د. عامر الربيعي/ إشكالية المستقلين في العراق
ما يتم تداوله اليوم حول مجريات تدور خلف الكواليس تقوم على ضرورة احتواء المستقلين تحت اسم الكتل الكبيرة الفائزة في الانتخابات العراقية .
ننطلق لبيان موقع المستقلين في العملية السياسية القادمة من خلال طرح عدة اشكاليات وهي كالآتي:
1-ما هي المديات التي يمتلكها المستقلين من القوة والقدرة لغرض أحداث التغيير والايفاء بعهودهم لناخيبهم؟
2-هل يستطيع المستقل أن يتجاوز هذا الكم الهائل من الألغام- وبعض هذه الألغام كتل سياسية كبيرة مشاركة في العملية السياسية- التي وضعتها أمريكا والحلف الصهيوامبريالي امام تقدم عجلة العملية السياسية أو على الأقل ايقافها؟
3- ما هي طروحات وبرامج المستقلين للوقوف أمام خطط الحلف الصهيو- امبريالي من تقسيم العراق.*
4-مدى استقلاليتهم فعليا ، هل كانوا تابعين لكتل كبيرة في الماضي ، انشقوا عنها فيما بعد ، ليعلنوا عن أنفسهم انهم مستقلين ؟
من هنا نستطيع ان نقول مهما كانت قوة المستقلين فإنهم امام واقع عراقي يقوم على برنامج واضح وهو " طي صفحة المذهبية و داعش من خلال إسقاط رموز قيادات المذهبية، ليدخل العراق صفحة الداعشية العسكرية والتطبيع السياسي"
إذن موضوع احتواء المستقلين سيأخذ منحا ذو شقين ووفقا لنتائج الانتخابات والتي ستكون من فئتين :
الأولى : كتل وائتلافات وقيادات تحاول احتواء المستقلين لدعم مشروع الحلف الصهيوامبريالي في العراق القائم على حقائق ارضك يا صهيون من النيل إلى الفرات ، وحقائق تجفيف العراق وإهدار كل ثرواته الوطنية لصالح هذه الحقيقة الإمبريالية، وكل ذلك يتم تحت بند قديم هو نجاح تجربة البعث والمسار الإمبريالي في العراق.
الثاني : قوائم وائتلافات وقيادات ، تحاول احتواء المستقلين ، للوقوف بوجه مشروع الحلف الصهيوامبريالي، وخاصة وأن من بينهم من يمثل قوى قاتلت داعش ، فكونوا اتحاد تنسيقي لغرض الحد من قوة اندفاع الأدوات الداخلية الإمبريالية وطعن العراق الاتحادي من الداخل ، الوقوف بوجه تقديم مشروع تقسيم لعراق كخارطة طريق لأجل التطبيع ، ومنع إكمال إنضمام العراق تحت شعار الصهيوامبريالي ارضك يا صهيون من النيل إلى الفرات .
انا برأيي ان المستقل ، اذا كان لا يستطيع احداث التغيير ، فعليه الاتحاد مع قوى كبرى ، ويستطيع ان يفي بعهوده للعراق و لناخيبه من خلال الوقوف بوجه الحلف الصهيوامبريالي القائم على التطبيع كسياسة يراد ان يتحرك بها العراق في المرحلة القادمة .
وما احتلال داعش لنصف مساحة العراق ببعيد، فالمؤمن لا يلدغ من الجحر مرتين.
دكتور عامر الربيعي
رئيس مركز الدراسات والبحوث الإستراتيجية العربية الاوربية في باريس