قال أحمد ناجي الباحث بمركز “مالكوم كير– كارنيغي للشرق الأوسط في بيروت”، وتتركز أبحاثه على الشؤون اليمنية، إنه لم تكن التصريحات التي أدلى بها جورج قرداحي قبل تعيينه وزيرًا للإعلام وانتقد فيها الحرب التي تقودها السعودية في اليمن السبب الرئيس وراء الأزمة الدبلوماسية المستعرة بين لبنان وبعض دول الخليج.
وأوضح “ناجي” في مقاله التحليلي بمركز “كارنيغي“:”بل السبب الأساسي يعود للدور الذي يلعبه حزب الله في اليمن .وتابع أنه في أعقاب انتشار تصريحات قرداحي، قرّرت السعودية سحب سفيرها من بيروت وطرد السفير اللبناني لديها.
لتُضاف هذه الخطوة إلى قرارها السابق بحظر استيراد كل المنتجات الزراعية اللبنانية إلى أجل غير مسمّى اعتبارًا من أبريل الماضي بعد العثور على كمية من حبوب الكبتاغون مُخبأة داخل شحنة رمّان من لبنان.
هذا وحذت البحرين والكويت والإمارات حذو السعودية عبر اتّخاذ إجراءات مماثلة.
وفيما شكّلت تصريحات “قرداحي” ذريعة لتبرير الخطوات الخليجية، إلّا أنها بدت متعمدة. وجسّدت استياء السعودية من هيمنة حزب الله في لبنان والدور الإقليمي الذي يلعبه بالنيابة عن إيران.
وتابع ناجي في تحليله: السؤال الرئيس المطروح اليوم: لماذا تتّخذ السعودية خطوات تصعيدية تجاه لبنان بينما عداء حزب الله للمملكة ليس بالأمر الجديد؟.
ليجيب:”لا شكّ أن أحد الدوافع يتمثّل في المساعدة التي يقدّمها حزب الله للحوثيين في هجومهم المتواصل على محافظة مأرب الغنية بالنفط. والتي تُعتبر آخر معاقل حكومة الرئيس عبد ربه منصور هادي المدعومة من السعودية في مناطق الشمال.”
ويُشار في هذا الإطار إلى أن أنصار الله سيطروا خلال الأسابيع القليلة الماضية على مناطق في جنوب المحافظة وأحرزوا تقدّمًا باتجاه مدينة مأرب.
وقد اتّهمت وسائل إعلام سعودية حزب الله بتوفير الدعم العسكري للحوثيين.
هذا وترى الرياض أن سقوط مأرب في الوقت الحالي سيضعها أمام تهديدَين رئيسَين.... يتمثّل الأول في تعزيز نفوذ الحوثيين بشكل كبير. ما يقلّل بالتالي احتمال قبولهم بأي تسوية سياسية لا ترقى إلى الاعتراف بسيطرتهم الكاملة على اليمن.
ويكمن التهديد الثاني في أن بسط الحوثيين سيطرتهم على المناطق الحدودية المتاخمة للسعودية، قد يسمح لهم ولإيران عمومًا باستخدام ورقة اليمن للضغط على المملكة في المستقبل.
في خضم هذه الأزمة ـ وفق ناجي ـ يكتسي سؤالان أساسيان أهمية قصوى بالنسبة إلى لبنان.
أولًا، هل ستستمر المحادثات السعودية الإيرانية التي تستضيفها بغداد في ظل الظروف الراهنة، أم ستتأثر سلبًا بالتطورات الأخيرة على الجبهة اللبنانية؟.
وهل يؤدي التصعيد السعودي الأخير تجاه لبنان إلى إحراز تقدّم على الساحة اليمنية. بحيث تشترط المملكة التوصل إلى تسوية مع الحوثيين مقابل تراجعها عن التدابير التي اتّخذتها بحق لبنان؟
ثانيًا، كيف يمكن أن تؤثر نتائج معركة مأرب على لبنان؟.
في حال انتصر الحوثيون، ستمتدّ من دون شك العزلة التي تفرضها دول الخليج على لبنان، أقلّه ريثما تتوصّل السعودية إلى اتفاق مع الحوثيين، الأمر الذي قد يستغرق وقتًا طويلًا.
أما إذا منع الحوثيون من السيطرة على مأرب، وسارت المحادثات في عمان على قدم وساق، فقد يؤثر ذلك بشكل إيجابي على الوضع في لبنان.