الذين حاولوا التصدي بأنفسهم للقناصين...
السيد منير مصر على مسخ أو لوي أي موقف من مواقف السيد نصرالله وإعطاؤه البعد السلطوي لكي ينجح في الأخير في تثبيت نظرية الشيعية السياسية البعيدة كل البعد عن الحقيقة...
أكبر دليل على ذلك، تحقيق عدلي أعوج، أميركي الطبع والتطبع...
حتى حركة أمل، هذه الحركة ليست سوى شريكة للحريرية السياسية ذات الابعاد المذهبية المتعددة...
لا تزال السلطة في لبنان هي نفسها ذلك الخليط الهجين من لصوص الحريرية السياسية...
ما تحاول أن تفعله القوات اللبنانية، وما يحاول أن يفعله من يتبعها أو يدافع عنها وعن خياراتها...
ما فعلته نانسي وليال ومنير الربيع وغيرهم من الكارهين لمحور المقاومة أو المُباعين لطحنون بن زايد...
كل هذا يمكن الرد عليه فقط عبر إقامة جبهة وطنية عريضة تضم فقط القوى التي تتمسك بقيام دولة مدنية وقوانين وضعية مدنية للانتهاء مرة وإلى الأبد من كل الطائفيين والمذهبيين، وبناء دولة القانون فعلا...
دولة قوية عادلة لا تتبع اميركا وتقاتل إسرائيل حتى إرجاع آخر فلسطيني إلى أرضه وتحرير كل الأراضي والبحار والمياه اللبنانية، والغاز والنفط بالقوة، وليس عبر التفاوض مع أميركي اسرائيلي خدم في جيش الاحتلال ثم عينه بايدن وسيطا نزيها بيننا وبين العدو...