كتب الكاتب نضال حمادة عن تعليمات أميركية جديدة للحريري والحريري دوماً على السمع والطاعة ..
أخبار وتقارير
كتب الكاتب نضال حمادة عن تعليمات أميركية جديدة للحريري والحريري دوماً على السمع والطاعة ..
رئيس التحرير
21 تشرين الثاني 2019 , 05:48 ص

كمواطن سعودي تعود على السمع والطاعة أولاً وفرنسي ثانياً ولبناني ثالثاً وأمريكي الهوى والهوية أولاً وأخيراً, سعد الحريري يحاول بإيعاز امريكي, يعمل على اصطناع ثغرة بين العهد والحزب, طُلب منه امريكياً باستبعاد جبران باسيل كوزير خارجية في التشكيلة الحكومة الجديدة نتيجة لمواقفه من ملف اللاجئين السوريين في في لبنان كما مواقفه المساندة للمقاومة.

ملاحظات كثيرة على جبران باسيل يبديها البعض لكن هدف الإستنعاد المطلوب أمريكياً ليس لغايات الإصلاح فالدولة المارقة أمريكا هي راعية الفساد والفاسدين والمفسدين في العالم, بل الهدف لتحقيق أجندات سياسية يفصلها المقال بإيجاز واختصار.

إضاءات

اليكم المقال: 

كتب نضال حمادة\ باريس

غيّر رئيس حكومة تصريف الأعمال سعد الحريري من موقفه خلال الساعات الماضية تجاه حزب الله ولم يعد شرط عدم اشتراك الحزب في أية حكومة يرأسها الحريري قائماً، ولكن على الحزب مقابل هذا التراجع في مواقف الحريري التخلّي عن دعم قرار التيار الوطني الحر بترشيح جبران باسيل لأية حكومة مقبلة، في وقت وصلت فيه تطمينات أميركية الى حزب الله تفيد بعدم رغبة الأميركي والأوروبي بأخذ الأمور الى الفوضى في لبنان، لكن حزب الله يعمل بحذر شديد أمام كل هذا الهجوم الدبلوماسي الأميركي، وليس بوارد التسليم بصحة هذه التطمينات.

في المقابل، المعلومات خلال الساعات الماضية حملت أكثر من معطى يتعلق بسعي الحريري للوصول الى اتفاق حول تشكيل الحكومة مع إبقاء خياره عدم الرغبة في جبران باسيل بهدف فك تحالف حزب الله – التيار الوطني الحر، عبر هذا العرض الذي أرسل لقيادة حزب الله، والذي يبدو مناورة في بازار المناورات الحريرية التي لا تنقطع منذ تلاوته بيان استقالته يوم 21 تشرين الأول الماضي تزامناً مع هذا الحراك السياسي الدولي الذي انعكس استمراراً للاتصالات.

محلياً ترصد الأجهزة الأمنية الرسمية وغيرها تحركات في مخيمات النزوح السوري في لبنان، والتي من المحتمل أن تكون الأداة الأساس لمرحلة مقبلة في حال فشل المساعي السياسية الحالية.

أيضاً المعلومات التي حصلت عليها المراجع المعنية تشير إلى دخول أميركي مباشر خلال اليومين الماضيين على ملف النزوح السوري استعداداً لمرحلة مقبلة ليست بعيدة، حسب التوقيت الأميركي لمراحل اللعبة الحالية والتي من المحتمل أن يكون استخدام ديمغرافيا النزوج السوري في وجه حزب الله عنوانها الأساس في حال اتخذت الأمور منحىً صدامياً، كما أنها أرضية جيدة يمكن ان تعمل عليها أميركا قبيل الانتخبات الرئاسية المقبلة في سورية. وهذا ما يفسر تمسك أميركا وأقطاب الانقلاب الحالي الحريري وجنبلاط وجعجع بورقة اللاجئين السوريين خلال السنوات الماضية وعرقلة كل محاولات الدولة السورية والتيار الوطني الحر وحزب الله إعادتهم الى بلادهم بحجج كانت في مجملها تنبع من طبيعة العداء الذي تكنّه هذه الأطراف اللبنانية الثلاثة من ورائهم الولايات المتحدة الأميركية لحزب الله ولسورية.

وتعتبر الولايات المتحدة مخيمات هذا النزوج خزاناً يخدم أهدافها بحكم حاجته الحياتية اليومية، حيث أمنت لها كل الأدوات الاقتصادية واللوجستية خلال السنوات الماضية. وترتبط الغالبية الساحقة من العائلات النازحة في هذه المخيمات ببرنامج غذاء وتمويل تقدّمه جمعيات أهلية مدعومة من الأمم المتحدة ومن الاتحاد الأوروبي ودول خليجية. كما ان النقطة الثانية التي تتوفر في مخيمات ومواطن هذا النزوح السوري تكمن في العمل الطبي والاجتماعي والدراسي الذي أمّنته هذه الجمعيات لهذا النزوح. وكان بعض نشاطها الثقافي يركز على كتب دينية تكفيرية كانت تأتي من برامج الحكومة السورية المؤقتة التي أنشأتها تركيا في الشمال السوري، فضلاً عن هجرة من سورية إلى لبنان شهدتها السنتان الماضيتان لكوادر ومسلحين كانوا في صفوف الجماعات المسلحة التي هزمت في ريف دمشق والقلمون وريفي حمص الشمالي والشرقي، وهؤلاء هم الجسم الذي تعمل أميركا على امتطائه للمراحل المقبلة.

في السياق نفسه، تشير مصادر من داخل بيئة الحراكات المتنقلة أنهم بلغوا مرحلة اللاعودة حسب كتاب – جين شارب 1928- 2018 صاحب نظريات الثورات الملوّنة والتي تطبّقها نخبة تعتبر الوقود الحقيقي للحراك وتنتمي هذه النخبة الى القوات اللبنانية، ويعتبر تعطيل المؤسسات الحكومية والعامة دخول مرحلة اللاعودة في مراحل العمل لإسقاط النظام او الحكم القائم، كما ورد في كتاب جين شارب سياسة الحراك السلمي الذي صدر عام 1973، غير أن تمكّن السلطات الإيرانية من عبور مرحلة رفع سعر البنزين، بما حملته من اعمال شغب وفوضى، ساهم في ارتياح حزب الله بشكل كبير وفي إعادة الأميركي الى أرض الواقع تزامناً مع ضغوط ونصائح فرنسية أعطيت للأميركي بهذا الاتجاه.

انطلاقاً من هذه الوقائع يبدو المشهد مفتوحاً على اكثر من احتمال مع استمرار عملية التفاوض والعروض والعروض المقابلة في مسيرة تركيب الحكومة الجديدة. محلياً هناك مَن يحاول توريط الحريري ومعه البلد في عملية فوضى شاملة. كل مَن يلحقها ينطبق عليه المثل القائل اللي بيلحق الغراب يصل إلى الخراب ..

ندعو الله أن لا يحصل ذلك..

المصدر: وكالات+إضاءات