كتب الأستاذ أسد غندور:
تعيش امتنا منذ عدة سنوات حالات من الفوضى والحصار والفتن والحروب الداخلية وكل انواع الشر.
لبنان، بحالة من الفوضى والانهيار والحصار وغياب الدولة.
سوريا، حصار وحروب متنقله وأتهجير ودمار ومعاناة.
مصر، حصار اقتصادي وتلاعب بالمواقف الاستراتيجية والتفاف عليها من عدة دول، ومحاولات لزرع الفتن، و كسر ارادة الجيش العريق تنظيما وارادة.
ليبيا، فتن، وانقسامات وحروب متنقلة بغياب سلطة موحدة ، ونهب لمواردها.
تونس، مخاض عسير، وصراع ضد قوى الشر الذين امتدت مخالبهم لتنهش وتسرق وتدفع البلد الى الغرق في وحول التأخر والانبطاح.
الجزائر، محاولات متكررة لاعادة انتشار الفتن ،حصار، وعدم استقرار.
المغرب، تطبيع مع العدو، فوضى في الداخل، صراع على الصحراء ، انقسام وشرخ وطني عميق.
موريتانيا، تقلبات وعدم استقرار .
السودان، فوضى، وصراع داخلي، وعسكر يحاول فرض ارادته ، وتقسيم، والدفع الى التطبيع.
الصومال، انهيار اقتصادي وجوع وتمزق.
اريتريا، عزلة، وانهيار وتحويله من دولة تطمح بالتحرر والتقدم الى اداة بيد الخارج.
اليمن، صراع عليها عمره الاف السنوات، عدم استقرار،حرب ابادة وتدمير وتجويع، الا انها بقيت عصية على اي امكانية للاحتلال.
الجزيرة العربية، تسلط واستبداد ونهب لخيراتها واعادتها الى ماضي قديم وسيطرة يهودية عنصرية.
الامارات، تطبيع وزحف امام احلام العدو لبناء قاعدة جديدة له في المنطقة تكون مسرحا لاطلاق كل اعماله التجارية واللصوصية .
بحرين، لعبة بيد الحركة الوهابية، وكابيرية لأل سعود وكل الهتكه.
قطر، قاعدة اميركية تنطلق منها كل وسائل الدعم لأليات المؤامرات على شعوب المنطقة.
اردن، مكشوف ومهدد وغارق بين احضان كافة الدول الاستعمارية
عراق، حصار وفتن وانقسامات وانهيارات وتمزق.
وتبقى فلسطين، تواجه اعتى عصابات الاحتلال والاستيطان والقهر والقتل والتشريد .فلسطين العروبة والنضال والمقاومة...فلسطين الرمز والهدف والغاية ....والامل.
من المسؤول عن هذا الوضع المتردي، عن هذا التأخر الاجتماعي والسياسي والاقتصادي والبنيوي.
من جعل الامة ،كل الامة لعبة تتقاذفها الدول من مختلف الاتجاهات.
لماذا لم تقم حتى الان حركة تحرر عربية تقدمية وازنة وقادرة على قلب الطاولة والدفع لوقف الانهيارات اولا، وكسر قيود الخارج، واحداث نهضة فكرية وثقافية واجتماعية وسياسية وتنموية.
اما ان الاوان لنا ان ننهض من كبوتنا العميقة، ونكشف العار الذي يلفنا من كل جهة، ومواجهة كافة التحديات التي تحدق بنا ؟
اما ان الاوان ان نتخلى عن ذواتنا الضيقة ونترفع الى ارقى العلاقات فيما بيننا ، ونوحد جهودنا، ونكافح معا في خندق واحد ولمسارات واحدة وبتطلعات موحدة ، ونرسم صورة اخرى لمستقبل، ننتظره على مدى عقود، خال من كل الازمات والانهيارات والاحتلالات والتدخلات والمؤامرات ،ونزرع البسمة والفرح في قلوب اطفالنا...؟