رحل المخرج الذي أحبّ فلسطين \ مها البوسليمي
فلسطين
رحل المخرج الذي أحبّ فلسطين \ مها البوسليمي
مها البوسليمي
12 تشرين الأول 2019 , 20:17 م

شوقي الماجري.. رحل المخرج الذي أحبّ فلسطين

Image result for ‫صور المخرج التونسي شوقي الماجري‬‎

من قال أنّ المقاومة هي فقط حمل السّلاح والنّزول لأرض المعركة للدّفاع عن الوطن؟!!. 

حتّى القصيدة التي يكتبها شاعر لوصف الظّلم الذي يتعرّض له الإنسان مقاومة والأغنية أو الموسيقى التي تصف القهر والعنف والميز العنصريّ ضدّ الإنسانيّة مقاومة, فما بالك إذا كان العمل هو للحديث عن القضيّة الفلسطينيّة؟.

 شخصيّة اليوم هي مخرج يجلس في الكواليس خلف الكاميرا لتصوير قضيّة شعب، القضيّ الأمّ، فلسطين, شخصيّتنا هو المخرج التونسيّ العربيّ شوقي الماجري، ولد الماجري بباب سويقة بتونس العاصمة عام 1961، درس في المدرسة الإبتدائية " نهج المشنقة" ثمّ الدراسة الثانويّة بالمعهد الصّادقيّ ثمّ سافر لبولندا لدراسة الإخراج تحصّل خلالها على الماجستير.

أخرج شوقي الماجري العديد من الأفلام القصيرة وبعدها سافر لدمشق حيث بدأ مشوار النّجاح مع العديد من النّجوم السّوريّين والعرب، فكانت" إخوة التّراب" و" تاج وشوك" و" الأرواح المهاجرة" و" أبناء الرّشيد" إلى " الإجتياح", الذي يعدّ نقلة نوعيّة في مشوار شوقي الماجري, المسلسل حمل من خلاله المخرج تفاصيل القضيّة الفلسطينيّة إلى العالميّة, فإستحقّ جائزة" إيمي", وحصد إعجاب الملايين من الجماهير العاشقة لفلسطين، تدور أحداث الفلم, حول إجتياح الصّهاينة لمدينة رام اللّه, وحصار كنيسة المهد وبيت لحم وجنين.

حمل شوقي الماجري هموم الإنسانيّة إلى أعماله من جديد، فأخرج" مملكة النّمل" الفيلم الذي يصوّر فيه تفاصيل مقاومة الشعب الفلسطيني للمحتلً الذي إغتصب أرضه وشرّده للمنافي والمخيّمات وما تحمله هذه اليوميّات القاسية من صور للقتل وهدم البيوت.

صحيح أنّ هذا العمل أخذ ثماني سنوات من عمر مخرجه حتّى أبصر النّور بسبب الإنتاج، فالأعمال ذات الطّابع الإنساني الملتزم لا يحبّذها المنتج عادة خوفا من ضعف الإيرادات، الفيلم من إنتاج التًونسيّ المرحوم نجيب عيّاد.

كان شوقي الماجري مثالا للمخرج الملتزم بقضايا أمّته، حتّى أنّ ملامحه الحزينة تظهر مدى إرتباطه المباشر بهموم هذه الأوطان التي عبّر عنها في أعماله. أكيد أن تاريخ السينما والدراما العربيّة لن ينسى يوما روائع شوقي الماجري المخرج الذي أحبّ فلسطين، فألتزم بقضيّتها حتّى رحل.

مها البوسليمي

المصدر: وكالات+إضاءات