كتب الأستاذ حليم خاتون:
هل صدف أن حضرتم زفافاََ تلبس فيه العروس ثوباً اسودَ..؟
رغم الاعراس على قنوات المقاومة، رأيت الشام أمس تستقبل قاتل أهلها وخائن شعوبها ومغتصب عرضها...
لا تزال الشام تلتحف السواد حدادا على من سقط في عشرية النار التي أشعلها تحالف يمتد من عرب الذل في الخليج، مرورا باردوغان ووصولا الى كل تلك العواصم الكالحة في الغرب الإمبريالي...
ارتدت الشام أمس ثوبها الأسود وهي لا تستطيع الابتسام في وجه عبدالله بن زايد...
إنه ليس قناعاََ...
إنه نفس الوجه الحقيقي لمصاص الدماء الذي خرج إلى الشرفة مع ترامب ونتنياهو وذلك الصعلوك البحراني، يحتفلون بذبح الضحايا في بلاد الحرية والنضال...
هل تذكرون وجه دراكولا وهو يحمل صكوك الإذعان لسرقة القرن تحت قيادة ترامب ونتنياهو...
بعضهم يقول معزياََ...
إنها الحياة...
هكذا هي علاقات الدول حيث لا عواطف دائمة، بل مصالح دائمة...
المصلحة تقتضي العض على الجراح، واستقبال القاتل وكأن شيئاً لم يكن...
المفروض أن لا تحدث هكذا أمور إلا في المسلسلات التركية البائسة...
تباََ لهذه الحياة أذا كنا سوف ندفن موتانا ونسمح للكلاب أن تمشي في شوارع الشام مزهوة أنها "نفدت" بأفعالها...
لا والله لن تكون الشام إلا مقبرة لكل هؤلاء... والعربان قبل غيرهم...
أحد الأصدقاء علق خائفاً من دوحة ثانية يجري التحضير لها، فتذهب تضحيات ملايين السوريين والعراقيين واللبنانيين الذين هبوا دفاعا عن أرض الشام وعرض أهلها...
ماذا عن أرض أصل العرب...؟
ماذا عن اليمن الذي حولوا سعادته إلى حداد...؟
أليس هو القاتل نفسه...؟
اين هو المحور؟
اين وحدة المحور؟
هل ابتلعتم كلماتكم عن وحدة النضال..؟
هل تذكرون الدوحة واحد...
يوم ذهبت المقاومة إلى تلك الإمارة المسخ وسلمت الأمور لحليفيها اللذين عقدا صفقة كرست دولة الطائفية والمحاصصة في لبنان، وجعلت من ميشال سليمان وفؤاد السنيورة زعيمين مخلصين للأمة... هل تذكرون!!!!؟؟؟؟
يسقط الشهداء، وننتصر في المعارك... ثم يأتي القاتل مبتسما، فنقول له عفا الله عما مضى... وبيننا من يسلمه زمام الأمور...
يبتسم القاتل لمدى سذاجتنا...
هو هُزم؛ هو لم يأت إلا لأنه هُزم.
بدل أن يأتي صاغرا تنفذ فيه أحكام القصاص الوطني والثوري ويُقطع رأسه ويعلق على ساحات دمشق التي ارسل إرهابييه لقصفها...
يتم استقباله بالأحضان...
على المنار وعلى الميادين نكد ضد فريق ١٤آذار...
يحتفلون لأن رعاة ١٤ أتوا إلى الشام...
على القنوات الاخرى خيبة أمل... يشعرون باليتم... في النهاية هم ليسوا إلا أدوات مُباعة أو مأجورة...
اتركوا المظاهر جانباً...
انا اليوم حزين...
انا حزين لأنهم ما أتوا صاغرين رغم هزيمتهم...
انا اليوم حزين لاني دفنت أطفالا ونساءََ ورفاقا وابطالاََ قتلهم هذا السفاح...
يخرج من يقول لي أننا مضطرون للقبول بشيء من الصلح...
انا حزين...
لكن غضبي يفوق حزني...
أنا غاضب من نفسي، وغاضب من القيادات التي تسامح...
إذا نحن سامحنا اليوم، سوف يعيدون الكرة...سوف تكون هناك جولة قادمة...
سوف يرسلون آلافاََ من جاهلية ابن تيمية...
ألا تعرفون أن كتابات هؤلاء الجهلة التكفيريين لا تزال منتشرة في بلاد الكفر الإعرابي كله..؟
أنهم من نفس جنس السنيورة وجنبلاط...
جنس الأفاعي والعقارب التي تلدغ حتى لو ترتكتها لحالها...
قد لا تجدون غداً من يتبعكم إذا
أنتم تنازلتم اليوم...
قد فعلها مجنون ليبيا يوماََ...
أمّن للغرب ومعسكر الخيانة العربية...
فرح لأنهم قبلوا به في صفوفهم...
حتى القذافي الأبله لم يستطيعوا قبوله، فانقلبوا عليه...
فهل سوف يقبلون الكبار الكبار الذين قاتلوا ورفضوا الذل والاستسلام...
إنها ليست إلا الخديعة الكبرى...
"أناديكم، أشد على أياديكم..."
واقول لكم...
لا تسامحوا.. لا تسامحوا...
لا تسامحوا...