قبيلة هوازن عتيبة من اهم واكبر القبائل العربية قديما وحديثا ومنهم بنو سعد قوم حليمة السعدية مرضعة رسول الله تربى رسول الله بينهم وتعلم الفصاحة حيث ابناء هذه القبيلة الى اليوم من أكثر العرب فصاحة وبيان
ومنهم حكيم العرب دريد بن الصمة الذي حاول بحكمته ان يجنب القبيلة القتال مع رسول الله في يوم حنين ولكن مالك بن عوف أخذ القبيلة ومواشيها ونساءها ليقاتل فهزموا بعد ان كادوا ينتصرون حين اعجبت المسلمين كثرتهم وفروا ولم يثبت الا رسول الله وعدد قليل من بنوهاشم والمهاجرين والأنصار قال الله تعالئ
(وَیَوۡمَ حُنَیۡنٍ إِذۡ أَعۡجَبَتۡكُمۡ كَثۡرَتُكُمۡ فَلَمۡ تُغۡنِ عَنكُمۡ شَیۡـࣰٔا وَضَاقَتۡ عَلَیۡكُمُ ٱلۡأَرۡضُ بِمَا رَحُبَتۡ ثُمَّ وَلَّیۡتُم مُّدۡبِرِینَ)
[سورة التوبة 25]
وقد أطلق رسول الله اخته من الرضاعة بعد ان وقعت في الأسر وعاشت حليمة عليها السلام مع الرسول مابقي من عمرها في المدينة ودفنت في البقيع
وما لا يعرفه كثيرون ان هوازن كانوا بصف الامام علي بن ابي طالب في معركة صفين ضد الأمويين فقد ورد في السير ان زعيم هوازن أنذاك ابن الطفيل اتى أمير المؤمنين (علي) عليه السلام وهو في صفين وقال:
((يا أمير المؤمنين نبأتنا ان أشرف القتل الشهادة وأحظى الأمر الصبر وقد والله صبرنا حتى اصبنا فقتيلنا شهيد وحينا ثائر فأطلب بمن بقي منا ثأر من مضى. فإنا وإن كنا قد ذهب صفونا وبقي كدرنا فإن لنا دينا لا يميل به الهوى ويقينا لا يزحم الشبههة وأثنى عليهم علي عليه السلام وكانت كل قبيلة تقاتل جيش الأمويين يوم لوحدها
ففي الخميس قاتل عامر بن واثلة في كنانة
وقاتل يوم الجمعة عمير بن الحاجب بن زرارة في بني تميم
وقاتل يوم السبت قبيصة بن جابر في بني أسد
وقاتل عبدالله بن الطفيل في هوازن يوم الأحد وفي ذلك يقول الشاعر:
حامت كنانة في حربها
وحامت تميم وحامت أسد
وحامت هوازن يوم اللقاء
فما حام منا ومنهم احد
لقينا قبائل انسابهم
الى حضرموت وأهل نجد
لقينا الفوارس يوم الخميس
والعيد والسبت ثم الأحد
وأمدادهم خلف أذنابهم
وليس لنا من سوانا مدد
فلما تنادوا بأبأئهم
دعونا معد ونعم المعد
فظلنا نفلق هاماتهم
ولم نك فيها ببيض البلد
ونعم الفوارس يوم اللقاء
فقل في عديد وقل في عدد
وقل في طعان كفرغ الدلاء
وضرب عظيم كنار الوقد
ولكن عصفنا بهم عصفة
وفي الحرب يمن وفيها نكد
طحنا الفوارس وسط العجاج
وقنا الزعانف سوق النقد
وقلنا علي لنا والد
ونحن له طاعة كالولد
..ومن المعلوم ان القبائل العدنانية كان اغلبهم مع علي عليه السلام والقيسية من حضرموت ونجد مع الجيش الأموي وكان يطلق على يوم الجمعة (العيد)
ومن بقي في الحجاز من هوازن عاشوا في نفس منازلهم التي كانت في الجاهلية جنوب الطائف وشرقه وشماله الى قرب مكة وشمالآ الى حدود بنو سليم وغطفان (مطير)
وفي زمن تركي بن حميد خرج بعدد كبير منهم الى نجد ودارت بينهم وبين القبائل الاخرى معارك طاحنة كان الانتصار حليفهم في أكثرها رغم انه احيانا تجتمع قبيلتين وثلاث لأبعادهم عن مواقع المياة والكلا ويعودون منهزمين
ومع ذلك كان اسلامهم معتدل لا يحبون الاعتداء بل يقمعون العدوان..
وظلوا على مذهب اهل الحجاز في ذلك الزمن وهو المذهب الشافعي وكان اهل نجد يكفرون اهل الحجاز وقصيدة يا سابقي صكو عليك القبائل تبين انهم قاتلو في معركة دخنة مجموعة لا تربطهم قبيلة ونسب وانما تيار ديني وجماعة وصفهم بانهم قطع صيرمية اي قساة وانهم تروجن بينهم بالشلايل
وكذلك في وقعة طلال كانت عتيبة ليست داخلة في دعوة محمد بن عبدالوهاب وقصيدة شليويح العطاوي تؤكد ذلك ويرجح أن انضمام بعض بطون عتيبة للدعوة النجدية ممن كانوا في تجد كان في زمن زعيمهم (سلطان بن بجاد)الذي عاش قرب الدرعية في بعض الهجر كالغطغط وتأخى مع الدويش الذي كان في الأرطاوية والكل يعرف قصتهما من البداية للنهاية بدء من مشاركتهم في المعارك ضد ابن الرشيد والشريف في الحجاز حتى أنتهاء دورهم بعد معركة السبلة في عهد الملك عبدالعزيز
١)قصيدة تركي بن حميد عن معركة دخنة التي حدثت عام 1274هجري وله قصائد أخرى سمع مرة الشيخ العودة احداها وكانت عن الصلاة فبكى ندمآ على تكفيرهم لهم لان مدرسة العودة كانت ولازالت تكفر من لا يتبع الدعوة النجدية
٢)قصيدة شليويح العطاوي يصف بصدق معركة(طلال)حدثت عام 1290هجري
قامت الدولة السعودية الأولى التي عام 1744 و أستمرت الى عام 1818على الفكر الديني للشيخ محمد بن عبدالوهاب الذي حاول نشر مبادئة في جزيرة العرب في القرن الحادي عشر الهجري وما كان لها أن تنتشر لولا ذلك التحالف الذي قام في الدرعية عام 1139 هجري بينه وبين محمد بن سعود..
فقد كان فكر الشيخ محمد بن عبدالوهاب مرفوض حتى من والده ومن اخيه (سليمان)الذي قال له يا أخي لقد اتيت بدين جديد وبقى أن تصرح وتقول أن كل من يخالفك كافر مشرك..
وكذلك كان هذا الفكر مرفوض من أمراء وحكام القرى والبلدات النجدية التي نشاء فيها أبن عبدالوهاب كالعيينة وحريملاء ومرفوض أيضاََ في كل أقاليم جزيرة العرب بما فيها الحجاز والأحساء وفي الشمال وفي الجنوب
لكن هذا الفكر وجد قبولا عند أمير الدرعية أنذاك (محمد بن سعود) حيث تحالف الشيخ والأمير واعطى الشيخ للامير السعودي بيعة لازالت سارية المفعول رغم مرور أكثر من 400 عليها
وبمجرد ان حصلت تلك البيعة أصبحت الدرعية بنظر الشيخ دار الأسلام وكل من هو وما هو خارجها دار شرك وكفر فكانت اول المعارك في الجنادريه حيث تم تم التوسع بهجوم مباغت وتم للسعوديين قتل اغلب من كان يسكن ذلك السهل القريب من الرياض من البدو وتعتبر الجنادرية اليوم أحد أهم معالم مدينة الرياض وأحياءها
ويحتفل السعوديين والشيخ بن عبدالوهاب بذلك النصر وأشهر العرضات التي لا زال يغنيها السعوديين ويرقصون فيها بالسيوف
((الحمد لله جت على ما تورى....
يا سيدي سمعا وطاعة))
تعود لذلك التاريخ
وقد دب الرعب في القرى والمناطق التي سمعت عن معركة الجنادرية وتوسعت تلك الدولة الناشئة "التي رأى الشيخ انها الدولة الأولى والوحيدة التي تطبق الأسلام وكل ماعداها في العالم الأسلامي دول ومناطق ملوثة بالشرك" وضمت حدودها في عهد عبدالعزيز بن محمد بن سعود وابنه سعود أغلب أجزاء الجزيرة العربية بما في ذلك شرق الجزيرة العربية والحجاز
ولا زالت الأمارة في المملكة العربية السعودية بيد أمراء من أسرة ال سعود والمناصب الدينية يتقلدها أشخاص من أل ابن عبدالوهاب ويطلق عليهم أل الشيخ
وقد انتهت الدولة السعودية الأولى بسقوط نجد وعاصماها الدرعية بيد القوات العثمانية التي أتت من مصر بقيادة ابراهيم باشا عام 1818
وفيما يلي بعض اهم الاحداث الداخلية التي حصلت في زمن الدولة السعودية الأولى:
مقتل حاكم بلدة العيينة الذي ذكرنا انه لم يستجيب لدعوة الشيخ قد وردت هذه الحادثة في الصفحة97 من تاريخ نجد لأبن غنام بهذا النص:(يقول محمد بن عبدالوهاب أن حاكم العيينة عثمان بن معمر (مشرك/كافر)فلما تحقق المسلمون من ذلك تعاهدو على قتله بعد انتهائه من صلاة الجمعة وقتلناه وهو في مصلاه بالمسحد في رجب1163هجري
ومن الأحداث ايضآ *غزو الاحساء عام1198هجري
ومعركة العدوة مع قبيلة شمر عام1205هجري حيث أتهمت قبيلة شمر بالردة عن الاسلام كماذكر المؤرخ ابن بشر
ومن الأحداث غزو عبدالعزيز بن محمد بن سعود لقبائل عتيبة وكانوا لم يدخلوا في الدعوة النجدية وهزيمة جيش الدرعية وسار اليهم بعد ذلك أبنه سعود وكانوا في الحرة في الحجاز عام1210ومعهم بعض من قبيلة مطير وقتل في هذه المعركة احد شيخوخ عتيبة ويدعى( ابو محيور )
وكانت قبيلة عتيبة انذاك حجازية ولم تتمدد في نجد وانما تصل في بعض الاحيان الى أطرافها للرعي
اسس تركي بن عبدالله الدولة السعودية الثانية عام1818 هجري على انقاض الدولة الأولى التي استمرت إلى عام1891 وتسمى بالإمام وكان عمر تلك الدولة ثلاثة وسبعون عام حافلة بالغزو والصراعات منها غزو قبيلة عتيبة عام 1274 بعدما توسعت هذه القبيلة في نجد ونزلت في مواقع معروفة بكثرة المياه والمراعي فاراد عبدالله بن فيصل بن تركي ابعادهم من نجد ودارت بينهما معركة دخنة وهو نفس المكان الذي دارت فيه معركة داحس والغبراء في الجاهلية وتقع دخنة الان ضمن منطقة القصيم وشاركت جميع القبائل والحضر من أهل قرى نجد والقصيم وحائل والعجمان من يام مع ابن سعود ضد قبيلة عتيبة وانتصرت عتيبة في هذه المعركة التي وصفها تركي بن حميد في قصيدته المشهوره
(يا سابقي صكو عليك القبائل) بانها معركة مع عدة قبائل ليس لديهم رحمة ولا صلة قرابه تعاونوا على العدوان..
وفي عام1280 للهجرة اي بعد معركة دخنه بسنوات أعاد السعوديين غزو عتيبة وهجموا على الروقه من عتيبة وكانوا على ماء يقال له طلال وانهزم جيش السعوديين الذي وصفه شليويح العطاوي العتيبي فقال:
(جانا سعود مسير بجنوده معه الدويش ولمةالبداوي
ومعه سبيع واهل العارض وصبيان يام وبيرق القصماوي
هم ثمانية الاف8000 عداد جموعهم
بلوى وربي يدفع البلاوي
وحنا800 عداد جموعنا
لا ش اجنبي معنا ولا برقاوي)
وتسمى المعركة وقعة طلال وقد سقطت الدولة السعودية الثانية بعد ذلك بسبب النزاعات الداخلية وكثرة اعمال الغزو والصراعات..
مع بداية القرن العشرين أستعاد الملك عبدالعزيز مدينة الرياض وأسس سلطنة نجد والحجاز وتم نشر الدعوة النجدية السلفية داخل حدودها عبر المشايخ ورجال الحسبة والقضاء ولدى بعض سكان جزيرة العرب ولدى بعض السكان من اهل السنة في بعض الدول العربية والاسلامية حتى خارج جزيرة العرب ..
وهي الدولة السعودية الثالثة المعاصرة التي أنعم الله عليها بثروات نفطية هائلة ودانت اكثر القبائل للمدرسة النجدية الدينية حيث اصبح احفاد الشيخ محمد بن عبدالوهاب يتولون الوزارات والمناصب الدينية ومعهم اجيال من مشايخ هذه الدعوة ....
ولازال احفاده يتولون العديد من المناصب الدينية مثل وزارة الأوقاف وحتى غير الدينية مثل هيئة الترفيه التي يتولاها تركي أل الشيخ