التغيرات في المجتمعات تحدث عادة بالتدريج, لا شك أن المجتمع السعودي كان ولا يزال منغلقاً منذ عقود مضت وأن القيود اللامنطقية التي فرضتها الوهابية من خلال "هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر" غير مقبولة في القرن الواحد والعشرين, فطيبعة المجتمع تغيرت نتيجة لإزدياد نسبة المتعلمين والمبعوثين من الفئات الشابة, ولأن العالم ككل تحول لقرية تُمكن المتلقي من المعلومة والخبر بمجرد لمسة زر تلفازه أو كمبيوتره أو باستخدام هاتفه الذكي, التقط بن سلمان بعض مطالب الناس من فئة الشباب والصبايا فسمح ببعض ما كان ممنوعاً ومحرماً, كقيادة المرأة للسيارة وكما السماح لها بالسفر دون اذن ولي الأمر.
لم يكتفِ بذلك بل سمح بافتتاح الديسكوهات "الحلال" وبإقامة الحفلات التي تُشرف عليها هيئة بمسمى هيئة الترفيه التي يترأسها تركي آل الشيخ وهو من أحفاد محمد بن عبد الوهاب, الى هنا قد يبدو الأمر طبيعياً, لكن ما تتناقلة وسائل التواصل الإجتماعي فهو غير مقبول لا من حيث الشكل ولا الأخلاق السوية, تناقل مغردون عبر تويتر عن تأسيس منظمات للمثليين في السعودية.
— الاتحاد النسائي في الجزيرة العربية (@rFbeAEQdYYmikj6) December 3, 2019
وفي مكان آخر تجد سعودياً في عنيزة يروج للدعارة بشكل وقح عبر تويتر والأدهى والأمر انه يستغل الأطفال لترويج الدعارة بمسمى زواج المسيار كما في هذا الرابط.
#تطبيق_مسياركم_يشعل_تويتر2
زواج المسيار دعاره مشرعنه
__ قصيمي يعلن عن شقق مسيار ، والوضع صار تبادل زوجات ذا يطلق ذي وذاك ياخذ ذي لعنة الله على من جمعكم اللي يرضى بمثل هالزواجات ذا ديوث رسمي
@__xxl25بعد الديسكو الحلال تم افتتاح جمعيات للمثليين .
— الاتحاد النسائي في الجزيرة العربية (@rFbeAEQdYYmikj6) December 3, 2019
حالة الإنفلات هذه ليست عفوية فالمقصود فيها لفت الأنظار عما يدور في الداخل من صراع على السلطة بين الأجنحة المتصارعة في العائلة الحاكمة وتجيير الإنفتاح لصالح بن سلمان, و ما يدور في الخارج من حروب عبئية بل كارثية في اليمن انعكست بخواء خزينة وبارتفاع في كلف الحياة ةفرض ضرائب جديدة, وعد بن سلمان بحرب بمسمى "عاصفة الحزم: فإذا بها عاصفة يمنية ستعصف به وستؤدي به للهلاك.
في بلاد نجد والحجاز, معارضة نقية مضطهده, يقدر عدد معتقلي الرأي بعشرات الآلاف نظراً لغياب حرية الراي, وفي بلاد نجد والحجاز, لا حقوق سياسية, ولا يوجد بها دستور فالإدعاء بأن دستورها "القرآن" أصبح في عداد النكات السمجة, فكل الممارسات في السعودية هي ضد الإسلام بل وتحارب القرآن.
لا شك أن قطاعاً هاماً من الشباب والصبايا راضٍ عن ما يقوم به بن سلمان وهؤلاء هم الليبراليون وتفسير الليبرالية عندهم أن يلتقي العشيق عشيقته ويمارسا الحب على قارعة الطريق نهاراً أو اليلاً دون اعتراض أحد, ولا شيئ آخر.
مشكلة المجتمع السعودي ستتفاقم فلا الفئات المتحفظة وبجانبها الفئات الطبيعية في المجتمع, ترضى وسترضى بما حصل ويحصل, في ظل غياب العدالة, الحقوق والقمع والقتل القائم.
نتمنى الخير لأهلنا في بلاد نجد والحجاز ونتمنى أن يبعد الله عنهم كل شر ومكروه وأن ينصلح حال بلادهم بما يتوافق مع الحق والحضارة.
