مقال جدير بالقراءة, كتب الكاتب محمد محسن عن الحرب على سوريا بسنتها العاشرة,
مقالات
مقال جدير بالقراءة, كتب الكاتب محمد محسن عن الحرب على سوريا بسنتها العاشرة,
21 كانون الثاني 2020 , 08:22 ص

 

نكاد ندخل السنة العاشرة من الحرب العالمية ، سنوات الاستشهاد ، والتحدي
الشعب الذي تحمل معاناة السنوات العشر ، سيتحمل معاناة الحصار والتجويع
نقد الفساد والتباطؤ الحكومي مبرراً ، ولكن نقد الابن البار ، لا نقد المتشفي
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
كل عاقل يدرك أننا على أبواب السنة العاشرة من الحرب العالمية ، هذه الحرب التي لم تترك بيتاً إلا وصدَّعَتهُ ، مادياً ، أو معنوياً ، البعض دُمِّرَ بيتُهُ نهائياً وبات بدون مأوى ، والبعض يعيش في خيمةٍ في المهاجر ، وصاحب البيت ذاته قد يكون قد قدَّمَ شهيداً أو أكثر ، والصناعي دُمِّرَ مَصْنعه أو سُرق ، والفلاحون لم يتمكنوا من استثمار حقولهم ، أما أبناء الجزيرة فلقد نهبت مواسمهم ، ودُمرت بيوتهم ، وهُجِّرَ الأهل والجيران ، فتوقف الانتاج أو يكاد .
ولكن السارق الوقح ، في وضح النهار ، لنفطنا ، وقمحنا ، وسيادتنا ، هي الدولة الوحش أمريكا ، التي قادت عملية تَدميرِ سورية ، وقتل أبنائها ، وتشريد البعض ، وتجويع الآخرين ، هي ذاتها حاولت ولا تزال تحاول تشكيل اسرائيل ثانية ، من الانفصاليين الأكراد العملاء ، على كتف سورية ، والعراق ، وإيران ، وتركيا .
أما البعضُ البعضُ الباقي من السوريين ، فإما بات دون عمل ، أو لم يعد راتبه يكفيه لارتفاع الأسعار ، ( نستثني أثرياء الحرب المتخمين ) .
يبقى الموظفون : منهم المقصر ، ومنهم المرتشي ، أما الموظف الصادق فلا بد وأنه يعاني الضيق المادي .
( أما التاجر الجشع الوحش ،المتحالف مع رجال الدين ) ، فلا رحمة عنده ، ولا رأفة ، المهم أن يحقق أكبر ربح وبأسرع وقت على حساب المواطن المتعب .
.
...............كــــل هـــــذا بحــــجة تـذبـذب ســـعر الــــدولار
[ هذا الواقع مدركٌ لدى الكافة ، ولكن الذي يجب أن يدرك أيضاً من كل العقلاء ، والحُرَّصْ ، على الوطن والشعب ] .
أن جميع الدول التي اشتركت في الحرب العسكرية ، ( حرب الموت والدمار ) ، هي ذاتها بعديدها تشترك في الحرب ( النفسية ) ـــ ( الاقتصادية ) ـــ ( الاعلامية ) ، بل بالحصار الشامل على جميع نشاطات سورية الاقتصادية ، مع حرب نفسية تيئيسية غير مسبوقة ، على بلادنا وعلى البلاد العربية المجاورة لنا ، ساعية إلى تحقيق ما عجزت عن تحقيقه الحروب العسكرية .
وما المظاهرات لشهور عدة ، وقطع الطرق ، وشل حركة البلد ، الاقتصادية ، والاجتماعية ، والمضاربات المالية بالدولار ، في لبنان ، والعراق ، إلا لإشاعة البلبلة ، والتضييق على المواطنين ، ودفعهم إلى اليأس ، بعد الانتصارات العسكرية النوعية التاريخية ، التي حققها محور المقاومة ، ضد أمريكا وارهابها .
.
ولما كان التداخل بين الاقتصاد ، والاجتماع ، والسياسة ، والثقافة ، لا يمكن فصله ، جاءت الحرب الاقتصادية ـــ النفسية ـــ الاعلامية لتوهن عزيمة مجتمعنا .
ومن هذه الأرضية ، انطلقت الدعوة الأمريكية الخسيسة ، للشعب العربي في سورية المتعب ، للتظاهر والنزول إلى الشارع ، كمحاولة بائسة ويائسة ، لاستلاب ما اكتنزه مواطننا الشجاع من صبرٍ ، وهمةٍ ، وصمودٍ ، وتحدٍ ، لكن هيهات لدول العدوان ، فمن ربح أشرس حرب عالمية ، من حيث عديد الميادين التي فتحت ، ومن حيث تنوع جنسيات المقاتلين الارهابيين المتوحشين ، وتنوع أسلحتهم ، ومن تحمل عشراً ، سيتحمل ما بقي من عام ، أو بعض عام ، لن يسمح للحروب الاقتصادية ـــ النفسية أن تحقق ما عجزت عن تحقيقه الحروب العسكرية .
[ بعد هذا التوصيف الذي قدمنا ليس أمامنا إلا خيارين لا ثالث لهما :]
.
أولاً ـــ إما التحمل والتعامل مع الواقع ، وممارسة النقد الموضوعي الإيجابي ، لحيتان المال المتحالفين مع رجال الدين ، ونقد الحكومة وغيرها ، ولكن نقد الابن البار ، لانقد المشكك ، العبثي ، الحاقد ، الهادف نشر الفوضى .
ثانياً ـــ أو فتح المجال أمام الطابور الخامس (ليكرر تجربة الربيع العربي) ، استجابة للدعوة الأمريكية المفضوحة ، عندها نخسر كل شيء : الوطن ، والمجتمع ، والاقتصاد .
[ بلدنا دمر ، مئات الآلاف من الشهداء ، ملايين من المهجرين ، سرق نفطنا ، وقمحنا ، وسرقت مصانعنا ]
حصار من / 83 / دولة ، و / 800 / محطة اعلامية تضخ سمومها ، بالمال السعودي ـــ القطري ، [ الارهاب في ادلب ، وأمريكا تشرب نفطنا ، ولا يزال جيشنا وحلفاؤنا في الميدان ، ومن ورائهما شعبنا الصامد ] ، فلا تهنوا ، ولا تضعفوا ، بل تحدوا ، وثابروا
.....................[ فالنـــــــــــصر صبــــــــــــر ســــــــــــاعة ]

المصدر: وكالات+إضاءات