إسراء الغريب الذبيحة, بلا ذنب قتلت, خرجت مع خطيبها وشقيقته ليتعرفوا على بعض أكثر فكان العذاب والموت بإنتظارها, قتلتها عائلتها الجاهلة المتخلفة حفظاً على "الشرف" لأنا نشرت صورتها مع خطيبها وشقيقته على الانستجرام, بعد ذلك ثار المجتمع على بشاعة الجريمة
(كم إسراء غريب بيننا....)
هبوا من كل صوب ليدعمواقضيتك، ويتعاطفوا مع وجع روحك التي استسلمت بكل هدوء ، وانسحبت من جنون هذا العالم ودمويته وقسوته.
بكوالأجلك، وصرخوا لأجل معاناتك...
ودافعوا عن نبض قلبك ،وعن حقه بالإستمرار بالنبض ...
وبظل هذا الكم من العنفوان والجنون...
صوت يشجب وآخر يستنكر ...
وشخصية تطالب بالحقوق واخرى بالحماية....!
بكل مكان ،صوتك ،اسمك ،صورتك يحاصروني أينما ذهبت....
وحدي أنا أدرت وجهي عن صورك، وأقفلت أذناي عن سماع صراخك،
فأنا أضعف من أن أسمعه...!!
وحدي أنا ، أزعجني صوتهم المدافع بقوة ...!
وأزعجني صراخك ...!
وحدي ،انا تسللت بهدوء ،
وحرصت ان لا يراني أحد وانا أتسلل ، وهربت من حصارك لي بعيدا بزاوية ما...!
واغمضت عيوني، وبشدة دفنت رأسي بين يداي وحاولت ان أغط بنوم عميق حتى ينتهي هذا الكرنفال المجنون .....!
وتمنيت ان تصيبني حالة اغماء ؛ لساعة...ليوم...لشهر...لسنه...
لحين تنتهي القصة والفزعة وتمسي وألمك وصراخك في طي النسيان ،واسمك بأرشيف الحوادث ،
قصة فتاة كانت يوما على قيد الحياة مرت من هناااا..!!!
فأعذريني على هذا ولكن لا لشيء ......
فقط لأنني بيوم ما
كنت سأكون أنتي ....!!!!!
بقصتك ...
هزمتي في داخلي باقي ما تبقى من فتات احلام ،كنت سرقتها ذات ليل حالك ،بارد ،وقاسي ،وعنيف !
بقصتك..
قتلتي في أعماقي بقايانَفَس سرقته
ذات يوم- دموي - وهربت ،وركضت بعيدا،
بالرغم من كل شيء ، ما زلت أعلن أني هنا ...
(على قيد الحياة )....
مهما خطوا من حروف وأغدقوا من مشاعر ...
وحدي أنا أحس فيكي وبشعورك بتلك اللحظات،
وحدي انا عندما أسمع صراخك ، أعلم علم اليقين كيف بين صرخة وصرخة يوجد ملحمة بطولية، ولحظات صراع للبقاء على قيد الحياة ،لا يعلمها إلا من كان تحت الإعتداء....!
وحدي أنا --وقليل من النسوة-- اللواتي حالفهن الحظ بأن سَرَقَ ما تبقى من العمر-بالوقت البدل الضائع - ومنحهن الحياة ،لينقذهن وإياني من إرتدادات واقع وعادات وتقاليد وبيئة وفكر عفن وحق كاذب و ملوث ، وموروث بالي بقوامة الذكر على الأنثى ،
أعطى للذكر كل الحق ليسلب الحياة وليقرر أنه صاحب الكلمة الاولى والاخيرة،و
له الحرية المطلقة أن يعبث بعداد العمر ، ويأرجحه بين إستمراريته أو عدمها...
بين بداية أو نهاية....
لا لشيء فقط لأنه خلق ذكر وخلقت هي أنثى...
ونحن بمجتمع أعطى للذكر ، مالم يمنحه للأنثى...!!!!
(فالرفق بالقوارير) ليست من أدبياته،
فهي تحطم رجولته وتسيء لها (بثقافته)
وتجرح كبرياؤه....
و( هي كائن بشري ) بذات الأدبيات بالنسبة له مجرد جسد فارغ لا تملك حق الفكر والعقل والتفكير والتدبر، هي الضلع المكسور التي بكل فرصة تسنح له سيزيدها كسرا.
وحدي أنا وإياهن ، حالفنا الحظ أكثر منك ومن غيرك (للأسف) وبقينا على قيد الحياة ، لا لشيء فقط لكي نشعر
ما قيمة الوقت ...
وما قيمة النفس...
وما قيمة الحياة....
وما قيمة النبض ...
وما قيمة أن تبقى أسماؤنا في سجل الأحوال المدنية إسم و رقم وطني ، ولم نسجل بسجل الوفيات....!!!!
وحدنا رأينا الموت أمام عيوننا ،
يوم كانت أجسادنا تصارع للبقاء، ويوم كانت الساعات تتمرجح بين نهاية عمر أو ولادة عمر من جديد ...
يوم كان الموت يتربص على عتبات عمرنا يريد أن ينقض ويفترس فينا الحياة...والعذر والحجة والكذبة جاهزة (لوحة العادات والتقاليد والموروث بإطار الشرف)...!!!!
صغيرتي ...
أنا متأكدة من شعورك عندما صفعك أول صفعة ؟ كنتي تظني أنها الأخيرة ، وأعلم أنك حينها لملمتي بقايا نفسك ،وتمالكتي قوتك ، لتنظري له بعيون مليئة بعتب الاخت وبكبرياء ممزوج ببعض الإنكسار :
" أنا أختك...كيف لك ان تتجرأ ..."
فأنتي كنتي له السند والأم الحنون ، يوما ....
تألمتي من أجله حين تألم،
وبكيتي من أجله حين فارق حبيته ،
وبكيتي من أجله حينما خطف الموت صديقه ،
ووقفتي لجانبه ودافعتي عنه حين غضب والدكي منه ،
وفرحت له يوم نجاحه ، وأعددتي له وليمة يوم دعى أصدقاؤه ، وغسلتي قميصه ، ورتبتي سريره، ومسحتي حذاؤه، ليكون هندامه جميل أمام أصدقاؤه ، فذلك كان يشعرك بالفخر والسعادة من أجله، وأعطيته نقودك التي إدخرتيها لنفسك يوم إحتاج هو لنقود و...الخ
وكنتي تظني أن بهذه الصفعة ستنتهي القصة، وستذهب تحت بند العتب الممزوج، بقليل من الغضب ، وبكرامتك التي تستهجن كيف يصنع هذا .....!!
مالم تتوقعيه أنه بغروره الذكوري لم يكتفي بصفعة ولا بثانية ولا بثالثة ... ولا بقبضة ولا بأخرى...
وانه كالبركان الذي إنفجر دون سابق موعد ...صب حمم حقده وكرهه وغله على جسدك النحيل ..
وأنتي تحاولي الهروب من ذات اليمين وذات واليسار ...لكن قبضته أقوى ويداه أضخم وأسرع ، ومنظر الدم الأحمر يتطاير من جسدكي بعد كل قبضة، بكل مكان وأنتي..
بين الوعي واللاوعي تحاولي أن تستوعبي المنظر وما يحدث...
وأنتي لا حول ولا قوة ، سوى حنجرة تلم قواها وتستنجد وتصرخ ، حتى ولو بطير صغير يفرد جناحه ويحلق ويخطفكي محلقا بعيدا ،
فالألم يشتد شيئا فشيئا ...
ويعلو الشعور به ، وتصلي حد الإختناق من شدته...
تتألمي مع كل ضربة هنا وضربة هناك...
حتى يصل إحساسك لمرحلة أن يتخدر فيكي كل شيء ويصبح الإحساس معدوم ...
لم تعد الأطراف تحس بشيء ولم يعد الجسد قادر عل أن يشكو من شيء ...
لحظات عرفتي ماذا يعني موت الإحساس وفقدانه ....
لحظات وعرفتي ماذا يعني اللاشعور....
ماذا يعني موت الجسد وإن كانت الروح صامدة تقاوم ....
وحده النفس يستنجد ...
بين شفيق وزفير ...
والحياة تنتظر وتتربص، لتقرر إستمرارية الحياة أم إعلان نهايتها....
بين نبض ونبض ....
يبدأ قلبك الصغير الذي يرفرف كالطير الذبيح ،بالعد التنازلي ليعلن توقفه ...
هل يستسلم ويتوقف عن الخفقان ..
أم هنالك بقايا أمل بعمر جديد...
لربما إستمر بضربك وأنتي منهكة و تسألك روحك بحيرة وخوف وحزن:
هل سنستيقظ على شروق الشمس من جديد....؟
هل إن عدنا للحياة سنتشبث بكل ما هو جميل ...؟
وسنغني للفرح والأمل...وقليلا للحب ...!!
وهل سنضحك لإبتسامة طفل ..؟
ونفرح لرؤية قوس قزح ...؟!
ونبتهج لسقوط حبات المطر ...؟!
وسنغني ...!!
هل سنكمل قراءة ديوان الشعر الذي لم يكتمل ..
وسنكمل بقايا خربشات خطها القلم ذات مساء....
هل سنتابع نشرة الأخبار ونعبر عن قناعاتنا و إنحيازنا لفكرة ما وقضية ما ....
أم أننا سنلم ذكرياتنا وآلامنا ونسير بموكب جنائزي محمولين....؟!
ويح المفاجآت ...
لم نودع الوردة التي زرعناها ....!
ولم نستئذن من عصفور الصباح أنه لم يعد متسع من الوقت لسماع تغريده...؟!
ولم ننهي اللوحة التي رسمناها ...؟!
لحظات وستطفيء الحياة أنوارها ..
وترحل...!
وسنترك كل ما هو جميل خلفنا ونمضي ....وبلا وداع.
ربما كانت أمك بتلك اللحظات تحاول أن تنقذكي وربما صديقة وربما بقايا أهل.....الخ
لكن لا حول ولا قوة...
وحدك من تشعرين بتلك اللحظات أنك طفلة لا حول لها ولا قوة ...
وحدك تشعري كم هي طويلة الدقائق ....
وكم هي بطيئة عقارب الثواني وثقيلة ... وستحقدي عليها ...
وستلعني الوقت ألف مرة ..!
وحدك ستصرخي مستنجدة بأمك : ضميني ...!
حوطيني بكل ما أوتيتي من قوة...! وحاصريني....!
لفي جسدك حولي كقلعة صلبة تحميني ....!
فالنبض بدأ يتسلل إليه الكسل شيئا فشيئا...!
والجسد بدأ يضعف ويستسلم ولا يقوى على المقاومة...!
والنفس بدأ زفيره وشهيقه يتجهزوا إعلان لحظة الإستسلام ، وصوت النفس ينخفض شيئا فشيئا...!
والصوت أصبح أكثر إختناقا ،
فقط نفسي تسمع صراخ نفسي أمي أنقذيني...!
و عيونك تبحث بزوايا العتمة علها تلمح طوق نجاة، تبحث علها تلمح شخص ما غريب ينقذكي .. ...!
حتى وصلتي لنقطة الإستسلام ...
جسد هامد....نبض كسول ...صوت مخنوق ...أنتي بقايا إنسان ...بقايا عمر وبقايا روح... بقايا جسد متعب ومرهق لا حول له ولا قوة ....
طفلتي ...لقد حالفني الحظ ان أحيا وأقاوم من جديد ...هل تعرفي ما الذي أقاومه؟!
أقاوم
كل ليلة - بأحلامي - كوابيس الإنقضاض على عمري ...!!
تارة أنتصر وتارة أنهزم ، وأستيقظ على صوت مخنوق ، وجسد مقيد
أقاوم
كل يوم خوفي على نبضي ، وخوفي على الشهيق والزفير في أنفاسي وإستمراريته !
أقاوم
ذلك الإحساس بأنني إنتصرت على الموت؛ لكنه قد يرجع مرة أخرى ليأخذ بثار هزيمته ...
فيقتلني هذا الإحساس خوفا و رعبا فأقاومه !
أقاوم
فكرة أن العمر قد يسرق بلحظة ..
أقاوم
ضعفي وإنهزاميتي بحقي المشروع المسلوب، بأنني إنسان له فكره ،وقناعاته ، وعقله ، وإختياراته ...!!! ويحاربوه.
أقاوم
ذاك العنفوان بداخلي بأنني لن أعلن إستسلامي ولي حق ، ويجب ان أتحلى بالشجاعة وأعلن رفضي بصوت مرتفع
لا للعنف على أي أنثى ...؟!!!
ولكن خوفي وجبني يقيدني فأمسي شخصية مستسلمة مهزومة و ضعيفة ...
أقاوم مجتمع لم و لن ينصفني...
و ألسنته التي لن ترحمني.....فهي تنصفه وتبرر له ، فهم شركاء بالفكر العفن المتوارث والمتخلف وإنحيازهم للقاتل ضد الضحية من البديهيات . فلأنثى جسد مكره ، له وظائفه ....
أقاوم..
للحفاظ على أبسط حقوقي:
أن أحيا ...!!