كتب الدكتور نادر عجمي أول الرد سياسي وأخره سياسي  وما بينهما ثأر ونار 
أخبار وتقارير
 كتب الدكتور نادر عجمي أول الرد سياسي وأخره سياسي  وما بينهما ثأر ونار 
5 كانون الثاني 2020 , 02:53 ص

 

تتساءل الغالبيية العظمى من المراقبين كيف سيكون الرد على استهداف أمريكا لقادة كبار في محور المقاومة, سيناريوهات عدة لكننا اخترنا ما كتبه الدكتور نادر عجمي كتصور لما يحصل, وجهة نظر نقدرها ونتركها لكم.

إضاءات

كتب الدكتور نادر عجمي:

  بالنسبة للرد العسكري  فهو حتمي وقريب لكن ليس قبل تشيع الشهداء وتأبينهم. الإطار الجغرافي سيكون ضمن المنطقة التي تشمل كل " غرب آسيا ". الأهداف كثيرة والثمن كبير .

الرد سيكون على الساعة الإيرانية وبطريقتها ولا أحد يستعجله فهو واقع ضمن الأسقف التي تحفظ القضية الكبرى. فعدم الرد سيعزز وضع ترامب سياسياً وإنتخابياً وهذا ما لا يريده أحد .

الجريمة اعطت محور المقاومة افق أكبر واوراق قوة جديدة . دماء سليماني وابو مهدي ستعزز روح التعاون العراقي الإيراني. الوجود الأمريكي في العراق  مُشرع بموجب إتفاقية وأول رد مفترض هو تصويت البرلمان العراقي اليوم الأحد على إنهاء هذه الإتفاقية.

جاري التواصل على  ارفع المستويات من أجل تأمين الأغلبية المطلوبة. وثاني رد سياسي سيكون العمل على تشكيل حكومة عراقية جديدة تكون بمنأى عن التأثير الأمريكي .

بعد إنهاء الإتفاقية سيصبح الوجود الأمريكي في العراق غير شرعي, عندها سيبدأ العرض الإيراني العراقي في العراق وسيُفاجىء العالم أن جزءً مهماً من الرد سيكون ردا عراقياً من الشعب العراقي على إغتيال أحد اهم شخصياته العسكرية الرسمية وهو نائب رئيس الحشد الشعبي الذي هو حشد رسمي تابع للحكومة العراقية.

وسيكون الحشد الشعبي أحد الأركان المهمة في المعادلة الجديدة في المنطقة, الإيراني سيوقع رسمياً على رده الخاص على  إستشهاد سليماني بإسم "الحرس الثوري" كما توعد وفعل الإيراني على الإعتداءات السابقة, فالأمريكي قد خرق كل الخطوط ووقع على جريمته بكل وقاحة هادفا إيصال رسائل وتغير قواعد اللعبة وإحداث سيطرة سياسية واهمة له في العراق والمنطقة لذا سيكون المٍثل بالمثل.

مسلسل الرد قد يتدحرج وفق طبيعة الإستيعاب الأمريكي أو عدمه, المتوقع سياسيا إستيعاب ترامب للرد لأن لديه مشاكل كبيرة ومعارضة عارمة وبالتالي إن سكت وامتص الرد سيكون اقل ثمن مقبول له بعد الدم هو الخروج من المنطقة وأخرها خروجه من البيت الأبيض, اما في حال كابر وصعد سنكون أمام مشهد مختلف لا أحد يعلم حدوده وحجمه, من اليمن الى سوريا والجولان ولبنان الذي يبدو أن تشكيل  حكومته ما زال جارياً على نار ساخنة التي من المفترض أن تشكل خلال ايام طالما لم يضعها أحد في الثلاجة لغاية اللحظة ...., ويبدو أن الأمريكي اراح الأمر في لبنان منذ اسبوعين وصعد في العراق قاصدا خلط الأوراق وفرض معادلات جديدة, لكن تغيير قواعد اللعبة سيغير اللعبة وعنوانها  كلها لأن فيها لاعب أحمق لا يعرف حقيقة أعدائه. من المؤكد أن ما حصل فيه خير وفلاح لمحور المقاومة وسوف يخدم القضية الكبرى ويعجل في إئتزام أمريكا وحلفاؤها وعلى رأسهم إسرائيل والسعودية.


 فلا حرب للحرب  ولا قتال للقتال والثأر رسالة ورد وتثبت وحماية.

 

الحرب هي "التفاوض بالحديد والنار" للجلوس على الطاولة والعبرة لمن تكون ناره اصلا وأعلا ليحقق الهدف المطلوب...وعليه فأوله سياسي كأخره وما بينهما لا يعلمه ألا الله والراسخون ...

                

المصدر: وكالات+إضاءات