دراسة: حبوب منع الحمل تغير البنية الدماغية للنساء مما يجعلهن غاضبات و مكتئبات
منوعات
دراسة: حبوب منع الحمل تغير البنية الدماغية للنساء مما يجعلهن غاضبات و مكتئبات
ترجمات إضاءات
6 كانون الأول 2019 , 16:41 م

 

تشير دراسةٌ صغيرة إلى أن تناول حبوب منع الحمل قد تُغير حجم جزء صغير من أدمغة النساء، مما قد يجعلها غاضبةً ومكتئبة، لكنه لا يؤثر على نسبة ذكائهن و قدراتهن الإدراكية.

أشارت الدراسة أن النسوة اللواتي يتناولن موانع الحمل عن طريق الفم, لديهن حجم أقل لمنطقة المهاد من النساء اللائي لا يتناولن حبوب منع الحمل. فالمهاد هو جزءٌ بحجم حبة البازيلاء في عمق الدماغ، وهو المسؤول عن المساعدة على تنظيم الوظائف الغير ارادية، مثل الشهية ودرجة حرارة الجسم والعواطف, وهو يعمل أيضاً كحلقة وصل بين الجهاز العصبي ونظام الغدد الصماء، والغدد هي التي تنتج الهرمونات أيضاً.

و قد وجدت الدراسة الجديدة، التي لم يتم نشرها بعد من قِبل الباحثين والتي قُدمت في الاجتماع السنوي للجمعية الإشعاعية لأمريكا الشمالية، أن النساء اللواتي يتناولن حبوب منع الحمل كانلديهن انكماش في حجم المهاد بما يقرب من 6 %مقارنة بالنسوة اللواتي لا يتناولن حبوب منع الحمل.

وقال الدكتور مايكل ليبتون، أستاذ الأشعة في كلية ألبرت أينشتاين للطب في نيويورك، والذي قاد البحث الأخير: "بالنسبة لمنطقة الدماغ ، هذا فرقٌ كبيرٌ إلى حد كبير".

فلقياس حجم التغير في البنية الدماغية، استخدم الباحثون فحوصات التصوير بالرنين المغناطيسي مأخوذة من 50 امرأة، كانت من بينهن 21 امرأة تتناول حبوب منع الحمل المركب، وهو نوعٌ شائع من حبوب منع الحمل التي توفر جرعةً من الاستروجين والبروجستين الاصطناعية كما أجرى الفريق مقابلاتٍ واختبارات كاملة للنسوة عبر الإنترنت لتقييم جوانب مزاجهن وشخصياتهن ووظائفهن الإدراكية.

و قد أظهرت الدراسة أن النساء اللواتي يتناولن حبوب منع الحمل لا يملكن أدمغة أصغر عموماً، وأن قدراتهن العقلية لا تتأثر بالمطلق, ومع ذلك ، وجد الباحثون أن منطقة ما تحت المهاد المنكمشة يرتبط بزيادة الغضب وأعراض الاكتئاب لديهن.

كما و أكد الدكتور ليبتون أن الدراسة لم تتم مراجعتها بعد من قبل النظراء والباحثين الآخرين، وأن النتائج أولية وليست مؤكدة بعد، وأنه من السابق لأوانه استنتاج كيف تؤثر موانع الحمل الفموية على الدماغ، إن وجدت.

وأضاف: " لا نقول أنه يجب على الناس أن يقاطعوا ويتخلصوا من حبوب منع الحمل, فإذا كان هناك أي شيء، فقد تشير النتائج ببساطة إلى سؤالٍ يستدعي المزيد من البحث".

  • ملاحظةٌ تحذيرية

حث العديد من العلماء المقيمين في المملكة المتحدة جميعاً على توخي الحذر حيال النتائج الأولية, وقال كريستوفر بيتكوف، أستاذ علم النفس العصبي المقارن بجامعة نيوكاسل: "سأكون حريصاً جداً على استنتاج أن استخدام موانع الحمل الفموية يرتبط بحجم تأثيراتٍ أصغر من هذا العمل التمهيدي الذي يتم تقديمه في اجتماعٍ علمي للمؤلفين لمناقشته مع المجتمع العلمي لأن الأمر سيكون مفيداً من أجل استكمال دراستهم ".

وقال ديريك هيل، أستاذ التصوير الطبي في جامعة كاليفورنيا في لوس أنجلوس: " هذه النتائج مثيرةٌ للاهتمام ، ولكن يجب التعامل معها بحذر, فأولاً، إن دراسةً صغيرة مثل هذه عرضةٌ للنتائج الخاطئة بطبيعة الحال، كما أنها نتائج عشوائية قد لا تكون مذكورة في حال تنفيذ دراسةٍ أكبر مستقبلاً".

و أكمل : "ثانياً ، لا يتضح من هذا العمل ما إذا كان المؤلفون قد درسوا منطقة ما تحت المهاد فقط، أو فحصوا العديد من هياكل المخ الأخرى، وكان هذا الأمر مختلفاً بشكلٍ أكيد بين مجموعتي البحث، مما قد يزيد من فرصة النتائج الإيجابية الخاطئة أيضاً, وثالثاً، حتى لو كان الفرق في الحجم حقيقيّ ، فهذا لا يعني أن حبوب منع الحمل قد أضرت بالمخ أو أثرت سلبياً على القدرات الإدراكية للنساء ".

يدعي الباحثون أن الدراسة كانت الأولى من نوعها ، لكن هذا الأمر أثار تساؤلاتٍ من قبل الأكاديميين في المملكة المتحدة الذين قالوا بأن هناك الكثير من الأبحاث في هذا المجال.

قال ستيفن إيفانز، أستاذ علم الوبائيات الدوائي في كلية لندن للصحة والطب الاستقصائي : "هناك الكثير من الأبحاث حول ما إذا كانت موانع الحمل الفموية تؤثر على الدماغ من خلال دراسة التأثيرات السريرية بأعدادٍ كبيرة حتى لا يكون البحث متفرقاً و يعطي الصورة الكاملة اللازمة " .

فبعد مرور أكثر من 50 عاماً على توفرها على نطاقٍ واسع في المملكة المتحدة، تظل حبوب منع الحمل أكثر أشكال وسائل منع الحمل شيوعاً بين النساء في المملكة المتحدة. حيث تظهر الأرقام الحديثة التي تم الحصول عليها بموجب قانون حرية الوصول إلى المعلومات أن 9 من كل 10 نساء يستخدمن وسائل منع الحمل من الطبيب العام أو الصيدليات، إما على شكل حبوب منع الحمل المركبة أو حبةٍ صغيرة, أي ان ما مجموعه أكثر من 3.1 مليون امرأة في إنجلترا في الفترة ما بين عامي 2017-2018، ومع نسبةٍ مماثلة خلال السنوات الثلاث الماضية. و لكن على الرغم من استخدامها على نطاق واسع، إلا أن الأبحاث التي تبحث في كيفية تأثير موانع الحمل الفموية ضئيلة.

المصدر: وكالات+إضاءات