اندلع الحراك الشعبي في ساحات المدن اللبنانية بدءًا من السبت عشر من شهر تشرين الأوّل 2019 ، وفي التاسع عشر من الشهر نفسه أطلّ السيّد حسن نصرالله على اللبنانيين وأعلن الآتي:
- تأييده للحراك وللمطالب المعيشية التي رفعها المتظاهرون بالكامل ، لكنّه أعلن رفضه للمطالب السياسية وعلى رأسها إسقاط الحكومة موضحاً سبب رفضه وهو:
في حال استقالت الحكومة سيصعب تشكيل حكومة جديدة وستتصاعد الأزمات السياسية والإقتصادية وسينعكس ذلك على الأوضاع المعيشية للمواطنين لأنّ تلك الأوضاع ستزداد سوءًا.
- حذّر في كلمته المحتجّين من أن يتسلّق المصطادون في ماء الفتنة أكتاف الحراك لتنفيذ مشروعهم السياسي المدعوم من الخارج والرّامي إلى إحداث فتنة في البلاد على غرار ما حدث في سوريا والعراق.
في ذلك الخطاب الذي أيّد فيه كامل المطالب المعيشية ، لم يطلب سماحة السيّد من جمهور المقاومة المشاركة في الحراك ولم يرفض ذلك
على الرغم من أنّ بيئة المقاومة هي الفئة الإجتماعية التي تكاد تكون الأكثر تضرُّراً من الإدارة السيئة والمُزرية التي تمارسها الحكومة في إدارة شؤون البلاد ، خاصّةً وأنّ الحصار الإقتصادي على تلك البيئة كان قد بدأ قبل بدء الحراك المدني بفترة طويلة من خلال تصنيف شخصيات وشركات ومؤسسات في الداخل والخارج ضمن قائمة الإرهاب وكان آخرها ما حدث ل"بنك الجمّال" من فرض عقوبات أمريكية ساهم في تنفيذها القيّمين على القطاع المصرفي في لبنان وعلى رأسهم المصرف المركزي.
بعد ثلاثة عشر يوماً من بدء الإحتجاجات الشعبية والتي استغلّها أعداء المقاومة بشكل سافر ليتطاولوا على المقاومة وسيّدها وبيئتها الحاضنة وقطعوا أوصال البلاد من خلال تركيزهم على قطع الطرقات الرئيسية الأمر الذي أدّى إلى حدوث إشكالات عديدة في العديد من المناطق سقط ضحيّتها عدد من الموطنين شهداء .
كذلك تدخّلت بعض الدول الكبرى علناً عبر أوكارها التجسسية في سفاراتها ومن خلال إرسال موفدين رسميين للقاء المسؤولين اللبنانيين وبعضهم اجتمعوا إمّا علناً وإمّا سرّاً مع من اعتبروهم "ممثلون للحراك "علماً أنّ هؤلاء ممن تسلقوا الحراك مدفوعين إمّا من السفارات أو من قادة أحزاب سياسية معادية للرئيس ميشال عون وللمقاومة .
في ظلّ تلك الأوضاع أعلن الرئيس سعد الحريري إستقالة الحكومة بعد الضغوط التي مارسها الأمريكيون والمتصهينون من الحكام العرب عليه على الرغم من عدم موافقة الكتل الأساسية في البرلمان اللبناني الداعمة لإستمرار الحكومة ،في الوقت الذي اشتدت الأزمة المصرفية بعد ارتفاع غير مبرّر لسعر صرف الدولار مقابل العملة الوطنية وكذلك بعد تهريب أصحاب المصارف وكبار السياسيين المشهورين بالفساد والإختلاسات من المال العام والمتميّزين بشركاتهم الإحتكارية لعشرات المليارات من الدولارات إلى الخارج.
وأطلّ قائد المقاومة في ذكرى يوم الشهيد في الحادي عشر من شهر تشرين الثاني 2019 في خطابه الثاني منذ بداية الحراك والذي وصفه المراقبون بأنه "خطاب رجل دولة وليس قائد حركة مقاومة فحسب" وكشف ما يحصل من تدخلات أجنبية وعربية وما حدث من استغلال القوى المحلية المعادية للعهد وللمقاومة الحراك بالكامل وهيمنتهم عليه وجعله مطيّةً لهم واستفزازهم للغالبية العظمى من المواطنين الذين بدؤا الحراك صادقين في مطالبهم السياسية والمعيشية داعياً إلى تجنيب البلاد الفوضى والوقوع في مصيدة الإقتتال الداخلي لأنّ ذلك ما يرغب فيه أعداء لبنان وأنصارهم في الداخل .
-وأكدّ على أنّ الحراك أنجز في بضعة أيام ما لم يستطع تحقيقه أحد لسنوات مشيراً بذلك إلى أهميّة الورقة الإصلاحية التي أعلن عنها الرئيس سعد الحريري .
ووضع سماحته في هذا الخطاب خارطة طريق للخروج من الأزمة الإقتصادية عبر الإنفتاح على دول كبرى كالصين وروسيّا ومن خلال التواصل مع سوريا والعراق لتصدير المنتجات الزراعية والصناعية اللبنانية .
و كان هاماً جداً دعوته في ختام كلمته أنصار المقاومة ومؤيديها المشاركين في الحراك إلى الإنسحاب من الساحات لمنع وقوع أيّة إشكالات لن تُحمد عقباها ،وكان من اللافت بعد تلك الدعوة الفراغ الكبير الذي حدث في ساحات الإعتصام لا سيّما في ساحات بيروت.
في كلمته المُتلفزة مساء أمس الثالث عشر من شهر كانون الأوّل 2019 ركّز سماحته على:
- أنّ إيران لا تحتاج من يُدافع عنها وهي قادرة وبقوّة الدفاع عن نفسها، وذلك ردّا وتعليقاً على تحوير وتزوير وتحريف بعض القنوات الخليجية والمحلية لتصريح أحد قادة الحرس الثوري في إيران.
- أعلن عن استعداد المقاومة لمواجهة ما تقوم به سفن الإستكشاف النفطية الصهيونية في البلوك 9 في البحر مقابل الساحل الجنوبي للبنان منتظراً موقف الدولة .
- أعاق وعطّل الشروط الأمريكية التي كان بومبيو وزير خارجية أميركا وممثلو إدارته قد أعلنوا عنها وأبلغوها لبعض المسؤولين اللبنانين حول مشاركة حزب الله في الحكومة القادمة.
-شرح وحاكى أبعاد الأزمة السياسية والمعيشية
وهموم المواطنين وطالب الحكومة المستقيلة بالقيام بواجباتها بمتابعة إدارة شؤون المواطنين
اليومية وعدم التخلي عن مسؤولياتهم.
- أعلن تمسّكه ودفاعه عن السلم الأهلي رافضاً الإنجرار لما يحيكه أعداء لبنان مؤكدّا على التنسيق مع حلفائه الأساسيين لأجل ذلك.
- أعاد مدّ يد المشاركة لتيار المستقبل وللرئيس سعد الحريري بالرغم من تصرفات ومواقف الأخير ، وأعلن ترحيبه بأي شخصية يوافق عليها سعد الحريري لتشكيل حكومة ولو لفترة انتقالية إذا أصرّ رئيس الحكومة المستقيلة على مواقفه.
- أصرّ على مشاركة حليفه "التيار الوطني الحرّ" في أي حكومة جديدة رافضاً إبقاء أي مكوّن سياسي أساسي في البلاد خارج التمثيل الحكومي.