ألف حرب ، وحرب ، خاضتها أمريكا ، ضد الدول المتطلعة للحرية ، فهل بدأ الثأر؟
لم يُــزِلِ النــصر الــسوري ، روحَ الــزُّعرِ من أمريكا فـحسب ، بل زرع روحَ الأمـل
أمريكا مربكـة ، فجاء قصـفها للحشد ، ردٌ خائبٌ ، على انكساراتها ، وإيذانٌ بالرحيل .
غرور المنتصر الذي سيطر على القيادات الأمريكية المتعاقبة ، بعد سقوط جدار برلين في كانون أول عام / 1989 / ، حيث عزز الرغبة عندها ، في استكمال هيمنتها التامة على العالم ، لأنها باتت القطب الوحيد الأوحد .
...........التــــــــــوحش الأمــــــــــريكي .
من روحية هذا التفرد ، والغرور ، والشعور بفائض في القوة ، هاجمت أمريكا ( بنما ) وقرصنت رئيسها ( نورييغا ) ، ثم تابعت !! :
حرب العراق الأولى / 1991 / ثم حرب الصومال ، ثم هاييتي ، ثم البوسنة ، ثم كوسوفو ، ثم حرب افغانستان عام / 2001 / ثم حرب العراق الثانية عام / 2003 / ، وكانت قبل هذا وذاك ، قد سرقت أوروبا الشرقية من حضن الاتحاد السوفييتي ، تحت مسمى ( ثورات مخملية ) ناعمة جداً !! ، أما حربها في جورجيا ، وأوكرانيا فأسمتهما ( بالثورات الملونة ) .
ونتيجة لانتصاراتها الهينة تلك ، ومن هذه الروحية العدوانية ، المتغطرسة ، المتوحشة ، الواثقة ، والمستخفة ، التي شملت القارات الأربع .
بدأت حروبها العربية ، بالتتابع ، حيث اسمتها حروب ( الربيع العربي ) ولم تكتف بما فعلته في المنطقة ، هي وصنيعتهم اسرائيل ، بل هدفت ( ارجاع ) المنطقة إلى زمن الاستعمار المباشر ، حيث رُفع العلم السنوسي في ليبيا ، ورُفع علم الانفصال في سورية .
مهدت أمريكا لحربها العسكرية بحرب اعلامية ، فاستأجرت ،/ 800 / محطة اعلامية اقليمية ، وعالمية ، وأهمها ( العاهرتان الجزيرة ، والعربية ، واللقيطة الأورينت ) ، هدفها زرع الخوف ، واضعاف ثقة الشعوب بحكوماتها ، ليسهل اسقاطها بهزة واحدة ؟؟ وتنصيب نموذجين ( اسلاميين ديموقراطيين ــــ الوهابية ـــ الإخونج ) على مقاليد الحكم .
بدأت عملياتها التجريبية باستبدال ( بن علي في تونس بحركة النهضة الاخوانية ) ، واستبدلت مبارك في مصر ( بمرسي الاخواني ) .
ثم جاء دور ليبيا المعاندة ، فدمرتها ، ( ومثلت برئيسها القذافي بعد قتله ، بشكل يندى له جبين الانسانية ) .
...............الحـــــــرب عــــــــلى ســـــــــورية !!
بنفس الروحية واستسهال الانتصار ، أشعلوا الحرب على سورية ، قياساً على ما فات ، ولكن لم يطل الأمر حتى تبين لأولئك القادة ، أن الأمر لم يكن كما كانوا يتوقعون ، فقاموا بعملية ( استمطار ) لسيول من التوحش الارهابي ، من كل العشوائيات الاسلامية ، قطعاناً ، قطعاناً حتى كادوا يطبقون على العاصمة دمشق .
ولكن قدرة جيشنا على التصدي ، وصمود شعبنا ، وقدرته على التحمل ، وقبوله التحدي ، والعون من الأصدقاء والحلفاء ، تم اجلاء أولئك الوحوش عن غالبية الأراضي السورية ، وهزيمتهم رغم العون العسكري ، واللوجستي ، والاستخباري ، غير المسبوقة ، من أكثر من أربعين دولة بقيادة أمريكا .
قبل كل هذه الحروب ، لابد من التذكير ، بإسقاط دول عدم الانحياز ، ( مصر عبد الناصر ، ونهرو ، وتيتو ،) وحصار كوبا ، وتدمير الفيتام ، وانقلاب أندنوسيا ضد سوكارنو العظيم ، والإتيان بالعميل ( سوهارتو ) ، واغتيال غيفارا في بوليفيا ، والليندي في تشيلي ، وغيرها وغيرها من عمليات التدمير والقتل في القارات الأربع .
.....أمريــــــكا هـــي المســــؤولة عـــن كــل هـــذا المــــــوت .
إذن ( أمريكا دولة الشركات الاحتكارية ) ، هي المسؤولة عن اغتيال الحضارة الانسانية ، وحرفها نحو اللبرالية المتوحشة .
...............مـــن هنـــا عظــــمة الصمـــود الســـوري التــــاريخي !!
هذا الصمود المذهل لشعبنا العظيم ، بمساعدة الأصدقاء والحلفاء طبعاً ،
هــــــــــو الــــــــــذي قــــــال لأمريكـــــا قفـــــي طفـــح الكــــيل .
ومن هنا بدأ تاريخ جديد ، رسمت ملامحه على الميدان السوري .
فكان الكمين الذي سقطت به امريكا ، عدوانها على حزب الله في العراق ، الذي جاء نتيجة فيض من الاحساس بالخسران ، حد انفضاح عدم جدوى حمايتها ، وبدافع الحقد الثأري .
مما أدى إلى إخراج التظاهرات الشعبية العراقية من تشتتها ، وتوحدها لمواجهة العدو الأساس ، الذي قسم العراق ، وجوعه ، بعد أن دمره .
والأهم أنه شكل احراجاً حتى لعملائها في العراق ذاتهم ، مما سيدفعهم مرغمين : ليس لشجب العدوان ، بل للوقوف ضده ، وقد يصل الأمر إلى اتخاذ قرار بكنس أمريكا من العراق ، تفادياً أو كبديل للرد العسكري من قبل الحشد الشعبي على القواعد الأمريكية .
والأهم ثانياً أن محور المقاومة قد ( سن سلاحه للمواجهة ) ، فإسرائيل باتت تتلَمَّسُ رأسها ، والعملاء في لبنان شعروا بالنار الحامية تقترب من جذورهم ، فقبرت جذوة الأمل عندهم ، وأجهض تحركهم ، وحتى التظاهرات في لبنان ، بدأت تتعقلن .
ولكن :
[ المضحك المبكي ، ان السعودية ، والبحرين ، شجبوا قتل مأجور أمريكي واحد ، وبرروا قتل العشرات من العراقيين ] ، يا للعار، وأرجو أن نعتبر كل هذا فيضٌ من حقدٍ ، ومؤشرٌ على فقدان للأمل .