دراسة:النباتات تطلق صرخات
دراسات و أبحاث
دراسة:النباتات تطلق صرخات "بكاء" بالموجات فوق الصوتية عندما تتعرض للخطر
ترحمة إضاءات
15 كانون الأول 2019 , 22:25 م
  • تصدر النباتات صوتاً يتمثل على شكل موجات فوق صوتية ضمن حدود تردد يصل ما بين 20-100 كيلو هرتز، ويمكن رصده من مسافة 3-5 أمتار باستخدام الأجهزة المناسبة لذلك .

وجد الباحثون أدلةً تعتبر الأولى من نوعها على قيام النباتات بإصدار صرخاتٍ وأصواتٍ على شكل موجاتٍ فوق صوتية, عندما تتعرض للأذى أو الألم, حيث تحتوي تلك الأصوات على معلوماتٍ يمكن أن تكشف عن حالة النبات الذي يصدرها.

 وقد جرب الباحثون الأمر على نباتات الطماطم والتبغ، حيث قاموا بتعريضها لنوعين من الضغط و الأذى، الجفاف وقطع سيقانها.

و قد اكتشف هذا الأمر فريقٌ بحثيٌ يرأسه البروفيسور ليلاش هاداني من كلية علوم النبات والأمن الغذائي في جامعة عبرية في فلسطين المحتلة بمدينة تل أبيب ،

لقد  أجرى هذا البحث والذي نشرته مجلة هندية, ليثبت بأنه إذا كانت النباتات تصدر هذه الموجات فوق الصوتية، فمن الطبيعي أن تكون النباتات المجاورة لها قادرةً على سماع تلك الأصوات أيضاً.

و يقول البروفيسور هاداني في إلى صحيفة ذا هيندو: " لا نعرف آلية الاستجابة في النباتات بعد، فقد أثبتنا مؤخراً أن استجابة النباتات لأصوات المُلقحات تضمنت أزهارها أيضاً، لكننا توقعنا أن تكون مُستقبلات الموجات فوق الصوتية، متواجدةً  ايضاً في الأجزاء النباتية الأساسية من النبتة نفسها" كسيقانها.

وأضاف: "الجدير بالذكر أن العديد من حشرات العثة، التي تستخدم نباتات الطماطم والتبغ كمضيفين ليرقاتها، معروفة ٌبالفعل, بسماع الموجات فوق الصوتية وبالتالي فهي قادرة على سماع الترددات المنبعثة من النباتات أيضاً. لذلك تعمد العثة على  أن تتجنب وضع بيضها على النباتات التي تشعر بالألم أو متأذية أو مريضة".

  • إنتاج الصوت

يشتبه الباحثون في أن الأصوات تتولد عن عمليةٍ تسمى بـ"التجويف"، حيث تتشكل فقاعات الهواء وتتوسع وتنفجر داخل النسيج الذي يسبب الاهتزازات. فقد كتب الباحثون : "لقد ثبت أن انفجارات التجويف تنتج اهتزازاتٍ مماثلة لتلك التي سجلناها على أجهزة تسجيل ترددات الموجات فوق الصوتية " .

حيث تم تسجيل الأصوات لأول مرةٍ في المختبر باستخدام صناديق معزولة الصوت، ثم تم التحقق منها في البيوت الزجاجية التي لم تكن معزولة الصوت تماماً فوجد الباحثون أن نباتات الطماطم التي تتعرض للجفاف تقوم بإصدار​​35 صوتًا في الساعة، مقارنةً بالتبغ الذي يصدر 11 صوتاً في الساعة فقط.

ومع ذلك، عندما تم قطع سيقان الطماطم ، انخفض متوسط ​​عدد الأصوات المنبعثة منها إلى 25 صوتاً في الساعة، بينما زاد قليلاً ليصبح 15 صوتاً في الساعة لدى نبات التبغ.

  • تجارب الاحتباس الحراري

خلال القيام بالتجارب داخل الدفيئة الزراعية " البيت الزجاجي "، درس الباحثون كيف تصدر النباتات الأصوات استجابةً لنقص المياه  كنتيجة للجفاف, التجربة تمت بعد وضع نباتات الطماطم المروية في الدفيئة لمدة 10 أيام دون سقيها بالماء بتاتاً.

حيث تم إصدار عددٍ قليل جداً من الأصوات في الأيام الثلاثة الأولى عندما كان هناك ما يكفيها من الماء في التربة . لكن عدد الأصوات  كان يرتفع يومياً بدايةً من اليوم الرابع إلى السادس وانخفض تدريجياً مع جفاف النبات حتى توقف تماماً عند موته.

بشكل عام، قام نباتيّ الطماطم والتبغ بإصدار تلك الأصوات على شكل الترددات الأعلى عندما تم قطع الساق بشكلٍ أكبر تميزاً منالشعور بالجفاف . ففي ظل ظروف النقص المائي ، كان متوسط ​​ذروة التردد حوالي 50 كيلو هرتز لنباتات الطماطم وحوالي 55 كيلوهرتز لنباتات التبغ.

 عندما  يتم قطع السيقان، كان متوسط ​​ذروة التردد 57 كيلو هرتز للطماطم وحوالي 58 كيلوهرتز لنباتات التبغ. فالنباتات التي تنتمي إلى اثنين من أصنافٍ مختلفة ، قامت بإصدار نفس الموجات فوق الصوتية عندما تتعرض لنفس الضغوط.

و يضيف البروفيسور هاداني: "على الرغم من قيام النباتات بإصدار نفس الأصوات و الموجات الفوق صوتية، إلا أن الضغوط لم تكن متطابقةً تماماً، ويضيف الباحث "لم نجرِ تجربةً مسيطر عليها بالكامل". ونحن على يقينٍ تام من أن الأصوات أي الترددات تنبعث منها، وأن تردد الذروة للأصوات المسجلة كان في نفس النطاق، لكن لمعرفة المزيد من التفاصيل الأدق سنحتاج إلى إجراء تجاربٍ إضافية في المستقبل, ونحن نوسع العمل حالياً ليشمل أنواع نباتاتٍ أخرى وظروفاً أشمل و أكثر سيطرة وكذلك نحن أيضاً بصدد دراسة التطبيقات الزراعية المحتملة للنتائج، والتي من المحتمل أن تكون أكثر تنوعاً من البحث الأصلي دون شك".

تمت الترجمة من موقع ذا هيندو الهندي الصادر بالإنجليزية.

المصدر: وكالات+إضاءات