صفعة لأمريكا قبل وصول ديفيد هيل لبيروت,, تكليف حسان دياب رئيساً لوزراء لبنان
مقالات
صفعة لأمريكا قبل وصول ديفيد هيل لبيروت,, تكليف حسان دياب رئيساً لوزراء لبنان
عدنان علامه
20 كانون الأول 2019 , 06:56 ص

السقوط المدوي للعميل الأمريكي نواف سلام وتكليف د. حسان دياب فاجأ الجميع وخاصة أمريكا, أمريكا سترسل مندوبها السامي لجماعة 14 الشهر لمحاولة زعزعة الإستقرار صناعة فوضى, لكنها ستفشل لتضيف لخيباتها خيبة جديدة تؤرق مضاجعها, أمن الكيان هو العنوان لكل السياسات الأمريكية وما فعلته من فوضى في لبنان ارتد عليها, مقال الإستاذ عدنان علامه يشير لما حصل يوم أمس من تكيلف للسيد حسان دياب بعد استنكاف سعد الحريري.

إضاءات

عدنان علامه

لقد دفع الرئيس سعد الحريري ثمناً باهظاً على المستوى السياسي والشعبي نتيجة تصرفاته المغامرة. بدءاً من إعلان إستقالة حكومته إلى عدم القيام بمهامه كرئيس حكومة تصريف أعمال، وعزوفه عن الترشيح. علماً بأن كافة الكتل جارته وقدّرت موقفه وأبلغته بأنها لن تكلف إلا من يرشحه الحريري ويقبل به. وتم تسمية كل من (مع حفظ الألقاب) محمد الصفدي وبهيج طبارة وسمير الخطيب وتم حرق كافة الأسماء  وكان السيد الخطيب أكثر الأسماء قبولاً لدى جميع الأطراف السياسية؛ ولكنه تلقى الطعنة في الظهر عندما ذهب إلى دار الفتوى  لأخذ البركة فنال الضربة القاضية في السباق للرئاسة الثانية. وكان بيان دار الفتوى  رسالة لكل من تسول له نفسه بالترشح ولو من قبل الحريري نفسه. ويبدو ان الحريري كان ينتظر تطوراً ما. فطلب تأجيل الإستشارات إلى اليوم. وأعلن لاحقاً عزوفه كلياً عن الترشيح.

 فأخرج الساحر الأمريكي إسم نواف سلام من قبعته ليدخل سباق الرئاسة وأمر حلفائه بتسميته خلال الإستشارات. ويجب أن نرفع القبعة لتكتل الأكثرية النيابية في حسن إدارتها اللعبة السياسية بذكاء حاد وحنكة لا مثيل لها. فكان التكتل  يتوقع خطوات الحريري  ولذا كان يخطط في السر لإختيار شخصية تسحب البساط من تحت الجميع. وبقي الإسم طي الكتمان حتى اللحظة الأخيرة؛ أي بعد إعلان الحريري عزوفه عن الترشيح.

لقد كانت نتائج الإستشارات صادمة للجميع وكانت النتائج كالتالي من حضور 125 نائباَ من أصل 128:-

حسان دياب 69
بدون تسمية 32
نواف سلام   12
حليمة قعقور 1

كان رد الفعل الأول من أمريكا التي لم تقبل  بخسارة مرشحها. فبدات ببث سموم الفتنة والأكاذيب. فأطلقت ال سي أن ان أمر عمليات التصدي حتى قبل إعلان النتيجة الرسمية فكتبت على شاشتها "المرشح المدعوم من حزب الله يحتمل أن يكون رئيس الوزراء" (مرفقة طيه). والتقطت بعض القنوات المحلية هذه الإشارة وبدأت تصويب سهام الإتهامات إلى الرئيس دياب. وتعاني أوساط الحراك حالياً الإرباك والإختلاف الحاد والتشتت في المواقف المتوي اتخاذها. فالرئيس دياب هو أكاديمي ولا علاقة له بالسياسة وهذا كان أول مطالبهم.

وأدخل البعض العصبية المذهبية على الخط  فأخترعوا نسبة معينة من السنة ليكون الرئيس المكلف ميثاقياً.

 فالمكتوب يقرأ من عنوانه. وبدأوا بوضع العصي في الدواليب حتى قبل ان يخطو خطوة واحدة. ويبدو أن نية الرئيس بالحفاظ على حدود لبنان البرية والبحرية، وإشراك الجميع بدون إستثناء  في الحكومة لم يعجب الإدارة الأمريكية  فأمرت حلفائها بوضع العربة أمام الحصان.

فأمريكا لا تريد أن تعترف بالنتائج الديموقراطية التي أدت خسارة مرشحها. وبدأت بتنفيذ تهديداتها السابقة في حال عدم تشكيل حكومة موالية لها.

إن عدم إعطاء الرئيس المكلف فرصة لتشكيل حكومته وأخذ الثقة والمباشرة بالعمل هي أخذ لبنان نحو الفوضى الشاملة. وما المطالب التي يطالب بها سارقو الحراك ليست سوى أعذاراً واهية لأخذ لبنان نحو الفوضى الشاملة. ويبدوا أنهم تناسوا نتيجة  الإستشارات وإن الأغلبية لن تسمح لهم بإغراق المركب بمن فيه.

علينا الترقب بحذر شديد لتطور الأحداث المتصاعدة في الأيام القادمة والتي تهدف إلى عرقلة تشكيل الحكومة.

وأن غداً لناظره قريب

المصدر: وكالات+إضاءات