منذ اللحظة الأولى التي إستدعى فيها ترامب النتن ياهو وغانتس لواشنطن ونحن نقرأ كتابات وتحليلات للوضع القادم في المنطقه وصفقة القرن ومخرجاتها ، والغريب والمريب في الموضوع هو أن هناك من اوصلنا الى مذابح بين شرق اردني وغرب اردني ، وهناك من ألغى فلسطين والقدس ، وكذلك هناك من يحذر من لوبي صهيوني هنا في الاردن يدفع باتجاه الصفقه وتمرير الوطن البديل وهناك من أخضعنا لارادة العدو الصهيوني بالمطلق ، وكأننا هنا في الاردن وفي الوطن العربي الممتد من المحيط الى الخليج كشعوب وحكومات مجرد متلقي ضعيف لا حول له ولا قوة ينتظر الصاعقه التي ستنزل عليه من السماء ولا يستطيع لها دفعا ، او كأننا قطيع من الاغنام سنساق الى المسلخ وسنوزع على حضائر وفقا لإرادة الراعي .
من قال أن الشعب الفلسطيني على ضفتي النهر وكذلك الشعب الأردني ، ومن خلفهم الشعوب العربيه الحره ستقبل بما هو مطروح او مجبره بالقبول ، ومن قال أن الشعب الحر المالك لإرادته خاضع لإرادة المحتل دون مقاومه او رفض ، ولماذا نفترض وقوع مجازر ومذابح بين جناحي الوطن ، ألا يعلم هؤلاء بأن حجرا او سكينا كفيله بإفشال أي مشروع ، ألم يسمع هؤلاء بتوحيد قوى الشعب الحره في وجه أي مشروع يهدف لتصفية القضيه الفلسطينيه أو تحويل الاردن الى وطن بديل ، نعم يستطيع الشعب الواعي والمثقف بأن يفشل أي تهجير او تبديل للارض والحق ، لتتكاتف الجهود من قبل القوى الحيه لنقف جميعا يدا بيد وكتفا بكتف في وجه هذا المخطط القذر ولنضرب بيد من حديد نحن كقوى شعبيه كل من يروج لهذه الفتنه وهذا الحل بقصد تمرير المخطط الصهيوني بتهجير الفلسطيني والتغيير الديموغرافي في في الداخل ، ولنرفع سقف المطالب المحق بإستعادة كامل التراب الفلسطيني من البحر الى النهر في مواجهة الصفقه ، ولنرفع شعار المحافظة على الاردن كدوله حرة مستقلة ذات سيادة كامله بإراده شعبيه مطلقه لا يعتريها الشك او الوهن خلف قيادة هاشميه تحمل لواء السياده الهاشميه الكامله غير المنقوصه على القدس ، فلا نريد أن نصل الى مرحلة الدفاع عن الاردن بعد ضياع فلسطين بمقدساتها ، لذلك فلتتضافر الجود وتتوحد الصفوف خلف رفض الصفقه بالمطلق ولنقنع أنفسنا قبل الاخر بأنها ليست قدرا لا يمكن دفعه ، فلا زلنا نمتلك ناصية الحل ان أردنا ذلك ، ولازال الشعب بجناحيه صاحب الإراده النهائيه لتمرير أو تعطيل أي صفقه تفرض من الخارج .
لذلك فليتصدر العقلاء المشهد ولتحشد الطاقات للوقوف صفا واحدا في وجه هذه الزوبعه التي يمكن أن تكون في فنجان إن اردنا ذلك .
والله من وراء القصد.



