من جَمعَ كل وحوش الأرض للفتك بسورية ، يصبـح قانون ( قيصر ) من النوافلْ
من يتحمل تسعةً من الموت والدمار ، يتحمل تسعةً من قوانين قيصر ، وما شاكله
ازرعـوا الصــبر ، والصــمود ، والتــحدي ، عنـد شعبـنا ، وإلا نخـدم ( قيـصر )
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
يا أخي حان لكل وطني عاقل أن يثق ، أن أمريكا ليست عدوة لسورية فحسب ، بل هي عدوة للحضارة الانسانية ، ومن يناصر أمريكا هو يناصر اسرائيل ، ولا انتقال إلى ( الحياة المستقرة ) بدون الفكاك من أسر أمريكا ، والفكاك من أسر أمريكا يجعل الفكاك من الوجود" الإسرائيلي " مسألة وقت ، ويجعل الملوك القُصَّرْ بلا " قَيِّمٍ " وبلا حِمايةٍ ، مما يسهل رميهم في مزابل التاريخ ، أما العملاء بكل تشكيلاتهم ، فستتركهم أمريكا على قارعة الطريق ، كماً مهملاً ، ( كعملائها في الفيتنام ) ، كما تركت ( عميلها البرزاني ) فيسهل اصطيادهم ، وتعريتهم .
. [ هذه معادلة متساوية الجدائين ] .
فقانون " قيصر " إذا ما قسناه بالأسلحة التي استخدمتها أمريكا ضدنا ، ( لا يعادل إلا سكيناً لتقشير البصل ) ، فعبر العقود التي نَقلت أمريكا ( حماية اسرائيل إلى عِهْدتها ) لم تترك سلاحاً لا انسانياً ، قذراً ، فتاكاً ، متوحشاً ، إلا واستخدمته ، حتى أنها حرفت وشوهت دين الأكثرية في المنطقة .
من سلح اسرائيل ؟، من شارك معها في جميع حروبها ؟ ,
من شجع ، ورعى ، وحمى ، وسلح ، الاسلام السياسي ؟، وزرع له أنياباً لقتل المسلمين وغير المسلمين ، وأكل أكبادهم ؟، حتى وصلوا إلى الصين .
من وظف نواطير النفط بمرتبة ملوك ؟، للإشراف على نقل أثمان النفط إلى البنوك الأمريكية ، وحرمان شعوب الخليج ، وشعوب المنطقة من تلك الثروة الهائلة ، ولكن للحقيقة كانت أمريكا تترك لهم نسبة من تلك الثروة لإنفاق بعضها على غرائز الملوك ، والباقي ينفق على التآمر على شعوب المنطقة ، وزرع الفتن بين مكوناتها ؟ .
إذن على كل عاقل أن يثق :
أن المعركة ليست بيننا وبين بعض من العملاء ، في لبنان ، أو في العراق ، بل هي حرب تاريخية بكل المقاييس ، حرب كسر عظم ، حرب حاسمة ، بيننا وبين أمريكا ، واسرائيل ، والملوك الأجراء ، والعملاء المبثوثين في كل أرض ، حرب يتداخل فيها الاقتصاد ، بالسياسة ، والثقافة .
والخلاص من هذا العدو الاخطبوطي ، هو الطريق الإجباري ، والملزم ، للخلاص من الفكر الاسلامي ، النكوصي ، المتوحش ( ابن الغرب ) بكل تفرعاته ، وندوبه ، وعقده ، داخل سورية ، وعلى مستوى العالم الاسلامي .
لذلك قلنا ونعود فنقول لبعض من العاملين في الحقل المعرفي ، ولكل وطني غيور ، أن يعتبر أن المعركة الأساس الآن ، هي مع أمريكا ومعسكرها ، لأنها التناقض الرئيس ، لذلك كان علينا أن نوفر كل الجهود ، والطاقات ، للمعركة الأصل ، لأن انتصارنا فيها ، يسهل علينا جميع المعارك التفصيلية الأخرى الداخلية ، والخارجية ، و (بدون الانتصار العسكري : لا انتصاراً لا في الداخل ولا في الخارج ).
لذلك نعود فنلح منادين :
أن لا تجزؤوا المعارك ، وتَصْرفوا جُهودكم لمعارك فرعية تجرح صمود الدولة ، وتنال من صمودها ، رغم وجود ما ( يجرح الفؤاد من فساد ) بل وفروا كل الطاقات ، لرعاية الصبر ، وحماية الصمود ، وزرع التحدي ، ورص الصفوف ، لمواجهة العدو الأكبر الذي دمر البلاد والعباد ، عندها لا ننتصر على قانون ( قيصر ) لوحده ، بل على أمريكا ذاتها .
واتركوا مهمة النيل من صمود الدولة إلى ما يزيد عن / 800 / محطة اعلامية محلية ودولية ، همها تلفيق الخبر المزور ، وصناعة الرأي العام ، من خلال تدفق المعلومات عبر الأقمار الصناعية ، والسعي للتقليل من شعور الانتماء للوطن ، ونبش المستور ، والسعي لهز صمود الشعب والدولة ، من خلال الفبركة ، والتشويه ، وامتصاص صبر المواطنين الجمعي .
فالانتصار القادم لن يكون عسكرياً فحسب ، بل سيكون تاريخياً بكل المعايير، اقتصادياً ـــ اجتماعياً ـــ سياسياً ـــ وثقافياً ـــ وأخلاقياً ، كما سيغير وجه المنطقة ، وينقلها من مواقع التبعية ، لأول مرة إلى مرحلة ( التنفس المستقل ) ، ( مرحلة التوازن ) الكفيل بإزالة العفن المتراكم عبر عقود على الفكر الديني ، وازاحة اللامعقول ، وترسيخ المعقول .
[ لأن قطع رأس التنين يميت كل أزرعه ، ويزيح بالضرورة ، وتلقائياً ، جميع اسلحته ، وأهمها الفكر الديني الماضوي ، ويهيئ المناخ العقلاني ، ويقصر دور رجال الدين على مهمتهم الروحية في معابدهم ، وترك السياسة للسياسيين ] .
. [ اما الفساد والفاسدين ، فلن يكون لهم بعد الانتصار من معين ] .