إضاءة على مصطلحات, شايعة الإستخدام تتردد مع بدئ تفعيل مفاعل فوردو كردة فعل على الغاء أمريكا للإتفاق النووي المعروف باتفاق 6+1 لعام 2015, فماذا يعني ضح غاز سادس فلوريد اليورانيوم في أجهزة الطرد المركزي؟
يتخوف الغرب الإستعماري من انتقال المعرفة العلمية لإيران, فالإستخدام السلمي للطاقة النووية يشمل العديد من القطاعات في الحياة, فلها استخداماتها في العلاجات الطبية وفي صناعات الأدوية وكما في الأجهزة الطبية, وكذلك في معالجات الآفات والأمراض الزراعية وكما الكثير الكثير من المجالات العلمية المختلفة, يُصر الغرب المستعمر أن يربط العلوم النووية بالقنبلة الذرية, لذلك تجدهم يربطون كل نشاط سلمي بعمل حربي, تحت العنوان أدناه وردت معلومات عن عملية تخصيب اليورانيوم, سنورد ما ورد من منظوره العلمي لا السياسي تعميماً للمعرفة والفائدة.
الطريق إلى القنبلة النووية.. تعرف على الطرد المركزي وتخصيب اليورانيوم
أعلنت إيران أنها ستبدأ, أمس الأول الأربعاء, زيادة تخصيب اليورانيوم في بعض منشآتها النووية، وأنها ستضخ الغاز في أجهزة الطرد المركزي، في حين اعتبرت واشنطن أن هذه خطوة في الاتجاه الخطأ وربما تؤدي إلى امتلاك إيران أسلحة نووية.
فما هي عملية تخصيب اليورانيوم، وماذا يعني الطرد المركزي؟
التخصيب:
تعد عملية تخصيب اليورانيوم الركن الأساس في تحويل هذا الخام الموجود في الطبيعة إما إلى مادة قابلة للاستخدام السلمي في إنتاج الطاقة ضمن معايير وشروط معينة، وإما إلى سلاح فتاك.
يشار إلى أن عملية التخصيب لا تشكل بحد ذاتها العامل الحاسم في تحديد الطبيعة السلمية أو غير السلمية لأي برنامج نووي وإنما نسبة التخصيب.
والتخصيب عملية معقدة تتم على مراحل بهدف زيادة نسبة اليورانيوم 235 -النظير القابل للانشطار في خام اليورانيوم ويرمز اليه بالحرف اللاتيني “U”- ليصبح صالحا لاستخدامه وقودا نوويا أو في صنع القلب المضغوط المتفجر في الأسلحة النووية.
ويعد التخصيب أمرا ضروريا لأن اليورانيوم يوجد في الطبيعة بصور متنوعة، بيد أن شكلا واحد من هذا الخام وتحديدا 235 هو ما يمكن استخدامه لإنتاج الطاقة الكهربائية أو لأغراض عسكرية.
وبلغة الفيزياء، يشار إلى هذا النوع من اليورانيوم بـ”U 235″ قياسا إلى عدد كتلته الذرية، وهو لا يوجد إلا في ما يقارب 0.7% من الخام المستخرج، أما النظير الشائع في خام اليورانيوم فهو المعروف باسم “U238″، وكتلته الذرية أكبر بعض الشيء.
ومن أجل أغراض الطاقة وتوليد الكهرباء يتعين زيادة تركيز اليورانيوم 235 إلى ما بين 3 و5%، في حين يتعين زيادة نسبة تركيزه إلى مستويات أعلى من 80% أو ما يعرف باسم النقاء المثالي لصنع سلاح نووي.
اعلان
تقنيات التخصيب
أول خطوة في تقنية التخصيب هي تحويل اليورانيوم المعروف باسم “الكعكة الصفراء” إلى غاز يسمى سادس فلوريد اليورانيوم “يواف 6″، أي أن عملية التخصيب لا تبدأ إلا بعد تحويل خام اليورانيوم من حالته الصلبة إلى حالته الغازية.
وعندما يضخ اليورانيوم في صورته الغازية عبر حاجز نفوذي تجتاز ذرات اليورانيوم 235 الأخف وزنا الحاجز بسرعة أكبر من ذرات اليورانيوم 238 كما هو الحال مع مرور حبات الرمل الصغرى من فتحات الغربال أو أي مصفاة أو أداة لفصل الحبات الدقيقة الناعمة.
ويتعين تكرار عملية الفصل هذه أكثر من 1400 مرة للحصول على اليورانيوم 235 بنسبة تركيز تتراوح بين 3 و5% من سادس فلوريد اليورانيوم.
وأكدت الوكالة الإيرانية للطاقة الذرية أن لديها مخزونا كافيا من اليورانيوم المخصب بنسبة 20%، وأنها قادرة على التخصيب بنسبة مرتفعة في حال نفاد مخزونها.
الطرد المركزي
كما هو الحال بالنسبة لعملية الفصل تستغل أجهزة الطرد المركزي الفارق الطفيف بين نظيري اليورانيوم 235 و238، حيث يضخ اليورانيوم -بشكله الغازي- في أسطوانة تدور بسرعات أعلى من سرعة الصوت.
وفي هذه الحالة تدفع الذرات الأثقل -أي اليورانيوم 238- نحو الخارج فتتراكم على جدار الأسطوانة، في حين تتجمع الذرات الأخف -أي اليورانيوم 235- حول المركز، ثم يجمع اليورانيوم 235 المخصب وتعاد العملية مرات عدة لزيادة تركيزه.
اعلان
مع العلم أن صناعة 20 كيلوغراما من اليورانيوم المخصب لصنع رأس نووي واحد بدائي القدرات التفجيرية تحتاج إلى ما يقارب 1500 جهاز طرد مركزي وعملية متواصلة دون توقف لأشهر عدة.
وأعلن الرئيس الإيراني أن بلاده تمتلك 1044 جهاز طرد مركزي في مفاعل فردو، وقال إنه سيطلب من وكالة الطاقة الذرية أن تبدأ بضخ الغاز في هذه الأجهزة.
من جانبها، أكدت الخارجية الأميركية أن تمادي إيران في أنشطة تخصيب اليورانيوم هو خطوة كبيرة في الاتجاه الخطأ، وأنه سيؤدي فقط إلى زيادة عزلتها السياسية والاقتصادية.
واعتبرت أن الإجراءات الأخيرة التي نفذتها إيران يمكن في نهاية المطاف أن تساعدها على امتلاك سلاح نووي في حال قررت ذلك.