الكل يتوقع حرباً عسكرية كبيرة ، المحللون ، وحتى المنجمون ، والعملاء يبتهلون
زمـن الحروب الكبيرة قد ولى ، لأن العبـرة لم تعـد للقـوة ، بل للقـدرة على التـحمل
أمريكا قوية جداً جداً ، ولكنها لا تتـحمل قواعـدها في الخـليج ، عشـرات الصـواريخ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
هذا الرأي كرسته في أكثر من مقال ، منذ عام / 2005 / ، بأن [ زمن الحروب العسكرية الأمريكية الكبيرة قد ولى ] ، تلك الحروب التي أشعلتها في القارات الخمس ، ، ولو كان هناك قارة سادسة لخاضت بها حرباً ، فالحروب كانت خاصية أمريكية خاصة ، تفرضها بنيتها الرأسمالية التي تتطلب الحروب ، فالحروب وحدها هي التي تحقق لها ، السيطرة السياسية ، والاقتصادية ، ومن خلال السيطرة تكدس الثروات ، ولو على دماء وجهود ، وعرق الملايين من البشر .
لذلك يمكن توصيف الدولة الأمريكية من الرئيس وحتى أصغر جندي ، بأنها ( دولة الشركات ) همها ، ودورها الأساس ، حماية ، ورعاية ، مصالح تلك الشركات ، وكاذب كل من يقول أنها دولة ديموقراطية لكل طبقاتها وفئاتها الشعبية ، وأنها تسعى لنشر الديموقراطية ، فديموقراطيتها ( المشكوك فيها حتى ) مقتصرة على الشركات الاحتكارية ، ويمكن تسميتها بمنتهى الموضوعية ، ( بدولة ديموقراطية الشركات الاحتكارية ) لأن جميع حروبها كانت ضد الدول الديموقراطية ، أو التي تتجه نحو الديموقراطية ، ولو بخطىً وئيدة .
فتعالوا نقدم جردة عن بعض الدول التي دمرتها والدول التي ناصرتها :
[ الفيتنام ، كوبا ، تشيلي ، فنزويلا ، بوليفيا ، العراق ، سورية ] .
أما الدول التي ناصرتها [ الشاه في إيران ضد مصدق ، بنوشيه في تشيلي ، سهارتو في اندنوسيا ، المملكة المسروقة من عمق التاريخ ( السعودية ) و ( المحميات الأخرى ) وعلى رأس الجميع الدولة الصهيونية العنصرية ( اسرائيل ) التي لم يعد لها مثيل في هذا العصر ] .
إذن لم يكن همها كما تزعم نشر الديموقراطية ، بل اغتيال كل المحاولات الشعبية للسير نحو الديموقراطية ، ودعم الدول التي لا علاقة لها بالديموقراطية ، لذلك كان معيارها تدمير الدول التي لا تدين بالولاء لها .
والوقوف أمام تمدد الدولتين الكبيرتين ، المنافستين ( روسيا ، والصين ) ، وأمام توسعة مجالهما الحيوي ، لذلك كانت مصلحتها تتجسد في السيطرة بالقوة ومن خلال الحروب ، على الدول التي تقترب بسياساتها ، أو بتعاملها مع الدولتين الكبيرتين ، فهي من جهة تقلص الوجود السياسي ، والاقتصادي لهما ، كما أنها توقف تمددهما ، بالإضافة إلى توسعة مروحة الدول التابعة لها ، والمتحالفة معها ، لأن هدفها من حيث النتيجة حصارهما .
ولكن الذي حدث ان هجمتها على العراق وسورية ، أوقعها في كمين تاريخي ، حيث وقعت في شر أعمالها :
طبعاً قادها عدم ادراكها لطبيعة المنطقة ، وأهميتها ، وشعورها المفرط بقوتها ، إلى ارتكاب جرائمها التي كان من نتائجها تدمير البلدان وقتل الملايين ، فضلاً عن الإفقار ، والتجويع ، وأخيراً استشهاد أهم قائدين عسكريين لمحور المقاومة ، وبذلك تكون قد كتبت رحيلها بيديها .
أما ما خسرته فهو استراتيجي بكل ما في هذه الكلمة من معنى وأهمها :
ــــ أصبحت عدوة لجميع شعوب المنطقة ، إلا للعملاء ، والمبهورين بثقافة الغرب ، وهذا يعني خسارتها لأي حاضنة شعبية .
ــــ كشفت مدى هشاشة حمايتها لمحمياتها ، في أكثر من مجال :
تدمير محطات أرامكو ، سيطرة ايران على الطائرة الأمريكية المسيرة ، اسقاطها للطائرة الأهم من قبل صاروخ ايراني .
ــــ دكَ قاعدة ( عين الأسد ) ودمرَها تحت بصر راداراتها وكل أجهزتها ، التي دُمرت بعد القصف ( الصفعة ) .
قلنا ونعود فنقول : لم تعد الحرب بالدبابات بل بالصواريخ المجنحة .
ونحن لا ننكر امتلاك أمريكا وحتى اسرائيل ، للكثير من الصواريخ الدقيقة ، وأن باستطاعتهما اطلاق عشرات الآلاف من الصواريخ ، وتدمير الكثير من المدن ، في ايران ، وسورية ، والعراق ، ولكن ومهما كان التدمير كبيراً سيبقى الإيراني ، والسوري ، والعراقي ، في أراضيهم .
ولكن السؤال الأهم :
هل قدرة اسرائيل ، وأمريكا ، والسعودية . على التحمل تتوازى وقدرة هذه الشعوب ؟؟؟ .
الجواب يكمن في التجربة الحية :
لقد دمرت ثلاثة أرباع المدن السورية ، وبقيت الدولة ، التي ستعيد الإعمار ، فهل لو دمر في اسرائيل ، ربع أو عشر ما دمر في سورية ، كيف سيكون حال الاسرائيليين ؟؟؟ أو بسؤال أدق كم مليون سيفر لا يلوي على شيء ؟؟؟ .
وهذا يمكن سحبه على عشرات القواعد الأمريكية ، المبثوثة في الخليج ، والبوارج المنتشرة في الخليج وفي البحار .
أما السعودية والبحرين فليسوا في العير أو في النفير .
نختم ونقول : مبشرين ، ومنذرين ، بأن زمن استشهاد القائدين التاريخيين .
..............[ قاســــــــــــم سليمــــــــــــاني ، والمهــــــــــــندس ]
...........................ليـــــــــــس كـــــــــما قبــــــــله .
وثمنه ليس أقل من خروج آخر جندي أمريكي من العراق ، وعندها يصبح من النوافل خروجهم من سورية .