كتب الأستاذ حليم خاتون: هل يضطر حزب الله لمواجهة السعودية، وحيداً؟
عين علی العدو
كتب الأستاذ حليم خاتون: هل يضطر حزب الله لمواجهة السعودية، وحيداً؟
حليم خاتون
8 تشرين الثاني 2021 , 21:55 م
كتب الأستاذ حليم خاتون: ربما تستحق السعودية فعلا الشكر لأنها تدفع الأمور في كل شيء إلى الأقصى... ليس فقط في التطبيع، وفي معاداة الفلسطينيين، بل أيضا في لبنان... لم تترك السعودية للبنانيين "ستر

كتب الأستاذ حليم خاتون:

ربما تستحق السعودية فعلا الشكر لأنها تدفع الأمور في كل شيء إلى الأقصى...
ليس فقط في التطبيع، وفي معاداة الفلسطينيين، بل أيضا في لبنان...

لم تترك السعودية للبنانيين "ستر مغطى" يسمح لهم بالخضوع لها دون أن يمشوا عراة حتى من ورقة التين...

وحدهم المرتزقة لا يخجلون مما يطلق عليهم من صفات العهر السياسي، يمشون وراء بن سلمان يلتقطون ما تيسر يزينون بها السيادة التي مسح السعوديون بها الأرض على صفحات عكاظ...

قد يستغرب المرء من هذا العدد الهائل لهؤلاء الزاحفين خلف بن سلمان...
عادة ما يخجل الناس من التغني بالتبعية والتحلي بالإهانات... لكن للبنان خصوصية خاصة جداً هي باختصار "اللا أنتماء" الوطني...  واللهاث وراء المال...

في الساحة المسيحية يتسابق سمير جعجع وسامي الجميل في تقديم الولاء والطاعة لدولة خادم الحرمين الشريفين...

خلفهم يمشي العونيون بتأنِِ، وشيء من الندم...
آخر النادمين عند العونيين كان المؤلف الموسيقي، انطوان صفير على ما أذكر...
الموسيقي الذي افتتح مطعما في السعودية قبل أن "تربيه" المخابرات وتعلمه أن "العين لا تعلو فوق الحاجب"...

يحاول العونيون ارسال الرجاء تلو الرجاء إلى السعودية، علها ترفق بحالهم وتسمح لهم بالمضي معها مع شيء ولو بسيط من السيادة... لكن محمد بن سلمان لا يقبل معه إلا  عبيداََ كاملي الأوصاف...
لا مجال لأنصاف عبيد...

عند المسيحيين، وحدهم المردة أثبتوا أن في لبنان رجال...

وحده الوزير السابق والرئيس المقبل سليمان فرنجية أثبت أن بين زعماء الموارنة من يرفض لغة الذل والعبودية...

لكن المأساة الحقيقية، ترقد في الطائفة السنية...
الطائفة التي لطالما كانت درع  العروبة في لبنان، وجدت نفسها يتيمة يرفسها محمد بن سلمان برجله ويجبرها أن تكون تابعا ذليلا لسمير جعحع...

الذي يرضى بالذل مرة، سوف يحمل وزر هذا الذل طيلة حياته...

لم يتعلم سعد الحريري أن الحياة وقفة عز...
لا هو، ولا اي من قيادات المستقبل عرفوا الكرامة يوماً...

حتى السنيورة الذي يكاد يكون "ورق تواليت" عند السعوديين لم يخجل وينتحر بدل الذل...

تحول تيار المستقبل بكامله إلى أقل من "ورق تواليت" يركض خلف بن سلمان طمعاََ في نظرة من نيرون الرياض...

امتدت الضربات لتطال الإخوان المسلمين الذين دخلوا في غيبوبة، فمنهم، من يحاول التفتيش عن غطاء فلسطيني، ومنهم من يفتش عن غطاء تركي، ومنهم من يصر على السير خلف السعودية رغماً عنها...

العروبيون السنة بشكل عام مالوا باتجاه المقاومة الإسلامية إلا من بدأ السقوط منذ فترة، حيث ختمها أسامة سعد بإحدى أسوأ السقطات الممكن تصورها...

أسامة سعد، شقيق الشهيد مصطفى سعد، وابن الشهيد معروف سعد، رأى في كلب ترامب ممثلا له في القومية العربية...

لم يكن ينقص الأستاذ أسامة إلا أن يعلن تل أبيب عاصمةََ للعروبة...

الشيعة أيضاً منقسمون... 
لا يزال الرئيس بري على صمته، وكذلك قيادات حركة أمل...

حتى في انتخابات الجامعة اليسوعية كان اعتماد الحركة الورقة البيضاء وقوفاً غير مباشر إلى جانب القوات بدل مساندة التيار العلماني الذي رغم الحرب ضده استطاع الفوز بمعظم الكليات...
حتى حزب الله الذي اختار الانكفاء في هذه الانتخابات، أثبت مرة أخرى أنه غير مستعد لكسر الصيغة الطائفية للمجتمع اللبناني، والوقوف إلى جانب العلمانيين ضد الصهاينة العرب..

من المؤسف فعلا أن لا يقف الثنائي الشيعي مع العلمانيين رغم أن الدولة المدنية هي من مبادئ السيد موسى الصدر الأساسية في البنيان اللبناني...

لكن الحمدلله أن السعودية لم ترض ولن ترضى بأية تسوية مع حزب الله، مما سوف يجبر الحزب على الذهاب الى التصادم مع محور الشر الأميركي الذي تمثل السعودية أسوأ صوره...

من حسنات الموقف السعودي أنه وصف الطبقة الحاكمة في لبنان بالأوصاف التي تستحقها فعلا، وإن كان هذا الكلام وصف يراد به باطل... فالنظام السعودي   ليس من النبل والأخلاق والوطنية بشيء...

بل هو أحد أسوأ الأنظمة التي لا تزال تعيش في القرن الواحد والعشرين رغم أنها أسوأ من أنظمة ما قبل القرون الوسطى...

ربما الدروز وحدهم هم غير المنقسمين في هذا البلد، حيث أن كل الأطراف الدرزية تقريبا تلهث وراء المصالح التي تربطها بهذا البلد الخليجي أو ذاك...

الإشكالية الوحيدة ربما هي أن وليد جنبلاط الذي اعتاد القيادة في فريقه يجد صعوبة في السير وراء سمير جعجع بطل المجازر  بحق الدروز في حرب الجبل...

إضافة إلى أن وليد جنبلاط بات أكثر حذرا في الوقوف بوجه حزب الله بعدما خذله الاميركيون والغرب أكثر من مرة...

عموما، ما يحصل مع اللبنانيين اليوم حصل مع الفلسطينيين وسوف يحصل أكثر لأن بن سلمان خاضع بالمطلق للصهيونية العالمية...

هذا حصل سابقا مع المصريين وبدرجة أقل مع الأردنيين...

لذا يمكن القول إن حكام الرياض ليسوا سوى مجموعة من شذاذ الآفاق العنصريين الذين يشبهون عبداََ وجد نفسه فجأة في موقع السلطة فراح يتعاطى مع الاحرار بإذلال عله ينتقم من العبودية المغروسة في عقله الباطني...
                         

المصدر: مموقع إضاءات الإخباري