ألف حرب  وحرب، خاضتها أمريكا، ضد الدول المتطلعة للحرية، فهل بدأ الثأر\ محمد محسن
مقالات
ألف حرب وحرب، خاضتها أمريكا، ضد الدول المتطلعة للحرية، فهل بدأ الثأر\ محمد محسن
محمد محسن
2 كانون الثاني 2020 , 14:45 م

ألف حرب ، وحرب ، خاضتها أمريكا ، ضد الدول المتطلعة للحرية ، فهل بدأ الثأر؟
لم يُــزِلِ النــصر الــسوري ، روحَ الــزُّعرِ من أمريكا فـحسب ، بل زرع روحَ الأمـل
أمريكا مربكـة ، فجاء قصـفها للحشد ، ردٌ خائبٌ ، على انكساراتها ، وإيذانٌ بالرحيل .

 


غرور المنتصر الذي سيطر على القيادات الأمريكية المتعاقبة ، بعد سقوط جدار برلين في كانون أول عام / 1989 / ، حيث عزز الرغبة عندها ، في استكمال هيمنتها التامة على العالم ، لأنها باتت القطب الوحيد الأوحد .
...........التــــــــــوحش الأمــــــــــريكي .
من روحية هذا التفرد ، والغرور ، والشعور بفائض في القوة ، هاجمت أمريكا ( بنما ) وقرصنت رئيسها ( نورييغا ) ، ثم تابعت !! :
حرب العراق الأولى / 1991 / ثم حرب الصومال ، ثم هاييتي ، ثم البوسنة ، ثم كوسوفو ، ثم حرب افغانستان عام / 2001 / ثم حرب العراق الثانية عام / 2003 / ، وكانت قبل هذا وذاك ، قد سرقت أوروبا الشرقية من حضن الاتحاد السوفييتي ، تحت مسمى ( ثورات مخملية ) ناعمة جداً !! ، أما حربها في جورجيا ، وأوكرانيا فأسمتهما ( بالثورات الملونة ) .
ونتيجة لانتصاراتها الهينة تلك ، ومن هذه الروحية العدوانية ، المتغطرسة ، المتوحشة ، الواثقة ، والمستخفة ، التي شملت القارات الأربع .
بدأت حروبها العربية ، بالتتابع ، حيث اسمتها حروب ( الربيع العربي ) ولم تكتف بما فعلته في المنطقة ، هي وصنيعتهم اسرائيل ، بل هدفت ( ارجاع ) المنطقة إلى زمن الاستعمار المباشر ، حيث رُفع العلم السنوسي في ليبيا ، ورُفع علم الانفصال في سورية .
مهدت أمريكا لحربها العسكرية بحرب اعلامية ، فاستأجرت ،/ 800 / محطة اعلامية اقليمية ، وعالمية ، وأهمها ( العاهرتان الجزيرة ، والعربية ، واللقيطة الأورينت ) ، هدفها زرع الخوف ، واضعاف ثقة الشعوب بحكوماتها ، ليسهل اسقاطها بهزة واحدة ؟؟ وتنصيب نموذجين ( اسلاميين ديموقراطيين ــــ الوهابية ـــ الإخونج ) على مقاليد الحكم .
بدأت عملياتها التجريبية باستبدال ( بن علي في تونس بحركة النهضة الاخوانية ) ، واستبدلت مبارك في مصر ( بمرسي الاخواني ) .
ثم جاء دور ليبيا المعاندة ، فدمرتها ، ( ومثلت برئيسها القذافي بعد قتله ، بشكل يندى له جبين الانسانية ) .
...............الحـــــــرب عــــــــلى ســـــــــورية !!
بنفس الروحية واستسهال الانتصار ، أشعلوا الحرب على سورية ، قياساً على ما فات ، ولكن لم يطل الأمر حتى تبين لأولئك القادة ، أن الأمر لم يكن كما كانوا يتوقعون ، فقاموا بعملية ( استمطار ) لسيول من التوحش الارهابي ، من كل العشوائيات الاسلامية ، قطعاناً ، قطعاناً حتى كادوا يطبقون على العاصمة دمشق .
ولكن قدرة جيشنا على التصدي ، وصمود شعبنا ، وقدرته على التحمل ، وقبوله التحدي ، والعون من الأصدقاء والحلفاء ، تم اجلاء أولئك الوحوش عن غالبية الأراضي السورية ، وهزيمتهم رغم العون العسكري ، واللوجستي ، والاستخباري ، غير المسبوقة ، من أكثر من أربعين دولة بقيادة أمريكا .
قبل كل هذه الحروب ، لابد من التذكير ، بإسقاط دول عدم الانحياز ، ( مصر عبد الناصر ، ونهرو ، وتيتو ،) وحصار كوبا ، وتدمير الفيتام ، وانقلاب أندنوسيا ضد سوكارنو العظيم ، والإتيان بالعميل ( سوهارتو ) ، واغتيال غيفارا في بوليفيا ، والليندي في تشيلي ، وغيرها وغيرها من عمليات التدمير والقتل في القارات الأربع .
.....أمريــــــكا هـــي المســــؤولة عـــن كــل هـــذا المــــــوت .
إذن ( أمريكا دولة الشركات الاحتكارية ) ، هي المسؤولة عن اغتيال الحضارة الانسانية ، وحرفها نحو اللبرالية المتوحشة .
...............مـــن هنـــا عظــــمة الصمـــود الســـوري التــــاريخي !!
هذا الصمود المذهل لشعبنا العظيم ، بمساعدة الأصدقاء والحلفاء طبعاً ،
هــــــــــو الــــــــــذي قــــــال لأمريكـــــا قفـــــي طفـــح الكــــيل .
ومن هنا بدأ تاريخ جديد ، رسمت ملامحه على الميدان السوري .
فكان الكمين الذي سقطت به امريكا ، عدوانها على حزب الله في العراق ، الذي جاء نتيجة فيض من الاحساس بالخسران ، حد انفضاح عدم جدوى حمايتها ، وبدافع الحقد الثأري .
مما أدى إلى إخراج التظاهرات الشعبية العراقية من تشتتها ، وتوحدها لمواجهة العدو الأساس ، الذي قسم العراق ، وجوعه ، بعد أن دمره .
والأهم أنه شكل احراجاً حتى لعملائها في العراق ذاتهم ، مما سيدفعهم مرغمين : ليس لشجب العدوان ، بل للوقوف ضده ، وقد يصل الأمر إلى اتخاذ قرار بكنس أمريكا من العراق ، تفادياً أو كبديل للرد العسكري من قبل الحشد الشعبي على القواعد الأمريكية .
والأهم ثانياً أن محور المقاومة قد ( سن سلاحه للمواجهة ) ، فإسرائيل باتت تتلَمَّسُ رأسها ، والعملاء في لبنان شعروا بالنار الحامية تقترب من جذورهم ، فقبرت جذوة الأمل عندهم ، وأجهض تحركهم ، وحتى التظاهرات في لبنان ، بدأت تتعقلن .
ولكن :
[ المضحك المبكي ، ان السعودية ، والبحرين ، شجبوا قتل مأجور أمريكي واحد ، وبرروا قتل العشرات من العراقيين ] ، يا للعار، وأرجو أن نعتبر كل هذا فيضٌ من حقدٍ ، ومؤشرٌ على فقدان للأمل .

المصدر: وكالات+إضاءات