نكاد ندخل السنة العاشرة من الحرب العالمية ، سنوات الاستشهاد ، والتحدي
الشعب الذي تحمل معاناة السنوات العشر ، سيتحمل معاناة الحصار والتجويع
نقد الفساد والتباطؤ الحكومي مبرراً ، ولكن نقد الابن البار ، لا نقد المتشفي
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
كل عاقل يدرك أننا على أبواب السنة العاشرة من الحرب العالمية ، هذه الحرب التي لم تترك بيتاً إلا وصدَّعَتهُ ، مادياً ، أو معنوياً ، البعض دُمِّرَ بيتُهُ نهائياً وبات بدون مأوى ، والبعض يعيش في خيمةٍ في المهاجر ، وصاحب البيت ذاته قد يكون قد قدَّمَ شهيداً أو أكثر ، والصناعي دُمِّرَ مَصْنعه أو سُرق ، والفلاحون لم يتمكنوا من استثمار حقولهم ، أما أبناء الجزيرة فلقد نهبت مواسمهم ، ودُمرت بيوتهم ، وهُجِّرَ الأهل والجيران ، فتوقف الانتاج أو يكاد .
ولكن السارق الوقح ، في وضح النهار ، لنفطنا ، وقمحنا ، وسيادتنا ، هي الدولة الوحش أمريكا ، التي قادت عملية تَدميرِ سورية ، وقتل أبنائها ، وتشريد البعض ، وتجويع الآخرين ، هي ذاتها حاولت ولا تزال تحاول تشكيل اسرائيل ثانية ، من الانفصاليين الأكراد العملاء ، على كتف سورية ، والعراق ، وإيران ، وتركيا .
أما البعضُ البعضُ الباقي من السوريين ، فإما بات دون عمل ، أو لم يعد راتبه يكفيه لارتفاع الأسعار ، ( نستثني أثرياء الحرب المتخمين ) .
يبقى الموظفون : منهم المقصر ، ومنهم المرتشي ، أما الموظف الصادق فلا بد وأنه يعاني الضيق المادي .
( أما التاجر الجشع الوحش ،المتحالف مع رجال الدين ) ، فلا رحمة عنده ، ولا رأفة ، المهم أن يحقق أكبر ربح وبأسرع وقت على حساب المواطن المتعب .
.
...............كــــل هـــــذا بحــــجة تـذبـذب ســـعر الــــدولار
[ هذا الواقع مدركٌ لدى الكافة ، ولكن الذي يجب أن يدرك أيضاً من كل العقلاء ، والحُرَّصْ ، على الوطن والشعب ] .
أن جميع الدول التي اشتركت في الحرب العسكرية ، ( حرب الموت والدمار ) ، هي ذاتها بعديدها تشترك في الحرب ( النفسية ) ـــ ( الاقتصادية ) ـــ ( الاعلامية ) ، بل بالحصار الشامل على جميع نشاطات سورية الاقتصادية ، مع حرب نفسية تيئيسية غير مسبوقة ، على بلادنا وعلى البلاد العربية المجاورة لنا ، ساعية إلى تحقيق ما عجزت عن تحقيقه الحروب العسكرية .
وما المظاهرات لشهور عدة ، وقطع الطرق ، وشل حركة البلد ، الاقتصادية ، والاجتماعية ، والمضاربات المالية بالدولار ، في لبنان ، والعراق ، إلا لإشاعة البلبلة ، والتضييق على المواطنين ، ودفعهم إلى اليأس ، بعد الانتصارات العسكرية النوعية التاريخية ، التي حققها محور المقاومة ، ضد أمريكا وارهابها .
.
ولما كان التداخل بين الاقتصاد ، والاجتماع ، والسياسة ، والثقافة ، لا يمكن فصله ، جاءت الحرب الاقتصادية ـــ النفسية ـــ الاعلامية لتوهن عزيمة مجتمعنا .
ومن هذه الأرضية ، انطلقت الدعوة الأمريكية الخسيسة ، للشعب العربي في سورية المتعب ، للتظاهر والنزول إلى الشارع ، كمحاولة بائسة ويائسة ، لاستلاب ما اكتنزه مواطننا الشجاع من صبرٍ ، وهمةٍ ، وصمودٍ ، وتحدٍ ، لكن هيهات لدول العدوان ، فمن ربح أشرس حرب عالمية ، من حيث عديد الميادين التي فتحت ، ومن حيث تنوع جنسيات المقاتلين الارهابيين المتوحشين ، وتنوع أسلحتهم ، ومن تحمل عشراً ، سيتحمل ما بقي من عام ، أو بعض عام ، لن يسمح للحروب الاقتصادية ـــ النفسية أن تحقق ما عجزت عن تحقيقه الحروب العسكرية .
[ بعد هذا التوصيف الذي قدمنا ليس أمامنا إلا خيارين لا ثالث لهما :]
.
أولاً ـــ إما التحمل والتعامل مع الواقع ، وممارسة النقد الموضوعي الإيجابي ، لحيتان المال المتحالفين مع رجال الدين ، ونقد الحكومة وغيرها ، ولكن نقد الابن البار ، لانقد المشكك ، العبثي ، الحاقد ، الهادف نشر الفوضى .
ثانياً ـــ أو فتح المجال أمام الطابور الخامس (ليكرر تجربة الربيع العربي) ، استجابة للدعوة الأمريكية المفضوحة ، عندها نخسر كل شيء : الوطن ، والمجتمع ، والاقتصاد .
[ بلدنا دمر ، مئات الآلاف من الشهداء ، ملايين من المهجرين ، سرق نفطنا ، وقمحنا ، وسرقت مصانعنا ]
حصار من / 83 / دولة ، و / 800 / محطة اعلامية تضخ سمومها ، بالمال السعودي ـــ القطري ، [ الارهاب في ادلب ، وأمريكا تشرب نفطنا ، ولا يزال جيشنا وحلفاؤنا في الميدان ، ومن ورائهما شعبنا الصامد ] ، فلا تهنوا ، ولا تضعفوا ، بل تحدوا ، وثابروا
.....................[ فالنـــــــــــصر صبــــــــــــر ســــــــــــاعة ]



