متصهين لبناني الأصل  اشترى مقتنيات هتلر و تبرع بها لإسرائل
عين علی العدو
متصهين لبناني الأصل اشترى مقتنيات هتلر و تبرع بها لإسرائل
ترجمة غضاءات
10 كانون الأول 2019 , 10:14 ص

 

قال رئيس متحف ياد فاشيم للهولوكوست في القدس يوم الأحد إن التحف الفنية و المقتنيات الأثرية الخاصة بالزعيم النازي أدولف هتلر ، والتي تم شراؤها من قبل رجل أعمالٍ سويسري من أصلٍ لبناني، سيتم التبرع بها لصالح المتحف .

حيث قام رجل الأعمال عبد الله شاتيلا، الذي جمع ثروته من تجارة الألماس والعقارات في جنيف، بشراء 10 قطع مرتبطة بالزعيم النازي بتاريخ 20 نوفمبر من دار هيرمان هيستوريكا للمزادات ومقرها ميونيخ. حيث أعلن لاحقاً أنه استحوذ عليها لابعادها عن النازيين الجدد.

و قد صرح أفنر شاليف، رئيس مجلس إدارة متحف ياد فاشيم، للصحفيين بينما كان يقف لجانب شاتيلا في مقر جمعية كيرين هايسود في القدس: "لن نعرضها كمجموعة كاملة "، بينما أوضح أن المتحف قد يستخدم واحدةً أو أكثر من القطع الأثرية فيه لعرض السياق الصحيح لقصة المجرم النازي هتلر على حد وصفه.

وقال شاتيلا، الذي قام بجولةٍ في متحف ياد فاشيم يوم الأحد، ويعتزم زيارة معسكر اعتقال أوشفيتز النازي في يناير، إنه يعتبر أن احتمال وقوع القطع الأثرية في "الأيدي الخطأ" قد يكون "ظلمٌ مميت محتمل للتاريخ ".

وعلق شاتيلا، الذي انتقل من لبنان إلى أوروبا مع عائلته في سن الثانية قائلاً: "شعرت بأنه لم يكن لدي أي خيارٍ سوى أن أحاول فعلاً مساعدة القضية الانسانية لليهود"، مضيفًا: " إن هتلر هو تجسيدٌ حقيقيٌ للشر بالنسبة لجميع البشر، وليس فقط لليهود، فهو شرٌ للمسيحية والانسانية جمعاء أيضاً".

وتشمل المتعلقات التي اشتراها شاتيلا قبعةً يعتقد أنها كانت لأدولف هتلر، وآلة كاتبة يُعتقد أنها استخدمت من قبل أحد مساعدي الزعيم النازي، وطبعةً مطلية بالفضة من بيانه الشهير "مين كامبف"، وأشياءٍ أخرى. وقال أن جميع المتعلقات كلفته حوالي 600000 يورو.

و قد أعلن شاتيلا قبل حوالي أسبوعين أنه سيعطي الأشياء إلى مجموعة كيرين هايسود ، وهي مجموعةٌ إسرائيلية لجمع التبرعات، والتي أكدت أنها ستسلمها إلى متحف ياد فاشيم. وقال يوم الأحد إنه يأمل أن يتم تسليم القطع الأثرية إلى متحف الهولوكوست والنصب التذكاري قبل نهاية عام 2019.

و قال شاتيلا إنه بينما تلقى آلاف الرسائل من اليهود مثمنين قراره بشراء القطع الأثرية ومنحها لمنظمة إسرائيلية، في حين تلقى حفنةً قليلة من الرسائل من الشعب اللبناني. حيث قال : "تلقيت أربع أو خمسة رسائل من أصدقاء لبنانيين أخبروني أنهم فخورون بأن اللبنانيين فعلوا شيئاً كهذا"، مضيفاً أنه تلقى أيضاً بعض الرسائل من اللبنانيين الذين وصفوه بالخائن وحذروه من العودة إلى البلاد. و قد قال إنه غير مهتمٍ بالرسائل الخطيرة التي تلقاها لأنه لا يسافر إلى لبنان، لكنه أشار إلى أن والديه ما زالا هناك وأنه أصبح قلقاً للغاية بشأنهما .

وقال الحاخام مناحيم مارجولين، رئيس الرابطة اليهودية الأوروبية، إنه لمن دواعي الارتياح الشديد أنهم قد علموا بأن شاتيلا قد اشترى القطع الأثرية.وقال: "لقد كانت هذه أخباراً رائعة وعظيمة ،ليس للشعب اليهودي فحسب، بل لجميع الناس في العالم الذين يهتمون بالمستقبل والحاضر ". و أضاف مارجولين إنه كان يريد في الأصل شراء القطع وإحراقها وسط برلين لإرسال رسالةً مفادها أنه لا يجب الاحتفاظ بأي شيءٍ يتعلق بتراث أو أفكار أدولف هتلر.ومع ذلك، أضاف الزعيم اليهودي الأوروبي إنه كان راضياً عن أن مجموعة كيرين هايسود قالت إنها ستقدمها إلى متحف ياد فاشيم.

كما وشكر رئيس مجلس إدارة كيرين هايسود سام جروندويرج السيد شاتيلا على التبرع بمقتنيات هتلر وأعطاه منحوتةً من وردةٍ مصنوعة من شظايا صواريخ أطلقت على إسرائيل من قطاع غزة.  وقد قال غروندويرج لرجل الأعمال: "لقد أخذت شيئاً سلبياً للغاية وحولته إلى شيءٍ جميل للغاية ".

هذا وقد قال شاتيلا أن هناك عنصرين متعلقين بهتلر تم بيعهما في هيرمان هيستو ريكافي 20 نوفمبر الماضي، ولم يتمكن من شرائهما بسبب حصول خلاف مع أحد مساعديه و مديري المزاد. وقال إنه لا يعرف من الذي حصل في نهاية المطاف على هذه الأشياء من دار المزادات، موضحاً أنه كان من الصعب عليه الحصول عليها أو على بيانات الأشخاص الذين حصلوا عليها .

إن مؤسسة هيرمان هيستوريكا لديها تقليدٌ طويل في التعامل مع التذكارات النازية. فعلى سبيل المثال ، في عام 2016 ، قامت ببيع أحد أزياء هتلر العسكرية بالمزاد بسعر 304270 دولاراً.

و الجدير بالذكر أن السيد شاتيلا، يعتبر واحداً من بين قائمة 300 أغنى شخصية في سويسرا .

وقد التقى شاتيلا يوم الاحد الرئيس الاسرائيلي ريفلين، والذي أثنى كثيراً على ما قام به شاتيلا وشكره بشكلٍ شخصي.  حيث قال له : " إن تبرعك له أهميةٌ كبيرة في هذا الوقت، حيث يحاول الناس إنكار الحقيقة التاريخية.فهذه القطع الأثرية، التي تبرعت بها بسخاءٍ لمتحف يادفاشيم ، ستساعد في نقل ميراث المحرقة إلى الجيل التالي الذي لن يلتقي بالناجين ".

و اضاف: " إن ما فعلته كان قد يبدو بسيطاً للغاية في ظاهره، ولكنه في الحقيقة يظهر للعالم أجمع كيفية محاربة تمجيد الكراهية والتحريض ضد الآخرين. لقد كان عملاً إنسانياً حقيقياً ".

المصدر: وكالات+إضاءات