افتتح الرئيس الصيني شي جين بينغ ونظيره الروسي فلاديمير بوتين، حقبةً جديدة للشراكة الاستراتيجية لدولتيهما في عام 2019، معلنين بذلك عن التطور الأكبر في التعاون الثنائي المثمر للجانبين في السنوات المقبلة .
حيث يصادف العام المنصرم الذكرى السنوية السبعين للعلاقات الدبلوماسية بين الجانبين ، و قد شهد هذا العام اجتماعاتٍ متكررة بين شي وبوتين حيث يتولى رئيسا الدولتين رئاسة العلاقات الودية بين البلدين ورسم مسارها المستقبلي .
وفي تسليط للضوء على علاقتهم ، وضع شي وبوتين علامةً فارقة جديدة في العلاقات بين الصين وروسيا بتوقيع بيانٍ مشترك في موسكو في يونيو حول الارتقاء بالعلاقات الثنائية إلى شراكة استراتيجية شاملة للتنسيق لعصرِ جديد و مميز .
فالهدف من مثل هذا النوع الجديد من الشراكة هو أن يقدم الجانبان مزيداً من الدعم لبعضهما البعض بينما يتابعا مسارات التنمية الخاصة بهما ويحافظان على المصالح الأساسية لكلٍ منهما ويحميان السيادة وسلامة أراضيهما .
ولبناء تلك الشراكة، تعهد الجانبان بالتنسيق الوثيق مع بعضهما البعض في مواءمة استراتيجياتهما التنموية التي تتمثل بتوسيع التعاون المتبادل المنفعة في التجارة والاستثمار، وتوسيع العلاقات الثنائية الشاملة.
على مدار العام الحالي، أجرى شي وبوتين محادثاتٍ أو حضرا مناسباتٍ مختلفة في عدد من المدن بما في ذلك بكين وموسكو وثاني أكبر مدينة في روسيا سان بطرسبرغ وعاصمة قرغيزستان بيشكيك وعاصمة طاجيكستان دوشانبي وعاصمة البرازيل برازيليا.
كما وشهدت السنة الماضية روابط شخصية أوثق بين الزعيمين. ففي أبريل، منحت جامعة تسينغهوا الصينية بوتين درجة الدكتوراه الفخرية، ومنحت جامعة ولاية سانت بطرسبرغ الروسية الرئيس شي دكتوراه فخرية في يونيو.
وفي دوشانبي ، هنأ بوتين شي شخصياً بعيد ميلاده السادس والستين قبل مؤتمر تدابير التفاعل وبناء الثقة في آسيا في يونيو.
و قد حقق التعاون العملي بين البلدين تقدماً جديداً و بارزاً على مدار العام. ففي ديسمبر، قام شي وبوتين عبر مكالمة فيديو مشتركة بإطلاق خط أنابيب الغاز الطبيعي بين الصين وروسيا، وهو مشروعٌ تاريخيٌ للتعاون الثنائي في مجال الطاقة ونموذجٌ للتقارب العميق بين مصالح البلدين والتعاون المربح لهما.
كما أنه من المقرر أن يمد خط الأنابيب الذي يبلغ طوله الإجمالي أكثر من 8000 كيلومتر الصين بـ 5 مليارات متر مكعب من الغاز الروسي في عام 2020، ومن المتوقع أن تزداد الكمية إلى 38 مليار متر مكعب سنوياًبحلول عام 2024.
و بعد أن حققت التجارة بين الصين وروسيا رقماً قياسياً بلغ أكثر من 100 مليار دولار أمريكي في عام 2018، حافظت التجارة الثنائية على قوة دفعٍ قوية هذا العام، متجهةً نحو الهدف الذي حدده كلٌ منشي وبوتين ، 200 مليار دولار بحلول عام 2024.
فبغض النظر عن كيفية تغير الظروف الخارجية، فإن العلاقات الأوثق بين الصين ورروسيا ستحقق فوائداً ملموسة للناس في جميع أنحاء أوراسيا بأكملها وستكون بمثابة عامل استقرارٍ استراتيجي في عالمٍ محفوف بالمخاطر والشكوك والأزمات المتتالية.