ترامب يستمر في صنع التاريخ و لكن ليس كما يريد
أخبار وتقارير
ترامب يستمر في صنع التاريخ و لكن ليس كما يريد
ترحمة إضاءات
14 كانون الأول 2019 , 12:09 م

 

يركز الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بشكل فريدٍ على مكانته التاريخية كرئيسٍ للولايات المتحدة الأمريكية ، لدرجة أنه دائماً ما قارن نفسه مع الرئيس الأمريكي السابق أبراهام لنكولن المعروف بـ"محرر العبيد" ، كما فعل صباح امس الجمعة حينما غرد عبر تويتر مشبهاً نفسه به كونه جمهورياً ، حيث كتب أن شعبيته بين الجمهوريين مرتفعة. كما ينظر ترامب إلى نفسه كرئيسٍ عظيم ويريد أن يكون اسمه محفوراً في التاريخ للأبد .

فما حدث صباح اليوم الجمعة في واشنطن سيساعده على ذلك بكل تأكيد ، على الرغم من أنه هو نفسه لم يتخيل ما حصل . ففي أقل من 30 دقيقة ، وافقت اللجنة القضائية لمجلس النواب التي يسيطر عليها الديمقراطيون على مادتينٍ من التهم الموجهة ضد ترامب ، مما يجعله الرئيس الرابع في تاريخ الولايات المتحدة الذي يواجه تصويتاً بالأغلبية في مجلس النواب بشأن عزله. حيث كان اثنان من الثلاثة الآخرين بيل كلينتون وأندرو  جونسون و الذين تم عزلهما في نهاية المطاف من قبل مجلس النواب في تصويتٍ مماثل . أما الأخير  فهو ريتشارد نيكسون ، الذي استقال من منصبه قبل أن يصدر القرار ب التصويت بالأغلبية في مجلس النواب على ادانته .

كما أن هناك ميلٌ لتجاهل هذه اللحظة التاريخية لأنه قد كان من المتوقع أن يكونله فرصةٌ ضئيلة للغاية في مجلس الشيوخ ، حيث يتمتع الجمهوريون بالأغلبية أيضاً، مما يعني حتمية إقالة ترامب من منصبه.لكن ذلك قد يكون خطأً فادحاً ، لأن التصويت بالأغلبية هو أخطر ما يمكن للكونجرس فعله تجاه السلطة التنفيذية من إجراءات ،و بمجرد سريان القرار، لا يمكن التراجع عنه او إلغاؤه . فهو يدون في كتب التاريخ إلى الأبد .

و قد قال النائب القضائي بمجلس النواب جيري نادلرمن لنيويورك عقب التصويت : "اليوم هو يوم حزينٌ للغاية للولايات المتحدة " .وهو  على حقٍ, رجوعاً للعديد من الأسباب . فعندنا يصبح القرار سارياً ، يصبح من المستحيل القول أن هذه الإجراءات ستساعد على التئام الانقسامات الحزبية العميقة التي تقسم البلاد. و لكن هذا لسبب بالطبع ، لا يمكن أن يكون سبباً مقنعاً لعدم متابعة المساءلة في حال كان الرئيس قد ارتكب العديد من الأشياء التي تُعتبر جرائم و جنح عالية .

و قد كان النائب دوغكولينز، الجمهوري عن ولاية جورجيا، و العضو  البارز في اللجنة القضائية بمجلس النواب ، الذي خرج من الغرفة فور إدلاء الأصوات اليوم الجمعة ، رمزاً للغضب والإحباط اللذين يتصاعدان بين الطرفين في الوقت الحالي.

وقال كولينز  في بياٍن بعد تصويت أمس الجمعة : "هذا التعسف في استخدام السلطة لا يقوض سلامة مجلسنا أو استقلال الرئاسات في المستقبل . فقد ضحى الديموقراطيون بالمبادئ الأمريكية الأساسية المتمثلة في مراعاة الأصول القانونية والعدالة وافتراض البراءة بشأن ما حصل في انتخابات 2016 ، التي خسروها قبل ثلاث سنوات ".

و أضاف : " إذا عدنا خطوةً إلى الوراء ، يبدو أن التصويت أمس الجمعة، والتقصير المتوقع من ترامب من قبل مجلس النواب في وقتٍ ما من الأسبوع المقبل ،سيعمل على تأجيل العملية و هو شيءٌ كان قد تم مع آخر رئيس تم عزله سابقاً . كما يمكن إرجاع استقطابنا الحزبي الحالي إلى قرار الجمهوريين في مجلس النواب بإقالة الرئيس السابق بيل كلينتون ، بسبب الكذب تحت القسم حول علاقته الجنسية مع المتدربة في البيت الأبيض مونيكا لوينسكي. و لكي نكون واضحين ، كانت الحزبية موجودةً قبل عزل كلينتون. لكن هذه المساءلة عززته بطرقٍ لم يفهمها الناس في ذلك الوقت بشكلٍ واضح " .

تم ترشيح ترامب للرئاسة بشكلٍ كاملٍ من اقطاب الحزب الجمهوري و دعمه الكامل له . و الذي كان يعامل الديمقراطيين كأعداء بالقول و الفعل في تصرفاته. لكنه أيضاً لم يكن يتردد في أن يعاقب أي مسؤول جمهوري منتخب لا يثبت ولاءه الكامل لنسخته "اللطيفة" عن رؤية الحزب الجمهوري.

كما أنه لمن شبه المؤكد الآن أن ينضم إلى كلينتون في صفوف المتهمين و لكنه حتى اللحظة ، لم يتم ازاحته عن منصبه بعد ، فقد الرئيس الذي بشرت فترة حكمه في العصر الحالي بالحزبية الوحشية و هو الذي كان الشكل الأكثر  إبرازاً للعنصرية و الشكل السلبي للحزبية و تأثيراتها المدمرة على السياسات الأمريكية .

و الشيء الأكيد أن ترامب لم يكن يوماً من مولعي التاريخ ، فبالطبع مثله مثل من سبقوه يسعى جاهداً لصنع التاريخ و أن يحفر اسمه على صفحاته دون أن يقرأه. لكن الآن ، و بمساعدةٍ من الأغلبية الديمقراطية في مجلس النواب ، صنع ترامب بعض التاريخ ، وسيكسب المزيد في الأسبوع المقبل عندما يصبح ثالث رئيس يتم عزله على الإطلاق بشكلٍ رسمي .

و من المتوقع أن الأمر سيسعد ترامب بعض الشيء ، خاصةً فيما يتعلق بتثبيت سياسته التمييزية ، معتقداً أن التاريخ سيبرئه ، وربما الأهم من ذلك ، أن المساءلة ستلعب دوراً مهما لصالحه في انتخابات عام 2020.

المصدر: وكالات+إضاءات
الأكثر قراءة الفرق بين iPhone 16 Pro Max vs. Samsung Galaxy S24 Ultra
مقارنة شاملة بين iPhone 16 Pro Max vs. Samsung Galaxy S24 Ultra
هل تريد الاشتراك في نشرتنا الاخباريّة؟
شكراً لاشتراكك في نشرة إضآءات
لقد تمت العملية بنجاح، شكراً