كتب الكاتب غسان اخلاصي هذا المقال الرائع عن مؤتمر كمبل بنيرمن 1907 وكيف ان العرب لا يقرأون ولا يتعلمون, المقال يلوم النخب العربية والشعوب العربية ويستحضر امثال من الشعزب الأخرى, لكم المقال.
إضاءات
هل نسب أمريكا أو غيرها؟؟
غسان إخلاصي
لا أعتقد أن السب لها أو لغيرها من القوى الغادرة العدوانية أسلوب ناجع ..
فالسب واللعن سلاح الجبان والجاهل والساذج.. على العكس هي فضحت عيوبنا وسلبيتنا وجهلتا بالوحدة والقوة .. ونحن نملك كل المقومات للنهوض من سباتنا لذلك ...بعكس الاتحاد اﻷوربي المتخم بالقوميات واﻷعراق الذي حقق الاتحاد وصار لهم عملة واحدة وألغى الحدود .وهم قوة اقتصادية فاعلة في العالم لولا دسائس أمريكا ضدهم.. وسحب بريطانيا منهم لتكون سندها مستقبلا ..
بكل حسرة أقول:
نحن لا نقرأ ولا ندرس .. ولا نتطور يا ابناء وطني الغالي .. لقد دقت أوربا جرس اﻹنذار لنا في عام 1907 في لندن عندما اتفقت سبع دول ماعدا ألمانيا -على أن تشتت شمل الوطن العربي على 3 محاور مشهورة- بتكاتفها ضدنا رغم عدائها لبعضها ونجحت وقشلنا في منعها وعندكم العلم بذلك.. وهذه علتنا اﻷزلية ( عند اﻷزمات نتفرق بدلا من أن نتفق ونتوحد درءا لﻷخطار ) أما أوربا وأمريكا فيتوحدون عند الخطر رغم نذالتهم وحتى مع بعضهم مع أنها لعبة مصالح حسب المثل النشهور ( حك لي ﻷحكلك ) ....
نحن نمتلك العقول لكنها في غرفة اﻹنعاش الخلقي والوطني والسلوكي .. ونستخدمها فيما يعود علينا بالضرر لبعضنا واقعيا .. نكيد لبعضنا .. نتسلبط على بعضنا مثل ( هذا المتخلف من السعودية الذي قال أن اﻷراضي العربية والدول من اليمن وحتى سورية هي أملاك خاصة لهم ( هي مرابع خيولهم ومضاربهم ) وأقول :
لا تلم جاهلا نطق السفاهة بلاهة وتبححا
بل حاسب من تركه يهذي وهو خواء
نحن لا نعترف بالتوقيت سيدي . الوقت عندتا متاع رخيص .. لذا نتأخر على مواعيدنا صفاقة وعدم احترام ﻷنفسنا لا لغيرنا ..لذا حاول العالم محو سورية والعراق واليمن .... وشعوبها من الوجود ﻷنهم من عباقرة الكون وهم خطر على الصهيونية ومن وراءها ..وخاصة أننا على حدود فلسطين المحتلة وهي أرضنا في سورية الطبيعية (تاريخيا ) ..
وكما نعلم ....بعد التتر والمغول حطمنا العثمانيون ثم اﻷوربيون ..واليوم استلمت المهمة أمريكا بتكليف صهيوني . نعم نحن مكبلون بواقعنا المر بسبب من حولنا صديق وعدو ..
لكن هنا أخالفكم . فنحن قادرون على استثمار ثرواتنا والاعتماد على أنفسنا كما فعلنا من عام 1981 وحتى 1988 بدليل أن سورية لم تكن مدينة قبل 2012 بدولار واحد ..وحتى ديون الاتحاد السوفييتي سقطت....لكن القوى القذرة منعتنا... عندما أقرت المخططات الاستعمارية لقتل وطننا وجعله حديقة خلفية لهم على مبدأ (غوبلز اﻷلماتي الهتلري).. وهو ماتفعله أمريكا اليوم حسب تصريح ( جيمس وولسي ) وهذا الرجل ليس عبقريا بل أخذ تقريره من ( بروتكولات بتي صهيون ال 25 ) فهو مقتبس منها ..والمشكلة ليست في اﻷنبياء اﻷمريكيين الجدد اﻹرهابيين الذين جندتهم أمريكا ( القرضاوي .. أردوغان .. البغدادي .. الجولاني .... الخ بل في الشعب العربي الذي صدق ادعاءات اﻷمريكيين وشارك في تنفيذ مخططاتهم الحقيرة وهم خدم وعبيد وتجار أزمات ..كما فعلوا في أفغانستان والعراق وليبيا وسورية واليمن ...الخ ..
كلامكم في الصميم ويلامس الخقائق بكل واقعية وحرفية وأمانة ودقة وهنا يبرز السؤال لكم..وهو هام :(ماالعمل برأيكم ) هل نتضرع للسماء؟؟؟ ....
هل نفتح أيدينا لرب السماء نطلب منه النصر والحل أم نعمل بكل جد وإخلاص ) ؟؟؟؟..
لايجوز أن نكون رومانسيين نصف المشكلة وندعو الله أن يسهل لنا الحل ...
وهل برأيكم إن اجتماعا يجري في سورية أو أي بلد يعاني جورا عدوانيا يكل المشكلة ؟؟؟ مثلا لمناقشة واقعنا المزري لحل مشكلاتنا يمكن أن يوصلنا لخارطة طريق تعيد اﻷلق لوطننا وهناك حثالات تعيش بيننا تعادي توجهنا نخو مستقبل مشرق من مهاجرين ومن مرتزقة ومن مستأجرين يقبضون رواتبهم من أسيادهم بالدولار ( بدليل ما يحدث في جنيف في اللحنة الدستورية ) ..
قالوا قديما :
( حطوا ذنب الكلب في القالب 40 سنة ما انعدل الذتب ..... أنا غيرته بكل تواضع .. فقلت ( ما انعدل الذنب وانعوج القالب ) وهذا هو واقعنا ..
أوافقكم على عدم السب ﻷن الحكمة تقول ( بدلا من أن تعطيني كل يوم سمكة ..علمني كيف أصطاد ) وهم لا يريدون لنا ان نتحرر من حقارتهم.. وسيواصلون سفاهتهم بشتى الطرق والمناهج ..
حماك الله سورية الغالية واليمن والعراق ولبنان وليبيا....
ودي لكم .......