كتب الأستاذ حليم خاتون: تتعدد الجبهات، والعدو واحد
فلسطين
كتب الأستاذ حليم خاتون: تتعدد الجبهات، والعدو واحد
حليم خاتون
6 تشرين الثاني 2021 , 09:58 ص
كتب الأستاذ حليم خاتون:  كأنها أحداث منفصلة تحدث في أماكن مختلفة، لكن شيء ما يربطها... هناك دوماً ضحايا... شيء ما يربط هذه الضحايا... أنه الفاعل... أنه هو نفسه... في كل الأماكن، نفس الفاعل..


كتب الأستاذ حليم خاتون: 


كأنها أحداث منفصلة تحدث في أماكن مختلفة، لكن شيء ما يربطها...
هناك دوماً ضحايا... شيء ما يربط هذه الضحايا...
أنه الفاعل... أنه هو نفسه...
في كل الأماكن، نفس الفاعل...
 نفس الاخطبوط/ التنين... 
له أكثر من رأس على ما يبدو، لكن أذرعه أكثر بكثير مما يمكن التصور...

في سجون فلسطين، يواجه أسرى الاعتقال الإداري أحد أكثر هذه الأذرع شراسة وعدوانية...
أنها الذراع الإسرائيلية...

قانون الاعتقال الإداري يعود إلى زمن الاستعمار البريطاني، حيث يحق لسلطات الاحتلال اعتقال أي كان دون توجيه أية تهمة، وتجديد فترات هذا الاعتقال إلى ما لا نهاية...

الهدف من هذا القانون، ليس محاكمة أفراد لسبب ما...

الهدف هو تنمية الشعور باليأس من إمكانية تغيير واقع الاحتلال ودفع الناس إلى الموت البطيء والخضوع والخنوع...

هذا ما كان يفعله البريطانيون في حق النشطاء والمناضلين الأيرلنديين في القرن الماضي...

جابه الأيرلنديون سياسة الاعتقال هذه بالإضراب عن الطعام، وسُمي هذا النوع من النضال بمعركة الأمعاء الخاوية...

لم يكن  المناضلون الأيرلنديون يعولون على إنسانية الاحتلال البريطاني لشمال أيرلندا، بقدر ما كانوا يهدفون إلى رفع معنويات شعبهم الذي استجاب فعلا إلى هذا النوع من النضال وجعل الأميركيين من اصل أيرلندي يتحركون لإجبار رأس الأفعى بالضغط على لندن لإلغاء هذا القانون اللا إنساني...  

في فلسطين، لا يستطيع المناضلون التعويل كثيراً على الأمة العربية النائمة بالتأكيد، كما لا يستطيعون التعويل على السلطة الفلسطينية المنبطحة تماما، كما لم يجري أبدا في التاريخ الحديث...

يذكرنا محمود عباس باستسلام الخليفة العباسي امام جحافل المغول غداة حرق بغداد الذي أفقد البشرية ثروة علمية وثقافية لا تعوض...

كما ركض الخليفة يومها من تلقاء نفسه بتسليم البلد والثروة وكل شيء لملك المغول، كذلك يفعل محمود عباس... يعطي حتى أكثر مما يُطلب منه... يريد أن يثبت مدى دونيته... كلب يموت من أجل السيد الأبيض...

في المقابل، وبعد عدة مرات من التنازل في آخر لحظة قبل استشهاد المناضلين المضربين عن الطعام، أيقن الصهاينة أنه لا خوف، لا من الأمة العربية النائمة نومة أهل الكهف، ولا من السلطة الميؤوس منها وغير المأسوف على موتها إن هي انتحرت...

في المقابل، تهدد الفصائل المجتمعة في غزة... بعظائم الأمور...

الإسرائيليون لم ينسوا معركة سيف القدس دفاعا عن الشيخ جراح... لكنهم لم يناموا على ما حصل كما يفعل العرب دائمًا...

عاد الصهاينة إلى تفكيك المناطق، ومعالجة كل منطقة في مرحلة محددة على حدة...

بدأوا مع أراضي ال ٤٨، وهي الحلقة الأضعف...
ضربوا في يافا، وتدرجوا حتى أعادوا إخضاع كل ال ٤٨، والفصائل تهدد، والاخ أبو عبيدة يرعد... ولم يحصل شيئاً...

انتقلوا بعدها إلى سلوان، وحصل ما حصل، ولم يرى المرء ألا قنابل صوتية لم تقدم ولم تؤخر في أفعال الاحتلال شيئاً...

قبل يومين عادوا يضربون في الشيخ جراح...
أيضا لا حياة لمن تنادي...

بين اللحظة واللحظة سوف يبدأ شهداء معركة الأمعاء الخاوية بالسقوط، وكل ما استطاعت الجماهير تقديمه، هو الطلب إلى سلطة رام الله الذليلة الخانعة الخائنة العميلة بإيقاف التنسيق الأمني...

الاخ مصطفى البرغوثي يريد من الميت أن يعود إلى الحياة...

يا اخ مصطفى... خلص...
هذه السلطة باتت لا تختلف عن الإحتلال نفسه...

دعوتك لها لوقف التنسيق الأمني لن يوقف العمالة، بل سوف يزيد الأوهام عند الشعب الفلسطيني بأمكانية توبة العميل...
العميل الذي قتل حتى أبو عمار الذي مشى بالتسوية...

كل كم يوم تطلق فصائل غزة صاروخا تجريبياََ على بحر غزة حتى مل البحر نفسه من هذه التجارب...
هناك في غزة.
هناك في فلسطين، تصبر الفصائل في وقت صار فيه الصبر سكوتاََ يعادل الجريمة...

يا أخي، ما لكم لا تنتفضون؟

يقول السيد محمد حسين فضل الله أن الضعيف قد لا يستطيع تغيير المشهد، لكنه بالتأكيد يستطيع تكسير الديكور...

يا اخي قوموا بتكسير الديكور...
على الاقل، قوموا بشيء...

بلا نحيب ولا بكاء...
في يدكم إشعال كامل الشرق الأوسط...
إلى الجحيم بهذا العالم إذا لم نستطع أن نعيش بكرامة وحرية في وطننا...

ماذا تنتظرون؟
ظروف أفضل...؟

يا حبايب، خلص... 
طريق السودان الذي أقفله منذ وقت طويل عمر البشير ومعه الإخوان بعد قبض الثمن من الخليج، ختمه برهان وحميدتي بالتطبيع الكامل مع الاحتلال...

إذا كنتم تنتظرون أن يأتي الإيراني ليقاتل بدلا عنكم، انتم واهمين...

صحيح أن فلسطين هي مركز الصراع، لكن أهل مكة أولى بالقتال من الأنصار...

قوموا أو ارقدوا تحت النير جيلا آخر...

في العراق، أكثر من ذراع...
هناك أكراد وعرب عراقيون عملاء، وعرب عراقيون تكفيريون... 

وسط كل هذا، تجد فصائل الحشد الشعبي تبكي مجداََ، أضاعته بنفسها يوم لم تجد أن العدو الواحد المتحد يحتاج إلى قيادة مركزية واحدة متحدة...

طمعوا بالسلطة، كل يريدها لنفسه حتى حطت في حضن الكاظمي وأمثاله...

يوم زحف الجيش الشعبي الصيني في كل أنحاء البلاد لطرد المحتل وعملائه، كان (ماو تسي تونغ) يحذر مقاتليه دائما من الفساد واستعداء الناس...

كان يقول لهم انهم السمك وان الجماهير هي الماء لهذا السمك...

ماذا فعلت فصائل الحشد حتى انفض الناس عنها...

حسناََ، هناك تزوير جرى... هذا صحيح... موافق معكم...

لكن التزوير جرى لعشرة، لعشرين، لثلاثين مقعد...
انتم حاربتم داعش وانتصرتم،
لو كنتم فعلا حسينيين في تعاملكم مع الجماهير، والله لكانت هذه الجماهير اعطتكم الدنيا وليس بضع عشرات من المقاعد التافهة في برلمان أكثر تفاهة...

انتم استجبتم لنداء السيستاني، في وقت الخطر الشديد المحدق بالعراق، ثم وقفتم وكأن الزمن توقف بكم هناك...

الثورة لا تتوقف.
الثورات التي تتوقف... تموت...

هذه ليست نظرية تروتسكي في الثورة الدائمة، ولا نظرية الامام الخميني في تصدير الثورة...
هذه حقيقة التاريخ الأبدية...

تخرجون اليوم في مظاهرات...

الحمد لله على السلامة...
عساكم قمتم من النوم أخيراً...

في سوريا ذراع التنين خليط أيضا من أكراد وعرب سوريين وأتراك أفسدوا الخلافة مع سليم الاول وها هم يعيدون الكرة في تدمير الإسلام مرة أخرى مع أردوغان والإخوان "المسلمين" الذين يخونون قضية فلسطين قبل كل صلاة وبعدها، وقبل كل يوم صوم وبعده، ثم يقسمون أن قلوبهم مع الشعب الفلسطيني، لكننا نرى بأن العين أن سيوفهم ومالهم عليه...

صحيح أن الحرب على سوريا كانت كونية...
صحيح أن الأميركيين أتوا بشحمهم ولحمهم إلى بلاد الشام...

لكن لا يوجد عذر على الإطلاق لتأخير تفجير الشرق الأوسط...

صحيح أن الحرب في سوريا كسبناها بالصبر والبال الطويل...
لكن سوريا قادرة هي أيضاً على تكسير الديكور...

سوريا وإيران هما القوتان اللتان عملتا على هزيمة ٥٠٠الف جندي أميركي في العراق حتى انسحب من هناك يجر أذيال الخيبة قبل أن يعود ومعه داعش بفضل عدم إكمال عمل كان لا بد من إكماله...

أجل، النصر ليس نهاية المطاف.
النصر هو البداية...

النصر يعني أن تبدأ ببناء دولة، وتستعد لعودة المهزوم للانتقام، خاصة أذا كانت حريتك تناقض مصالحه...

هذا ما لم نفعله في العراق...
وأكبر دليل هو استقالة عادل عبد المهدي بمؤامرات من إخوانه في الحشد أكثر مما هو تآمر من الأميركيين عليه...

اليوم في سوريا، نحن منتصرون...
ما بالنا نتلقى الصفعات ولا نرد...

ما هي التنف قياسا على ٥٠٠ ألف جندي كانوا في العراق وهزمناهم؟

في لبنان، مصدر كل الانتصارات،٨٣... ٩٣... ٩٦... ٢٠٠٦.
انتصرت المقاومة وأهدت النصر إلى العملاء من ضمن من أهدت النصر إليهم...

إذا أنت أكرمت الكريم ملكته،
وإن انت أكرمت اللئيم، تمردَ

الحمدلله أن الله يرأف بنا ويحفظ لنا المقاومة ضمن الخط الثوري...

تتطور المقاومة ببطء، لكنها تتطور إلى الأمام... على الأقل حتى اليوم...

على الأقل، لم يدخل إليها الانتهازيون، وإن كانت هي تتمسك بهم دائما إلى جانبها ليكونوا حلفاءََ لها...

اليوم لبنان يواجه الذراع السعودية بالإضافة إلى أعداء الداخل...

إذا أرادت المقاومة ربح معركة الداخل، لا تستطيع الاستمرار في السير على هذا الطريق الضبابي.

كلنا نعرف أن هم المقاومة هو في دحر الصهاينة...

لكن شاءت المقاومة ام ابت، المعركة المهمة اليوم هي في الداخل اللبناني.

الكرامة والعزة والعنفوان...
كل هذا مهم، ومهم جداََ...

صحيح أنه ليس بالخبز وحده يحيا الإنسان، لكن الخبز هو أيضا من مقومات حياة هذا الإنسان...

لا تستطيع المقاومة الإستمرار هكذا...
هي القوة الرئيسية في المجتمع اللبناني، وهذا يفرض عليها واجبات...

هي تأسر الجماهير خلفها... أقل الإيمان أن تحسن توجيههم إلى طريق الطهارة التي لا يمكن أن يمشي عليها الباقون، خاصة "حلفاء الهدم والنجاسة"...

لا تستطيع المقاومة الإستمرار في بيع الناس اوهاماََ بإمكانية أن تصلح السلطة نفسها بنفسها...

نحن لسنا في اليمن، حتى تكون المسألة الوطنية هي وحدها الطاغية وحيث الإيمان هو المسيطر وحيث النصر قاب قوسين...

نحن في لبنان، على حدود فلسطين...

نحن في لبنان حيث قامت السلطة بنهب الأموال وتهريبها إلى الخارج..

نحن في لبنان، حيث الطبقة السياسية بمعظمها تابعة للإمبريالية وتتشارك في التآمر على البلد كل يوم وكل ساعة...

لا تتحدثوا عن الفتن وتخيفوا الناس منها...

علموا الناس كيفية النضال لوأد هذه الفتن...

الفتن يمكن وأدها بالبرنامج الصالح والتنفيذ الصالح لهذا البرنامج...

صحيح انكم لبنانيون تتأثرون بما حولكم...
لكن المطلوب منكم أن تكونوا ملائكة الفقراء...

أذا أردتم الانتصار في فلسطين فإن طريق القدس تعبر في كل العالم العربي وفي كل زاوية من لبنان...

إبدأوا النضال من أجل بناء دولة قوية عادلة مقاومة حرة سيدة مستقلة في لبنان... وألا... مصيركم لن يختلف عن مصير الفصائل النائمة في غزة والعراق.

ابدأوا ببرنامج لجبهة وطنية عريضة تاخذ السلطة في لبنان وألا سوف تنتهون في سجون غوانتانامو أو في رومية في احسن الاحوال...

آن لصبر الساعة أن ينتهي...
أمس قرر الكثيرون المشاركة في الانتخابات...

لكن الانتخاب هذه المرة هو على أساس برنامج واضح...

لا تريدون أخذ السلطة...
على الأقل ادعموا من يستطيع قيادة التغيير في سلطة هذا البلد

لا تتكلموا عن الإنهيار... هذا يعرفه كل طفل في لبنان...

المطلوب مواجهة الانهيار... وليس توصيفه...

المواجهة صعبة صحيح، لكن ممكنة إن صدقت النوايا...

بضعة إجراءات تحتاج إلى رجال في القوانين الجزائية...

هل صعب إلغاء الضرائب عن كل من لا ينتج كفاف يومه...؟

هل صعب فرض الضرائب التصاعدية على كل من ينتج أكثر من الحد الأدنى المطلوب للعيش...؟

هل صعب وضع اليد على أملاك الدولة وفرض الغرامات على من قام باستغلالها عشرات السنين دون مقابل...؟

حتى الدولار...
يمكن تثبيته بقوة القانون والأمن والقيام بتسييل الذهب وسحب كل التريليونات من الليرات الفائضة التي طبعها رياض سلامة ونثرها في السوق...

رياض سلامة هو من اسقط الليرة لتحجيم خسائره وخسائر المصارف...

هل صعب تأميم كل مصرف لا يدفع ما عليه..؟

على الأقل ابدأوا بالمصارف التي 
ليس لها على الدولة ديون ، وبالرغم من ذلك ترفض إرجاع أموال المودعين...

ألا ترون أنكم بصبركم ، إنما تصبرون على المؤامرة التي جرت والتي لا تزال تجري...؟

انتم محظوظون لأنكم كلما اهدرتم فرصة، يهبكم الله فرصة أخرى...

القرداحي اليوم، هو فرصة لا تعوض للتخلص من كل الأوساخ التي اصريتم على الاحتفاظ بها...

إلى الجحيم بالسعودية...
إلى الجحيم بأي خليج يريد أن يمشي مع السعودية...
إلى الجحيم بحكومة ميقاتي ومعه سعد وجنبلاط وكل ١٤ آذار ومن يمشي معهم من ٨ آذار...

قوموا بعمل واحد يرضي الله ورسوله والمؤمنين...
قوموا ببناء هذه الدولة قبل أن يقع الهيكل على رؤوس الجميع وانتم معهم...
                     

المصدر: مموقع إضاءات الإخباري