الحيوانات المنوية تتأثر بالنظام الغذائي الذي يتبعه الرجال، وهي تتأثر بسرعةٍ عجيبة لم يتوقعها أحد من قبل, هذا هو الاستنتاج الذي توصلت إليه دراسةٌ جديدة أجراها باحثون في جامعة لينشوبينغ، حيث تم تغذية الشباب الأصحاء بنظامٍ غذائيٍ غني بالسكر, ولقد خلصت الدراسة التي نشرت في مجلة البيولوجيا PLOS الة نتائج جديدة على لوظيفة وصحة الحيوانات المنوية، وهذه الدراسة ستساهم على المدى الطويل في إيجاد طرقٍ تشخيصيةٍ جديدة لقياس جودة الحيوانات المنوية.
وتقول أنيتا أوست ، المحاضرة الأولى في قسم الطب السريري والتجريبي في جامعة لينشوبينغ، والسيدة أنيتا أوست هي الباحثة الرئيسية في الدراسة استنتجت: "أن النظام الغذائي يؤثر على حركة الحيوانات المنوية وصحتها، ويمكن ربط هذه التغييرات بجزيئاتٍ معينةٍ فيها, فقد كشفت الدراسة عن تأثيراتٍ سريعة وملحوظة بعد أسبوع أو أسبوعين من اتباع الحمية الغذائية".
يمكن أن تتأثر جودة الحيوانات المنوية سلباً بسبب العديد من العوامل البيئية وأنماط الحياة، كما تعتبر السمنة والأمراض المرتبطة بها، مثل السكري من النوع 2، عوامل خطرٍ معروفة على نوعية الحيوانات المنوية، والتي تجعلها ضعيفة وشبه ميتة.
تهتم المجموعة البحثية التي أجرت الدراسة الجديدة بالظواهر اللاجينية التي تنطوي على خواصٍ فيزيائية أو مستويات التغيير في التعبير الجيني للحيوانات المنوية، حتى في حالة عدم تغيير المادة الوراثية أو تسلسل الحمض النووي. ففي بعض الحالات ، يمكن أن تؤدي هذه التغييرات اللاجينية إلى نقل الخصائص من أحد الوالدين إلى أطفالهم عن طريق الحيوانات المنوية أو البويضة على حدٍ سواء .
في دراسةٍ سابقة، أظهر العلماء أن ذباب ثمار الفاكهة الذي كان يستهلك السكر الزائد قبل فترةٍ وجيزة من التزاوج أنتج في كثيرٍ من الأحيان ذرية ًتعاني من زيادةٍ ملحوظة في الوزن.
وقد اقترحت دراساتٌ مماثلة أجريت على الفئران أن جزيئاتٍ صغيرة من الحمض النووي الريبيزي المعروف باسم الحمض الريبي النووي النقال تلعب دوراً في هذه الظواهر اللاجينية التي تظهر في الجيل القادم, كما وتتواجد هذه الجزيئات الجينية بكمياتٍ كبيرةٍ وبشكل غير عادي في الحيوانات المنوية للعديد من الأنواع، بما في ذلك البشر، ذباب الفاكهة والفئران حتى الآن، لم يتم فحص وظيفتها بالتفصيل.
لقد تكهن العلماء بأن جزئيات الحمض النووي الريبيزي في الحيوانات المنوية قد تكون متورطةً في الظواهر اللاجينية ، ولكنه من السابق لأوانه القول ما إذا كان هذا هو الحال في البشر. وقد بدأ الباحثون الدراسة الجديدة لمعرفة ما إذا كان الاستهلاك العالي للسكر يؤثر على جزيئات الحمض النووي في الحيوانات المنوية البشرية أم لا.
فحصت الدراسة 15 شاباً طبيعياً غير مدخنين ويتبعون نظاماً غذائياً تلقوا فيه كل الطعام من العلماء لمدة أسبوعين, حيث استند النظام الغذائي إلى توصيات Nordic Nutrition للأكل الصحي مع استثناءٍ واحد وهو أنه خلال الأسبوع الثاني تم إضافة السكر، بحوالي 3.5 لتر من المشروبات الغازية، أو 450 جرام من الحلويات بشكل يومي, وبعد ذلك ، تم فحص جودة الحيوانات المنوية وغيرها من المؤشرات على صحة المشاركين في بداية الدراسة، أي بعد الأسبوع الأول من اتباع الحمية الصحية، وبعد الأسبوع الثاني بعد بدء المشاركون بتناول كمياتٍ كبيرة من السكر .
في بداية الدراسة، كان ثلث المشاركين لديهم حركةٌ منخفضة للحيوانات المنوية والحركة هي واحدةٌ من العديد من العوامل التي تؤثر على جودة الحيوانات المنوية، والمعروف بأن الحيوانات المنوية لدى عموم البشر تمتاز بالحركة البطيئة، ولكن الباحثون فوجئوا باكتشاف أن حركة الحيوانات المنوية لدى جميع المشاركين أصبحت طبيعيةً أثناء الدراسة واتباعهم لنظامٍ غذائيٍ صحي .
و قد أوضحت أنيتا أوست: "تشير الدراسة إلى أن حركة الحيوانات المنوية يمكن أن تتغير في فترةٍ قصيرة، ويبدو أنها ترتبط ارتباطاً وثيقاً بالنظام الغذائي وهذا له آثارٌ سريريةٌ مهمة للغاية، ولكن لا يمكننا القول ما إذا كان السكر هو الذي تسبب في ذلك، لأنه قد يكون أحد مكونات النظام الغذائي الصحي الأساسي الذي له تأثير إيجابي على الحيوانات المنوية ".
و قد وجد الباحثون أيضاً أن جزيئات الحمض النووي الريبيزي الصغيرة المرتبطة بحركة الحيوانات المنوية قد تغيرت أيضاً, يسعى الباحثون الآن لمواصلة العمل والتحقيق فيما إذا كان هناك صلةٌ مباشرة بين خصوبة الذكور وجزيئات الحمض النووي الريبيزي في الحيوانات المنوية وكما سيحددون أيضاً ما إذا كان يمكن استخدام شيفرة الحمض النووي الريبيزي في طرق التشخيص الجديدة لقياس جودة الحيوانات المنوية أثناء الإخصاب في المختبر.