كتب الأستاذ حليم خاتون:
من الغباء الإمساك بالأفعى من الذيل...
الأنياب والسّمُ موجودان في الرأس...
لم يكن الدكتور وديع حداد حاوياََ يتعامل مع أفاعي الأدغال...
فهم الدكتور، كما فهم الكثير من المناضلين الفلسطينيين منذ ستينيات القرن الماضي أن اميركا هي رأس الأفعى، هي رأس الإمبريالية...
فهموا أن الضربة يجب أن توجه إلى رأس الأفعى وليس فقط إلى الذيل...
الرد على إرهاب الدولة، يكون فقط عبر إرهاب هذه الدولة نفسها
"العين بالعين.. والسن بالسن..
والرأس بالرأس.."؛
كما قال الأمين العام للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، الأسير احمد سعدات...
بعد ستة عقود من النقاشات الحادة داخل الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، يتبين أن الدكتور الشهيد كان فعلا على حق...
ستة عقود ونحن نعاني من ذيل هذه الأفعى...
كلما قطعنا لها ذيلاََ، تفرع بدلا عنه أكثر من ذيل...
هذا الدرس حفظه الكثير من المناضلين المنتشرين في كل أنحاء كوكبنا...
قبل الدكتور الشهيد، وبعده...
أميركا أفعى، والأفعى لا تتعامل بمنطق الفروسية...
هكذا تم اغتيال الشهيد عماد مغنية في إحدى ضواحي دمشق... وهكذا تم اغتيال الشهيد قاسم سليماني، رغم ان الأعراف تمنع اغتيال المبعوثين...
لذلك، وفي نفس وقت ضرب الذيل، يجب ان يكون الرد الأساسي على رأس الافعى، على اميركا نفسها...
سمير جعجع ليس سوى أحد هذه الأذناب...
بل هو ذنب الذنب...
رفض جعجع المثول أمام العدالة وحاول وضع نفسه في نفس مستوى السادة...
هناك فرق كبير بين السيد وبين العميل...
هذا ليس كلاماً في الهواء... هذا منطق...
عندما يتهم المرء هؤلاء بالعمالة، يكون ردهم دوما انهم يعتبرون إسرائيل عدواََ... ثم يقومون بالرد على هذه التهمة بتوجيه اتهام للآخرين بالعمالة لإيران...
عبثا يحاول المرء إفهامهم أن الراعي الأساسي لإسرائيل التي يسمونها هم أنفسهم عدواََ، هي اميركا وبريطانيا والغرب عموما ومعهم الرجعية العربية، وان التعامل مع هؤلاء هو عمالة وبيع لمصالح الوطن...
دوماً، يعودون إلى قصتهم الاولى...
اتهام الآخرين بالعمالة لإيران...
عبثاً، يحاول المرء إفهامهم أن إيران هي العدو الوجودي لعدونا الوجودي وأن المنطق يقول إن عدو عدونا يجب أن يكون صديقاََ لنا...
لا يفهمون... أو بالأحرى، لا يريدون أن يفهموا...
التقاء المصالح بين الجمهورية الإسلامية والمقاومة هو التقاء مصالح وطنية وجودية وليس على الإطلاق مصالح مالية أو تبعية العبد للسيد، كما هو حال ارتباطهم بأميركا...
أمس استدعى القضاء سمير جعجع...
رفض هذا الأخير...
لن تستطيع أية سلطة في لبنان اعتقال سمير جعجع وقيادته مغفورا إلى قوس العدالة...
قبلها استدعى طارق البيطار علي حسن خليل...
رفض هذا الأخير الحضور...
لن تستطيع أية سلطة في لبنان اعتقال خليل وقيادته إلى قاضي التحقيق...
ما هو الفرق بين الحالتين؟
سمير جعجع ارسل مسلحين نصبوا كميناََ وأطلقوا النار على متظاهرين...
وقع سبعة شهداء وأكثر من ستين جريحاً
علي حسن خليل، بغض النظر عن ارتباطه العضوي مع منظومة الفساد الحاكمة، كان في حالة تفجير المرفأ، كما كل السلطة الفاسدة في لبنان بما في ذلك القضاء الاكثر فسادََ؛ كان بيروقراطياََ ملعوناََ، لا يهتم لتفاصيل حياة الوطن، لم يقم، كما لم يقم غيره، كما لم تقم كل السلطة، بما في ذلك أصدقاء طارق البيطار في القضاء وفي الامن، بواجبهم في متابعة الأمور حتى النهاية...
القاضي الذي استدعى جعجع يعرف أن كل ما يفعله هو تفنيص بتفنيص وأن رأس الأفعى لن تسمح بالنيل من ذيلها...
طارق البيطار طلب حضور أو إحضار علي حسن خليل في اكبر عملية تفنيص قضائي، هدفه حرف التحقيق عن المسار المنطقي، ومنع هذا التحقيق من التصويب على المجرمين الحقيقيين الذين جلبوا النيترات، أو المجرمين الذين سمحوا بإدخاله، أو الذين قاموا بإيصاله
الى من زرعتهم اميركا والغرب والرجعية العربية في سوريا، أو الذين قاموا بالتفجير لإخفاء كل جرائمهم السالفة، وتدمير بيروت ومحاولة لصقها بالمقاومة كما فعلوا قبلها في محكمة رفيق الحريري الهزلية في لاهاي...
سمير جعجع لا يعترف إلا بالقاضي طارق بيطار...
لماذا؟
لأن القاضي بيطار هو من يعمل لصالح إبعاد أية شبهة عن اميركا واليونيفيل والاطلسي، المسؤولين عن كل ما ورد اعلاه...
هو بالتالي سوف يمنع النيل من المجرم جعجع...
سمير جعجع ليس سوى أحد هؤلاء العملاء الصغار الذين يخدمون في آلة الإرهاب الأميركي...
الرد على سمير جعجع واجب...
لكن الرد الأساسي يجب أن يطال رأس الأفعى، أميركا...
من فوق التنف التي يحتلها الاميركيون، قصف الصهاينة على قوى حليفة لسوريا في تدمر...
من قلب التنف، ومن شرق الفرات حيث تحتل اميركا مباشرة أو عبر عملائها من أكراد الذيل، يتم إعداد الإرهابيين وإرسالهم لتفجير حافلة في دمشق أو عبوة في العراق...
هل يكفي الرد على هؤلاء العملاء الصغار من أمثال جعجع أو قسد أو الإرهابيين، ام يجب ضرب رأس الأفعى؟
هذه المرة وعدت غرفة عمليات حلفاء سوريا، ونفذت وعدها...
لكي لا تبقى ضربة التنف عملاََ يتيما، يجب استهداف الأميركيين اينما حلوا...
في سوريا، في العراق، في لبنان، في الاردن، في أية بقعة من الخليج... في اي مكان يمكن الوصول إليه...
تذكروا كيف دخلت اميركا تريد فرض نظام تابع لها وللكيان الصهيوني سنة ٨٢، بعد الغزو مباشرة...
لم يخرج الاميركيون...،
كما لم يخرج الصهاينة بعدهم، لأنهم تابوا إلى الله...
هربوا لأن أبطالاً، قاموا بتفجير مقر المارينز ومن بعدها، مقر المظلليين الفرنسيين...
هربوا لأنهم عرفوا أن أبطالاً ظهروا في لبنان لن يكتفوا بقطع الذيل فقط، بل يسعون إلى الوصول إلى الرأس نفسه، وجزً رقبته...
قبلها كانت ضربة عين الأسد التي بقيت يتيمة فترة طويلة...
كي لا تكون ضربة التنف يتيمة